باسم محمد أنس مخدوم

الابتعاث.. ما بعد كورونا

الاثنين - 01 يونيو 2020

Mon - 01 Jun 2020

تاريخ الابتعاث في مملكتنا الغالية تمتد جذوره إلى السبعينات والثمانينات الميلادية.

فمخرجات الابتعاث الأكاديمية والتعليمية والإدارية كان لها شأن كبير في تطوير ورفعة شأن المؤسسات التعليمية والصناعية من خلال المساهمة في إجراء الأبحاث العملية والنظرية، التي ما زال لها دور كبير في تطوير الأنظمة التعليمية والصحية والإدارية في وطننا العزيز.

ظروف الابتعاث تتغير وفق معطيات معينة تعتمد على الأنظمة التعليمية والقانونية في كل بلد يجري الابتعاث إليه.

فعلى سبيل المثال تم تحديث نظام إدارة الهجرة للدارسين في المملكة المتحدة في العشر السنوات الأخيرة أكثر من ثلاث مرات.

جميع التحديثات كان لها دور في تغيير معطيات التأشيرة والقبول الدراسي في الجامعات البريطانية، وبناء على ذلك يتم تيسير إجراءات الابتعاث بما يتناسب مع المتغيرات ويضمن تحقيق الاستفادة القصوى من البعثة والحصول على الدرجة العلمية.

التحديثات المستمرة في إجراءات الابتعاث تصب في مراعاة ضمان أفضل بيئة صحية تعليمية للمبتعث، حيث تعمل الملحقيات في الخارج - التي تمثل وزارة التعليم - على معالجة المتغيرات الخارجة على إرادة المبتعث لضمان عدم تأثر المخرجات البحثية والتعليمية أثناء وبعد انتهاء البعثة.

ومن المتغيرات الحديثة في أنظمة التعليم العالمية حاليا - بسبب جائحة كورونا - هو اعتماد الدراسة عن بعد، أي عبر منصات افتراضية تعليمية في أغلب الجامعات العالمية، لتكون الوسيلة الوحيدة في الالتقاء والاتصال المعرفي بين المجتمع الجامعي. فكل الأبحاث والمشاريع والواجبات تجري مناقشتها وتقييمها عن بعد باستخدام برامج التواصل المعتمدة.

هذا التغير المعاصر يجعل من المناسب تقديم الخيارات المتاحة التي من شأنها أن تراعي وتحافظ على جودة البعثة للمبتعث. شكرا لقرار معالي وزير التعليم الاستثنائي، والذي يراعي التحديثات الحالية لأنظمة الدراسة العالمية، وهو إلغاء اشتراط ساعات التعليم عن بعد للفصل الدراسي الحالي، ومعادلة الساعات عن بعد في شهادة التخرج.

جامعة كامبريدج أقرت أن الدراسة ستكون عن بعد حتى صيف عام 2021، وعلى الرغم من إفادتهم بأن القرار ستجري مراجعته وفق المتغيرات والمستجدات الصحية والاجتماعية، إلا أنه يظل خيارا قائما حتى نهاية عام 2021.

المستجدات المتوقعة مستقبلا على الدراسة في الجامعات الخارجية قد تكون من خلال:

1 - اعتماد التعليم عن بعد في بعض التخصصات العلمية.

2 - منح تأشيرات دراسية وفق طبيعة الدراسة واشتراط أن يكون الحضور محدودا في مقر البعثة.

3 - أن يكون إجراء الأبحاث المعملية في معمل أبحاث معتمد في بلد المبتعث حسب الشروط والضوابط العالمية.

4 - توسع الجامعات الخارجية بفتح فروع لها خارج نطاقها الجغرافي.

5 - زيادة مقاعد الدراسة عن بعد لمراحل الدراسات العليا.

6 - خفض الرسوم الدراسية للتخصصات المعتمدة عن بعد.

جميعها مستجدات افتراضية، ومن المناسب دراسة المتغيرات وتهيئة برامج وضوابط الابتعاث التنفيذية بما يتناسب مع طبيعة التحديثات في الجامعات الخارجية، والتي بدورها تمكن المبتعث من إحراز الفائدة المرجوة في تحصيل الدرجة العلمية.

@BasimMakhdoum