محمد أحمد الشريف

الكورونا «G5»!

السبت - 16 مايو 2020

Sat - 16 May 2020

أصبح كل شيء في العالم مرتبطا بكورونا، فهو شماعة يعلق عليها كل شيء، حتى شبكات الاتصالات وأبراج الجوال لها نصيب من ذلك، حالات من التنمر على أبراج الاتصالات وأخرى على التقنيات الحديثة من بث إشاعات في زمن العصب الوحيد للتواصل فيه هو الاتصالات.

تداول كثيرون رسائل الواتس اب والتواصل الاجتماعي «كذبة أبريل» بامتياز، وأصبحت شركات الاتصالات تتصدى لرد فعل الناس، في وقت هم بأمس الحاجة للاتصالات، أشيع أن شبكة الجيل الخامس من شبكات الهاتف تضعف الجهاز المناعي للإنسان، وبالتالي يكون عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد coived19، والرواية الأخرى للإشاعة نفسها هي انتقال الفيروس عبر موجات الراديو G5 إلى جسم الإنسان.

في الحقيقة، الأمر لا يخفى على المختصين، من أنها مجرد إشاعة الهدف منها قد يكون غير واضح، لكن سآخذ الأمر من أكثر جهة لإيضاح بعض الأمور المتعلقة بهذه الإشاعة التقنية إن صح التعبير.

ما هو الجيل الخامس أو «G5»؟

الجيل الخامس تقنية ونقطة تحول ضمن الثورة الصناعية الرابعة، ستغير العالم بشكل كبير من خلال تطور استخدام البيانات، حيث تهدف التقنية اللاسلكية إلى نقل البيانات عبر الهواء من أبراج خلوية إلى الهواتف وأجهزة أخرى، بسرعات أكبر بكثير من التي نملكها اليوم. هي سرعات هائلة حقيقة، إذ نجد أن شبكة اتصال الجيل الخامس تقدم لمستخدميها سرعة أكبر بـ 35 مرة من الاتصال المتوفر في منازلهم اليوم، إضافة إلى تطبيقات المدن الذكية في جميع القطاعات: الصناعية والطبية والحضرية، في السنوات المقبلة.

تاريخ الإشاعة التقنية: بدأت من صورة لسيدة من الصين تزامنا مع بداية جائحة كرونا في مدينة ووهان الصينية، تتحدث بالجوال في أواخر يناير، انتشرت عبر الفيس بوك على أنها السبب في انتشار هذا المرض، ثم تجددت الإشاعة عبر اتهام شركة مايكروسوفت بعد انتقالها إلى أمريكا، وانتقلت الإشاعة من الصين (مصدر الإشاعة) إلى أمريكا، ومن ثم حطت رحالها في بريطانيا، ونفذ بعض المواطنين هجوما على أبراج الاتصالات هناك، ووصلت الإشاعة ذروتها، حتى اقتحمت مجتمعنا العربي.

من الناحية الفنية يقول الاتحاد الدولي لاتصالات واللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين (ICNIR) إنه يستحيل انتقال فيروس كورونا عبر موجات الجيل الخامس، وذلك غير مقبول أيضا من الناحية الفيزيائية، حيث يحتاج الفيروس إلى امتصاصه عن طريق المستقبلات الموجودة في الأغشية المخاطية الموجودة في عيوننا وأنوفنا وأفواهنا»، مضيفا أن هناك أيضا مستقبلات عميقة في الرئتين. وعلاوة على ذلك، نشرت اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع غير المؤين نتائج في وقت سابق من هذا العام، مفادها بأنه لا يوجد دليل على وجود أي صلة بين الأطوال الموجية التي تستخدمها شبكات الهاتف المحمول، والسرطان أو أي مرض آخر.

إذا سألتم عن رأيي، فأقول إن التاريخ يعيد نفسه مع مواجهة أي تقنية جديدة للعالم، مثل القول إن الإشارات التلفزيونية القديمة تسببت في حدوث أوبئة، عشنا مع هذه الإشاعة لأكثر من 70 عاما، ومن الواضح أنها لم تفعل ذلك.

نحجت الصين بأسلوب ذكي في تمرير التقنية في ظل الأزمة البيولوجية، عمل فيها الصينيون بذكاء لتمرير هذه الإشاعة لغرض التسويق في هذا الوقت، ليكون حديث الناس وتبدأ الشركات والدول بالتوجيه والاستثمار نحو هذا الجيل.

يذكر أن ذروة استخدام الجيل الخامس لشركات الاتصالات في الأسواق العالمية سيكون في عام 2033، وهو في مرحلة التسويق، وسيتكرر بمراحل الانتقال التسويقية حتى يصل من الغاية إلى الاحتياج في السنوات المقبلة.