جماد متحرك

يجلس الإنسان وقتا طويلا وعقودا من الزمن لا يفكر بالتغيير أو التطوير، ربما يعود ذلك لقبوله بواقعه، وأحيانا كثيرة بسبب عدم وجود الوقت الذي يجعله يفكر بذلك، فروتينه يقتل وقته، ورضاه بوضعه يجعل ذلك عائقا لقبول كل ما هو جديد في سبيل رقيه.

تعاقد تاجر أمين مع أحد الحطابين وأعطاه فأسا ودله على موقع الاحتطاب، ذهب الحطاب والحماس يسير أمامه، وفي اليوم الأول قطع عشرين شجرة فأثنى عليه التاجر وأكرمه، ثم في اليوم الثاني قطع خمس عشرة شجرة، وفي اليوم الثالث قطع عشر أشجار، وفي اليوم الرابع قطع خمس أشجار.

حزن الحطاب وأحس أن قواه بدأت تضعف وخاف من أن ينقص التاجر في أجره رغم أن الوقت الذي يقضيه في الاحتطاب متساو في جميع الأيام، فذهب للاعتذار منه فرد عليه التاجر بقوله: متى آخر مرة حددت فأسك؟ رد الحطاب: ماذا؟ ليس لدي الوقت لأفعل ذلك فأنا منهمك في القطع.

أغلب الناس ليس لديه الوقت الكافي لتطوير نفسه إلى أن يأتي الوقت الذي يحس فيه أن كل ما يقوله ويفعله هو تكرار أصاب صاحبه الملل فضلا عن ما يتلقاه!

أغلبنا يعتقد أن المهارات التي لديه جيدة وليست تحتاج لملزيد والتطوير، لكن هذه الجيدة ستضعف مع الوقت.

التطوير والتغيير والاستزادة، سبيل التقدم والنجاح، فالإنسان لا يعلم ما ينتظره.

حجم التقدم (المعرفي والعلمي والتقني.. إلى آخره)، والتسارع الذي يحدث في هذا الزمن سيكون صعبا على العقل قبوله والتدارك معه عند التأخر في مواكبته. باختصار، الإنسان بلا تطوير جماد متحرك.