هل رفع إيقاف الهيدروكسي كلوركوين الحالات الحرجة؟

الاحد - 07 يونيو 2020

Sun - 07 Jun 2020








عقار هيدروكسي كلوركوين                      (مكة)
عقار هيدروكسي كلوركوين (مكة)
أثارت إعادة منظمة الصحة العالمية التجارب على جدوى عقار هيدروكسي كلوركوين لعلاج كورونا في الرابع من يونيو الحالي جدلا واسعا، بعد أن أوقفته قبلها بنحو أسبوع، إذ ربط البعض بين إيقاف الدواء وارتفاع تسجيل الحالات أو الإصابات الحرجة، وبالتالي ارتفاع معدلات الوفيات في الدول التي استجابت لتوجيه المنظمة بوقف استخدامه، وهو ما وجده متخصص في الطب الوقائي والصحة العامة غير دقيق، حيث لا يمكن لتغيير عامل واحد فقط وهو هذا الدواء في البرتوكول العلاجي لمرضى كورونا المستجد أن يكون له هذا التأثير الكبير والقوي في تغيير المنحنى الوبائي و مساره إلا في شروط معينة منها أن يكون هذا الدواء فعالا جدا وأثبت كفاءته العالية في الوقاية أو العلاج ووفق مدة زمنية محددة كفيلة بإحداث التغييرات يراعى فيها فترات الإصابة الحضانة والعدوى والشفاء وعدد الفحوصات وضوابط أخرى، وهذا مالم يثبت بعد في عقار هيدروكسي كلوركوين.

وقال الاستشاري المشارك في الطب الوقائي والصحة العامة الدكتور علي الحداد لـ»مكة» إن محاولة البعض ربط ارتفاع حالات الإصابة أو الحالات الحرجة ومضاعفات المرض وبالتالي الوفيات بإيقاف استخدام العقار لمدة أسبوع لا يمكن أن يكون دقيقا لأسباب عدة، أهمها أن تسجيل حالات الإصابة بالفيروس عملية تراكمية مستمرة وتخضع لعوامل عديدة ومتغيرات كثيرة، منها الزيادة في المسوحات والتوسع فيها مما يعني ازدياد الفحوصات، كما أن الأعراض تستغرق أياما عدة لتظهر على المصاب وقد لا تظهر، كما أن زيادة الحالات الحرجة قد ترتبط بالفئة المعرضة للخطر أكبر مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والتي قد يكون المرض أشد تأثيرا وضراوة ووخامة عليهم، وربما يتعرضون لمضاعفات شديدة للمرض في حال إصابتهم وتصبح حالتهم حرجة.

وأضاف الحداد بأنه من غير الصحيح اتهام المنظمة بالتخبط بسبب إيقافها للدواء وإعادته بعد أسبوع، لأنها اتبعت في كلتا الحالتين معايير الأخلاقيات الطبية ومبادئها الأساسية المعروفة، وهذا منهج معروف في الأوساط الطبية، فعندما أوقفته كانت هناك دراسة منشورة في مجلة علمية مرموقة تربط بين العقار وارتفاع احتمال الوفاة للمرضى ممن يعالجون به فأوقفته من مبدأ الأخلاق الطبية وهو عدم الضرر، وعندما أعادته كان السبب أن الباحثين في الدراسة اكتشفوا أن البيانات التي استندت عليها دراستهم ومصادرها وجودتها مصدرها غير دقيق وربما كان هناك شيء من تضارب المصالح أو شركة أدوية منافسة على ما يبدو .

ولفت إلى أن العقار اكتشف عام 1955 واستخدم لعلاج الملاريا، ثم استخدم لعلاج بعض الأمراض الجلدية والذئبة الحمراء.