الحكمة خير ميراث

يُحكى أن رجلاً ممن وهبهم الله سبحانه بسطة في الرزق أراد أن يبعد عن ورثته التطاحن وإشغال قاعات المحاكم بعد وفاته في دعاوى مالية وقضايا دنيوية وذلك لما يمتلكه من إرث شق الأرض بطولها وعرضها، فجمعهم في أحد الأيام بعد أن أنهك المرض جسده بما عجز الأطباء عن علاجه وأحس بقرب المنية، فأوصاهم بوصية غريبة، بعيدة الهدف والمضمون لم يدركوها وهي أن يتركوا إحدى يديه ممدودة مفتوحة خارج الكفن بحيث يراها المشاركون في الجنازة وغيرهم ممن تمر عليهم

يُحكى أن رجلاً ممن وهبهم الله سبحانه بسطة في الرزق أراد أن يبعد عن ورثته التطاحن وإشغال قاعات المحاكم بعد وفاته في دعاوى مالية وقضايا دنيوية وذلك لما يمتلكه من إرث شق الأرض بطولها وعرضها، فجمعهم في أحد الأيام بعد أن أنهك المرض جسده بما عجز الأطباء عن علاجه وأحس بقرب المنية، فأوصاهم بوصية غريبة، بعيدة الهدف والمضمون لم يدركوها وهي أن يتركوا إحدى يديه ممدودة مفتوحة خارج الكفن بحيث يراها المشاركون في الجنازة وغيرهم ممن تمر عليهم

الجمعة - 28 فبراير 2014

Fri - 28 Feb 2014



يُحكى أن رجلاً ممن وهبهم الله سبحانه بسطة في الرزق أراد أن يبعد عن ورثته التطاحن وإشغال قاعات المحاكم بعد وفاته في دعاوى مالية وقضايا دنيوية وذلك لما يمتلكه من إرث شق الأرض بطولها وعرضها، فجمعهم في أحد الأيام بعد أن أنهك المرض جسده بما عجز الأطباء عن علاجه وأحس بقرب المنية، فأوصاهم بوصية غريبة، بعيدة الهدف والمضمون لم يدركوها وهي أن يتركوا إحدى يديه ممدودة مفتوحة خارج الكفن بحيث يراها المشاركون في الجنازة وغيرهم ممن تمر عليهم.

ولم يظهر لهم الحكمة من ذلك، وبعد وفاته وتنفيذ الوصية وانفضاض المشيعين، جاءهم أحد العقلاء من ذويهم يسألهم عن سبب إظهار يد أبيهم مفتوحة خارج الكفن وبينوا له بأن المرحوم أوصى بذلك، عندها أوضح لهم الحكمة من وصيته وهي رسالة لمن على الأرض يمشون وأشغلتهم الدنيا بزينتها وتضخمت أرصدة بنوكهم بأن (كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول) وأنه بما يملكه من أموال طائلة خارج من الدنيا ومفارقها صفر اليدين إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فمتى نتعظ من تلك العبر ونعي بأن مالنا ما ننفقه وليس ما نكنزه والعاقل من يعمل للباقيات الصالحات فهي بلا شك خير وأبقى لا سيما وكما قيل إن ليس للكفن جيب وإن زاد ثمنه وفاقت جودته.. ودمتم سالمين.