مصنع نووي قرب طهران يفضح نوايا إيران

وثائق الأرشيف السري تكشف تفاصيل إنشاء ورش "مهاليتي للمعادن" المتفجرة 3 مبان داخل موقع عسكري بمكان منخفض عن الأرض تخفي المصنع الجديد ظريف اعترف علانية بأن الاتفاقية الشاملة لم تعطل برامج بلاده النووية معهد العلوم والأمن الدولي: جزء من برنامج طهران يعتمد على المكونات المعدنية خطة عماد ضمت ثلاثة مشاريع متفرقة لإنشاء أسلحة الدمار الشامل
وثائق الأرشيف السري تكشف تفاصيل إنشاء ورش "مهاليتي للمعادن" المتفجرة 3 مبان داخل موقع عسكري بمكان منخفض عن الأرض تخفي المصنع الجديد ظريف اعترف علانية بأن الاتفاقية الشاملة لم تعطل برامج بلاده النووية معهد العلوم والأمن الدولي: جزء من برنامج طهران يعتمد على المكونات المعدنية خطة عماد ضمت ثلاثة مشاريع متفرقة لإنشاء أسلحة الدمار الشامل

الخميس - 14 مايو 2020

Thu - 14 May 2020

إحدى المنشآت النووية الإيرانية (مكة)
إحدى المنشآت النووية الإيرانية (مكة)
فيما اعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن الاتفاق الشامل الذي أبرمته بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية و5 دول قبل سنوات لم يعقها عن تطوير برنامجها النووي، كشفت وثائق جديدة في الأرشيف النووي إنشاء نظام الملالي مصنع «مهاليتي للمعادن»، بالقرب من طهران، في إطار خطة رامية إلى تطوير اليورانيوم المتعلق ببناء أسلحة نووية، ضمن خطة عماد الإيرانية لامتلاك قنابل نووية.

وأكد مركز معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي، أن جزءا رئيسا من برنامج إيران للأسلحة النووية يعتمد على تطوير وإنتاج المكونات المعدنية لجزء من السلاح النووي، والتي تساهم في صناعة المواد المتفجرة النووية الرئيسة لليورانيوم.

وأفصح الأرشيف النووي الإيراني عن خطط وألاعيب نظام خامنئي لإقامة مشاريع نووية سرية عدة، بهدف خداع العالم، حيث تمحور العمل في مشروع »3.14« الذي يركز على علم المعادن، في إطار المشروع »3« وهو برنامج شامل للرؤوس النووية يسمى أيضا المشروع »110«.








مصنع معادن لتخصيب اليورانيوم في إيران
مصنع معادن لتخصيب اليورانيوم في إيران



إخفاء التضاريس

قدم الموقع المقترح لإنشاء المصنع النووي الجديد عددا من المزايا، فالمباني الثلاثة معزولة داخل موقع عسكري، وكلها تقع في منخفض، حيث حجب منظر المبنى عن المناطق المجاورة، بما في ذلك الطرق العامة، مما ساعد على إخفائها من الخصوم بوسيلة تعرف باسم «إخفاء التضاريس».

ومع إغلاق خطة عماد في خريف عام 2003، يبدو أن المشروع «3.14» تم إغلاقه، على الأقل موقع شاهد بوروجيردي، والذي تظهر بعض المؤشرات على أنه كان يمكن إعادة توجيهه إلى مهمة عسكرية أخرى.

ومع ذلك، فإن مصير المحطة التجريبية أقل وضوحا، وبناء على المعلومات المتاحة قد يكون الموقع عمل بعد عام 2003، أو ظل خاملا، أو ربما ظل في وضع الاستعداد لمدة ثماني سنوات.

المهام الرئيسة لمصنع مهاليتي للمعادن:


  • اختزال رابع فلوريد اليورانيوم إلى فلز اليورانيوم باستخدام عامل اختزال، ينتج عنه قطعة صلبة من فلز اليورانيوم تحت غطاء من الخبث، قد يكون اليورانيوم مستنفدا، أو طبيعيا، أو مخصبا بالكامل.

  • تحضير البوتقات لاستخدامها في الفرن.

  • ذوبان معدن اليورانيوم في فرن الحث الفراغي.

  • صب المعدن في قوالب.

  • الانتهاء من القطع المصبوبة.

  • طلاء مكونات معدن اليورانيوم، للحماية من أكسدة معدن اليورانيوم عالي التفاعل.

  • تجميع المكونات في لب نهائي.

  • الإجراءات الخاصة لمنع خطورة اليورانيوم المستخدم في الأسلحة.

  • خزائن تخزين متخصصة، للحماية من الحرجية وضمان السلامة.

  • تشغيل المعامل الخاصة بمراقبة الجودة، محاسبة المواد، المعادن، التحليل الكيميائي، معالجة النفايات.


مختبرات تحت الأرض

ووفقا للأرشيف النووي، كان التوجه الرئيس للمشروع «3.14» هو بناء منشأة شاهد بوروجيردي في مجمع نفق في موقع بارشين، حيث بدأ البناء في أواخر أبريل 2002، مع تاريخ اكتمال غير مؤكد، وتم تصميم هذا المرفق الذي يتكون من سلسلة من ورش العمل والمختبرات تحت الأرض، لتصنيع مكونات اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لعدد قليل من الأسلحة النووية سنويا، وهي قدرة أكثر من كافية لتلبية الهدف الأولي لخطة عماد المتمثل في بناء خمسة أسلحة نووية.

وبات واضحا أن بناء مصنع تعدين اليورانيوم على نطاق الإنتاج معقد، ويحتاج أن يكون قادرا على صنع معدن اليورانيوم، وصهره، وصبه في قوالب الأشكال الضرورية، وإنهاء مكونات الأسلحة التي يتم التحكم فيها بجودة عالية، وكلها معقدة بسبب ميل معدن اليورانيوم إلى الأكسدة، وحتى اشتعال النار، وهناك أيضا القضايا المرتبطة بمعالجة مواد النفايات والتهوية للغازات المنبعثة.

مصنع شهيد الموقت

قرر المشروع «3» لمعالجة هذه المشاكل المحتملة بناء منشأة تجريبية، تم تصنيفها في الأرشيف كمصنع «موقت»، وهو قرار اتخذ بعد بضعة أشهر من بدء البناء في شاهد بوروجيردي، وكان السبب غير واضح بالنسبة للتأخير في بناء المحطة التجريبية المسماة شهيد محالتي.

ومن المرجح أن البرنامج النووي العسكري تلقى مجموعة من المعلومات حول صنع مكونات اليورانيوم للأسلحة النووية من شبكة عبدالقدير خان، فخلال عمليات التفتيش التي قامت بها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وجدت الوكالة في إيران وثيقة قدمت وصفا مفصلا إلى حد ما للخطوات في تصنيع مكونات اليورانيوم عالي التخصيب والمستنفدة لجهاز متفجر نووي.

موقع سري جديد

ويرجح فريق التفتيش أن الجيش الإيراني قام بالبحث والتطوير في مجال تعدين اليورانيوم في موقع لافيسان في طهران في التسعينات، وهو موقع سري تم إنشاؤه تحت إشراف مركز أبحاث الفيزياء، ويعتبر لافيسان الموقع الرئيس لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني في ذلك الوقت، وهو موقع يحتوي على مجموعة من الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية، والتي كانت مجتمعة مقدمة لخطة عماد، ومع بدء البناء في منشأة شاهد بوروجيردي، أدرك الإيرانيون أن تجربتها الحالية كانت غير كافية.

المصطلحات الحساسة

في مذكرة موجهة إلى رئيس المشروع «3»، اقترح بناء «ورشة عمل موقتة» وتجهيزها، والملاحظ في هذه النوعية من المذكرات السرية أنه يتم تجنب المصطلحات الحساسة مثل «اليورانيوم»، وهي نموذج لعدد من الوثائق الموجودة في الأرشيف، ولكنها ليست مفاجئة لأن برنامج الأسلحة النووية سري للغاية، وتسرد المذكرة الأهداف المقترحة لورشة العمل الموقتة:

  • اكتساب الخبرة والمعرفة العملية بالمعادن المشابهة للمعادن الرئيسة والمعدنية الرئيسة.

  • استخدام النتائج واكتساب الخبرة لمراجعة تصميم ورش المواقع الرئيسة، بما في ذلك المساحة والمعدات والمواد وما إلى ذلك.

  • استخدام النتائج واكتساب الخبرة لمراجعة تصميم الأمور المتعلقة بالسلامة والصحة المتعلقة بالعمليات.


مواد متفجرة

ونظرا لأن المشروع «3.14» اعتبر المحطة التجريبية موقتة، فمن المرجح أن يتم نقل معداتها وموظفيها إلى شاهد بوروجيردي بمجرد اقتراب المصنع الرئيس من الاكتمال.

وإذا فشل شاهد بوروجيردي في العمل في الوقت الذي تتوفر فيه الدفعة الأولى من المواد المتفجرة النووية، فإن المحطة التجريبية يمكن أن تكون قد خدمت غرضا موقتا آخر أيضا، مما ينتج أول نواة يورانيوم من فئة الأسلحة النووية.

وبعد شهر واحد من هذا الاقتراح، كان اختيار الموقع بعيدا جدا، حيث كان المشروع «3.14» يفضل إقامة ورش التعدين المتفجرة في مرافق الصناعات الميكانيكية التابعة لمنظمة صناعات الفضاء الجوية (AIO) في الحكيمية، والمعروفة أيضا باسم مجموعة الشهيد هيمات الصناعية.

مسح المشروع السري

فيما يتعلق بالتنسيق السابق بإنشاء ورش عمل لتنفيذ المشروع «3.14» قام ممثل المشروع المهندس أغام محمدي، والمدير اللوجستي المشرف على المشروع المهندس فرازنده بالتعرف على التسهيلات المتاحة في موقع إدارة الصناعات الميكانيكية مثل:

1. تقع المنطقة التي تم مسحها في الجزء الجنوبي الشرقي من الصناعة، وحاليا، فإن ورشتها الرئيسة، التي تسمى ورشة النسيج، شبه مهجورة وتستخدم كمخزن للخشب.

2. تقع الورشة في منطقة ذات أبعاد 80 م * 20 م وتفي بمؤهلات ومواصفات الهياكل الصناعية، ومساحتها كافية للقيام بأعمال التعدين والقطع.

3. على مقربة من هذه الورشة، توجد ورشتا عمل أخريان تسميان ورشة تصنيع الناقلات، وقسم الأبحاث، ورشة العمل الأولى نشطة ويتم نقل معدات ورشة العمل الثانية إلى موقع آخر. وإذا كان هذا القسم يلبي متطلبات العمل، ففي المستقبل القريب يمكن إضافة ورشتي العمل إلى المجمع.