عبيد أحمد المالكي

#كلنا_مسؤول

الثلاثاء - 02 يونيو 2020

Tue - 02 Jun 2020

هذا (هاشتاق) أطلقته مصالحنا الحكومية والخاصة أيضا منذ بدء فيروس كورونا ولا زال مستمرا، فهو شعار هذه المرحلة ونغمها المتصل، ولا يعني أننا سنتخلى عن مسؤولياتنا بعد تجاوزها.

لفت نظري بعد انقضاء قرابة 77 يوما منذ أن أطلقت حكومتنا الرشيدة المنع الجزئي أو التام في بعض مدن المملكة، لأجل مكافحة فيروس كورونا أو التقليل من مخاطره على الصحة في المقام الأول وجوانب الحياة الأخرى التي لا تستمر إلا بها؛ مدى تمسكنا بما أوحت به الأجهزة المعنية بإدارة هذا العارض من عدمه.

لذا يسأل المرء هنا بعض الأسئلة في هذا السياق : هل فعلا كلنا مسؤولون؟ وما المسؤولية التي يجب أن نتشارك في حملها أفرادا وجماعات، شعبا ودولة؟ وهل لها حدود معينة؟

إذا أدركنا أهمية السؤال وضرورته الملحة في هذه الآونة تحديدا، فإننا نستطيع بناء على ذلكم الإدراك أن نجيب عن تلكم الأسلئة وفق معطيات عقلانية وأخرى عاطفية، علها تحيي في النفوس ما نرمي إليه. فأقول: نعم نحن مسؤولون جميعا قبل كورونا وأثناءه وبعده، صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا، مواطنين ومقيمين، ومن لم يكن ذا مسؤولية مباشرة كالصغار مثلا، فالكبار مسؤولون عنهم بطريق الولاية، فإذن يتضح مما تقدم ذكره أننا #كلنا_مسؤول.

لقد تحملت الدولة منذ البداية مسؤوليتها فاتخذت جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء العالمي، إذ قامت بالتوعية الجمعية عبر وسائل الاتصالات الاجتماعية المختلفة، ومن خلال القطاعات المتنوعة حكومية وخاصة، فوعت وبذلت ووفرت كل ما لديها من حلول لحماية من يسكن في أرضها أيا كانوا، ومع هذا لا زالت حكومتنا على الرغم من انفراج الأزمة قليلا، وتقليل مدد حظر التجول، تتابع وتكثف التوعية وتعالج وتستقبل جميع الحالات والاستفسارات، وفوق هذه الجهود لم تترك المسؤولية على المجتمع وحده، مع إيماننا بوجوب تحمل هذه المسؤولية.

يجب علينا بعد هذه الفسحة أن نتذكر قول الله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، ولنعلم أن من ضروريات ديننا الحنيف الخمس المحافظة على (الدين والنفس والعقل والمال)، وربما تدخل هذه الأربع كلها في إطار هذه الأزمة عندما نفسرها تفسيرا يتفق ومآلات الأمور، فمن يحافظ على نفسه أولا، ثم يتبع ذلك بالحفاظ على من ولي عليهم، ثم يشارك أيضا مع أجهزة الدولة في تثقيف من حوله بمراعاة ما يتطلبه وضعنا الراهن، فلاشك أنه قام بمسؤوليته تجاه مجتمعه ودولته، فعلى كل واحد منا أن يقوم بدوره المنوط به، ومن لم يدركها أو لم يستوعبها على وجهها الحقيقي فسيكون محتملا إثم من تعرضوا لذلك الوباء، بصرف النظر عن وقوعه تحت مساءلة القانون، ويكون ذلك أشد وأنكى عندما يفقدون بسببه حياتهم، فهل يعي بعضنا الخطر القادم فيما لم يتقيد بالإجراءات التي أعلنتها الدولة؟!

إن نشر ثقافة # تحمل_المسؤولية وغرسها في نفوس النشء واجب ديني ووطني في آن واحد، فهذا هو وقت بذرها وتنميتها ومتابعتها حتى تصبح عادة يومية لا تنفك عن مصاحبتنا في أحوالنا كلها، فحذار حذار أن نؤتى من قبل أنفسنا (فالنفس راغبة إذا رغبتها / وإذا ترد إلى قليل تقنع) كما قال الشاعر الأول.

القادم أفضل إذا ما التزمنا، وهو أخطر أيضا إذا لم نلتزم.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال