زيد محمد التمامي

برنامج التحول الوطني في مواجهة كورونا

الاثنين - 01 يونيو 2020

Mon - 01 Jun 2020

جميع دول العالم تأثرت من فيروس كورونا بشكل سلبي، خاصة على الصعيد الاقتصادي، ومن هذه الدول مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية.

فيروس كورونا وتبعاته شلت أغلب أجهزة وقطاعات الدول المتقدمة والنامية، خاصة القطاعات التجارية والتعليمية والسياحية، فبعض هذه الدول تحاول التقاط أنفاسها وتستجمع قواها لتركب مركب النجاة، بينما بعض الدول واجهت الوباء بشكل فعال، فتختلف حملات التصدي لتبعات هذا الفيروس من دولة إلى أخرى.

إن برنامج التحول الوطني المنبثق من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وتطبيق بعض بنوده قد ساعد الدولة في التصدي لفيروس كورونا وتبعاته، وبذلك استبقت الدولة الأحداث بدون علم عن الخطر المحدق بها، ففي البعد الأول من أبعاد برنامج التحول الوطني (الارتقاء بالرعاية الصحية) تبرز أهداف هذا البعد: تعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، ويتضمن رفع الجاهزية لمواجهة الكوارث الصحية، مثل الأوبئة وغيرها عن طريق إنشاء غرف عمليات لإدارة هذه الأزمة.

فترى حاليا نتائج هذا البعد من خلال ما تقوم به وزارة الصحة مشكورة من جهود جبارة في التعامل مع هذا الوباء.

تفعيل الحكومة الالكترونية أيضا ساعد في تخفيف تبعات فيروس كورونا، فهي أحد أهداف البعد الخامس من برنامج التحول الوطني، فلقد استبقت الدولة في هذا المجال في كثير من قطاعات الدولة، مثل الجوازات والمرور والعمل والتجارة والبلديات والعدل وترقيات الخدمة المدنية وغيرها، فالمملكة أيدها الله تميزت في مجال الحكومة الالكترونية على كثير من الدول المتقدمة.

قطاع الأعمال أيضا واجه بعض المصاعب لكن أهداف البعد السابع (تمكين القطاع الخاص) قد خففت من هذه المصاعب من خلال استخدام قنوات التحول الرقمي المتاحة له.

أما في قطاع التعليم فكانت التقنية خيارا لا بد منه، لكن الجامعات لديها عمادات تقنية معلومات وتعليم عن بعد وتستخدم تطبيقات الفصول الافتراضية مثل البلاك بورد وغيره، بل إن هذه التطبيقات تساعد عضو هيئة التدريس في أداء عمله بشكل أمثل، وتصحح هذه التطبيقات في بعض الأحيان الاختبارات وقياس نسبة الاقتباس في الواجبات وغيرها.

إن الثورة التقنية المنبثقة من أبعاد التحول الوطني كانت لنا ملاذا آمنا في فترة هذا الوباء بعد الله، ومع ذلك ما زالت الدولة تتصدى حاليا لهذا الوباء في نواح عديدة من خلال سن لوائح وأنظمة وغيرها، ومن التطبيقات التي ولدت في هذه المرحلة (توكلنا) الذي يعطي تصاريح للخروج وقت المنع لبعض الحالات الخاصة، إضافة إلى الأبحاث العلمية التي تُجرى حاليا، والتي تهدف إلى دراسة هذا المرض وتأثيره الاقتصادي والاجتماعي وغيرها.

وفق الله بلادنا وبلاد المسلمين، ورفع عن هذا الوباء وحفظ الله لنا ديننا ووطننا ومليكنا وولي عهده وهذا الشعب العظيم من كيد الأشرار.