فايع آل مشيرة عسيري

سيلفي مؤشر ثقافي

تفاعل
تفاعل

الخميس - 30 يونيو 2016

Thu - 30 Jun 2016

شكَّل المسلسل الرمضاني الشهير سيلفي جماهيرية كبيرة من غالبية الوطن العربي عامة ومن السعودية خاصة، هذا المسلسل الذي قدم خلال عامين الكثير هو قفزة نوعية في مستوى الوعي والفكر والتعامل مع قضايا المجتمع السعودي وتياراته بمسافة واحدة. طرق في سنتين أبوابا مؤصدة طيلة عقدين من الـزمان وكان جريئا في طرحه لدرجة عميقة.. ونجح في كسب الكثير من الآراء وإن اختلفت في زواياها.

ظل «طاش ما طاش» مسيطرا على ثقافتنا الدرامية السعودية الرمضانية وأحداثه وقضاياه المتنوعة مما حرمنا من جمال سيلفي حياتنا الحقيقية الجوهرية من العمق وطرحها أمام المشاهد كي يكون شريكا في إيجاد الحل للكثير من القضايا، هذا المشاهد الذي بات يملك حسا نقديا عظيما، فتنوع الثقافات ووسائل التواصل ومشاهداته جعلته يميَّز بين المشاهدة لمجرد المشاهدة وحقنات تخديرية وتسطيح للفكرة على طريقة «أبو هزار» والمشاهدة لأجل الدراما بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، أحداثها وشخوصها ...الخ.

هذا السيلفي الذي نشاهده بكل تركيز وتمعَّن أحدث حراكا ثقافيا ومجتمعيا واسعا وليس أدل على قيمته الفنية من تصدره الفترة الذهبية وعلى الشاشة الأكثر متابعة الـMBC. سيلفي بنجمه المتألق ناصر القصبي قاده إلى الكثير من سيلفي مجتمعنا الحقيقي الذي نعيشه، بعد أن خرج من عباءة الثنائية مع الفنان عبدالله السدحان الذي أرى أنه خفت نجمه وبات ما يقدمه أشبه بمن يدور في حلقة مفرغة ينتهي إلى حيث بدأ ..»فنان كبير بحجم ناصر القصبي يحتاج أن تكون الكاميرا الفنية مرافقة له في كل تحركاته»، هكذا قالها الفنان الكبير حسين عبدالرضا في لقاء الشريان.

بات مسلسل سيلفي حديث المجتمع صغارا وكبارا نساء ورجالا.. هذا المسلسل الذي أرى فيه وجهنا الحقيقي الذي لم تختلط به مساحيق التجميل كي تغير ملامحه وإن كانت مؤلمة أو شاحبة، ولا مثاليات المشاهد المكررة والنهاية المتوقعة.

سيلفي موسيقى فنية جمعت بين الكاتبين خلف الحربي وناصر العزاز ومجموعة فنانين سعوديين يقودهم ناصر القصبي وإطلالة كوميديا ساخرة ساحرة وفق إخراج رائع يقوده أوس الشرقي لا يقل روعة عن ألحان فايز السعيد وصوت راشد الماجـد.

ومضة:

مسلسل سيلفي بات مؤشرا للثقافة في وطن مترامي الأطراف ومتنوع القضايا.