ولاء الشيحي

"تركنا مسكة القلم"

الاثنين - 01 يونيو 2020

Mon - 01 Jun 2020

‏حياتنا ليست إلا أفعالا وأقدارا، ترافقها الطموحات والأحلام والرغبات، وأحيانا تعرقلها الانكسارات والصعوبات، لتحل الأقدار في الحياة بحقيقتها.

‏"أفعالنا مقدرة مسبقا"، عندما وضع "آينشتاين" نظريته النسبية، قال إن المستقبل موجود وكائن بالفعل، وليس معدوما بانتظاره أن يحدث كما نتصوره ونتوقع.

‏نحن نعجز عن التنبؤ بتحديد مصيرنا المستقبلي رغم مهاراتنا الحياتية ومحاولات التعلم التي نمر بها، وكما يقال ليست فكرة أننا قادرون على امتلاك زمام الأمور إلا خدعة يمارسها العقل الذي يوهمنا بحرية الانتقاء بين عدد من الاختيارات، فنحن بالأصح أمام خيارين، إما أن نمتلك كل الشجاعة للاستسلام وتقبل الحال أيا كان، أو الاستمرار بالقتال للاستحواذ على ما تهواه الأنفس.

‏كما أن هنالك أيضا حقيقة أخرى بأن الطبيعة البشرية تتكيف مع متغيرات الزمن "الإنسان مسير في هذه الحياة، وفي المواقف والمتغيرات هو مخير"، لدينا جميعا أحلامنا وأهدافنا التي نسعى للوصول إليها وقد نظل أعواما بين أركان التخطيط والتفكير لتحقيقها، وقد نواجه كثيرا من الصعوبات والعقبات دونها وفي طريق الوصول إليها. وتتحقق بعض "الأحلام والطموحات والأهداف" وتنهار بعضها في منتصف الطريق، أو تنهار قوى أصحابها فيتوقفون عن المسير إليها.

‏"لا شيء في هذه الحياة يبقى" أشياء تأتي وتذهب ثم تعود لتأتي، وما علينا سوى أن نفرح لقدومها ونحزن حين تذهب ثم نستعد لعودتها بشكل مختلف، حينها تتولد دواخلنا مشاعر مختلفة وتجارب نعيشها. وكلها أسباب تصنع منا أشخاصا مختلفين جدا عن السابق.

‏"دوام الحال من المحال"، فما يحصل من المتغيرات هي سنة الحياة باختلاف مساراتها، وتقبلنا لهذا التغيير هو سبيل للتأقلم ومواكبة التطورات، فالحياة لا تهبك شيئا إلا وتفقدك أشياء أخرى.

‏منذ الصغر تعلمنا جميعا "مسكة القلم" لنكتب ونتعلم بها، فهي الطريق، وكبرت معها أحلامنا وانطلقت بداياتنا لامتلاك الشهادات واكتساب النجاحات وخوض الحياة بكل تجاربها، لكن ربما مع سعينا نتعثر ولن نصل أفق طموحاتنا وآمالنا، لأنها لم تكن مقدرة لنا.

‏هنا علينا أن نتوقف، وهنا أقول "تركنا مسكة القلم" فما بلغناه من حال الرشد والنضج يرفض تماما ما لا يمت للواقع بصلة.