مانع اليامي

منظمة الصحة العالمية والجائحة والناس

الخميس - 21 مايو 2020

Thu - 21 May 2020

ما حدث بعيد عن التصور، هذا أقل ما يمكن قوله، لا أحد على أي مستوى وفي أي مكان كان يتوقع انطلاق فيروس كورونا المستجد، وصعوده سلم الخطورة سريعا حتى وصل حد الجائحة المخيفة التي أهلكت آلاف البشر وأرعبت البقية صحيحهم والمريض.

هذا الفيروس الذي أسس بقوة لمفهوم الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي ومزيد العناية الشخصية فيروس جبار، فرض ترتيب السلوكيات في كل مكان وبلغ رسالته عاجلا للمجتمعات والحكومات والمنظمات الإنسانية، وهي رسالة بليغة وفيها مساحة للتأمل ومخارج كثيرة للمكاشفة، أقل تقدير في جانب الخدمات الصحية، ومضى يتحرك هنا وهناك عصيا على أدوات القياس، والثابت حتى تاريخه أن اتقاء شره على الأقل علاجيا يكيف بحسب الظاهر في خانة الحالات المعقدة المفتوحة على الوقت.

كورونا الفيروس الخبيث الخفي هز الاقتصاد العالمي حتى أوشك على فقدان التوازن، غير أنه قارب بين قوى المجتمع الدولي عطفا على قوته، وربما يجر في رحيله بعض الخصومات الحادة، هذا هو المتوقع.

ويبقى المتفق عليه عند الغالبية، ساسة واقتصاديين، وأهل الشأن الصحي والمهتمين بالشؤون الاجتماعية وغيرهم، هو أن الحياة بعد فيروس كورونا حتما ستختلف عما كانت عليه قبل ظهوره وانتشاره، وما ظهر في أعقاب الأمر من تداعيات لافتة، وللراصد أن يتابع الآراء والتوقعات والمقترحات حوله وفي الساحة الدولية.

عموما، العيون مفتوحة على منظمة الصحة العالمية، والمؤكد أن ثمة سؤالا يتجول في الذهنية العامة: هل المنظمة كانت على الخط مع بداية تحرك الفيروس وحال انتشاره؟ وهل دعت لعقد أي اجتماع طارئ لحشد جهود وزراء صحة العالم لمواجهة الجائحة؟ ما هو موقف هذه المنظمة من بلد المنشأ أي منشأ الفيروس؟ وما هي خطتها لتصويب الأوضاع هناك ولو من باب تدارك الأسباب؟ الناس يتساءلون ماذا قدمت المنظمة الصحية في هذه الجائحة؟ أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء. ومن العائدين.

[email protected]