جبريل العريشي

الأتمتة.. الحل الناجز لأداء الأعمال في زمن التباعد الاجتماعي

الاثنين - 08 يونيو 2020

Mon - 08 Jun 2020

الأتمتة automation هي استخدام معطيات التطور التكنولوجي من أجل تنفيذ المهام التي ينفذها البشر.

ويمكن - في بعض المجالات - أن تكون الأتمتة تامة بحيث تشمل كل المهام إلى الحد الذي يكون فيه التدخل البشري غير ضروري بالمرة. أو تكون جزئية بحيث يطلب التدخل البشري في مرحلة من المراحل، أو يطلب كمراقب يستدعى للتدخل عند حدوث ما يستدعي ذلك.

ومن ثم فهي الحل الناجز لأداء الأعمال في زمن التباعد الاجتماعي الذي تفرضه جائحة فيروس كورونا، والذي يبدو أنه سيستمر لمدة غير قصيرة، حيث يمكن اللجوء إليها لتحقيق هذا التباعد الاجتماعي، وفي الوقت نفسه لتحسين الأداء وزيادة سرعة الإنجاز وتحسين جودة الإنتاج، والحيلولة دون حدوث الأخطاء البشرية في عديد من المجالات.

فهي مفيدة لأعمال التجميع في مجال التصنيع، وفي تحديثات البرمجيات، ومراقبة إجراءات الأمن، وإغلاق المرافق، وتتبع توقيتات الأعمال، وأنظمة سير العمل workflow التي يجري من خلالها ملء الطلبات وإدارة المخزون والشحن والمشتريات والفوترة.

ومفيدة في تتبع المستشعرات والتقاط التنبيهات المصاحبة لاستخدامات انترنت الأشياء، بحيث توفر إمكانية الرؤية شاملة للأعمال الحيوية التي تحدث خارج جدران المؤسسة.

ومفيدة في المهام اليدوية التي تنطوي على مخاطر أو قد تسبب الإصابة، مثل اكتشاف رقعة أرض ذات تضاريس وعرة، أو الدخول إلى منشأة مشعة، أو الاقتراب من مرضى فيروس كورونا، أو غير ذلك.

ومفيدة في العمليات الليلية التي تجري في مراكز البيانات، مثل تحديث البرمجيات أو عمل نسخ احتياطية من البيانات، أو المعالجة الحاسوبية المجمعة للبيانات الضخمة.

كما أنها مفيدة في بعض المهام البحثية التي تحتاج إلى بحث مطول في سجلات الجريمة والسوابق القانونية، وفي بحوث علوم الحياة وبحوث الطقس والمناخ، وفي المراجع وسجلات الرعاية الصحية والديموغرافية، وغير ذلك.

ومفيدة للشركات التجارية التي تعمل في بيئة تنافسية عالية، حيث تستخدم من أجل الدفع ببضائعها بسرعة إلى السوق بحيث تسبق الشركات المنافسة، وكذلك لضبط العمليات وتنسيق الطلبات الإلكترونية والتوقيعات والموافقات والأرشفة في دورة عمل الكترونية بلا أوراق من أجل تحقيق التباعد الاجتماعي.

كما أن الأتمتة تعد وسيلة لإسعاد العملاء الذين يمكنهم - عن طريقها - حجز تذكرة طائرة أو طاولة في مطعم أو غرفة في فندق، دون الانتظار في الطابور حتى يساعدهم أحد الأشخاص، ويمكنهم كذلك استعارة الكتب ذاتيا من المكتبات دون الاستعانة بأمين المكتبة، أو الحصول على خدمات الحكومة الالكترونية دون أن يضطروا إلى السعي المرهق بين دواوين الحكومة والتواصل عن قرب مع الموظفين.

ولحسن الحظ، ومن المفارقات في الوقت نفسه، أن الأتمتة تضطر الموظف لأن يرفع من كفاءته لكي يتماشى مع متطلباتها، بل وتقدم له الدعم التكنولوجي في الوقت نفسه. كما أن من آثارها الجانبية الجيدة، وغير المقصودة، أنها يمكن أن تولد وظائف شاغرة جديدة داخل المؤسسة.

[email protected]