وزير الطاقة: تعميق تخفيض الإنتاج يعجل بالتخلص من تخمة الإمداد ويعيد توازن السوق

الثلاثاء - 12 مايو 2020

Tue - 12 May 2020








وزير الطاقة في مؤتمر صحفي سابق      (مكة)
وزير الطاقة في مؤتمر صحفي سابق (مكة)
أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن تعميق المملكة لتخفيضات إنتاج النفط في يونيو يهدف إلى التعجيل بالتخلص من تخمة في الإمدادات العالمية وإعادة التوازن إلى سوق النفط. ووجهت وزارة الطاقة أمس الأول شركة أرامكو إلى تخفيض إنتاجها من البترول بكمية إضافية طوعية تبلغ مليون برميل يوميا اعتبارا من أول يونيو المقبل.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن السعودية تريد أن يكون لها السبق، وإنه يرى علامات على تعاف تدريجي للطلب بينما تتجه الدول لتخفيف القيود على الحركة التي فرضت على مدار الشهور الأخيرة لوقف انتشار وباء فيروس كورونا.

وأضاف في مقابلة مع «رويترز» عبر الهاتف «نريد التعجيل بعملية العودة الى الوضع العادي.. الطلب في زيادة. نريد التأكد من أننا نساعد في تسريع التوازن بين العرض والطلب». وتابع «نقوم بدور فاعل ونشجع الآخرين على أن يفعلوا نفس الشيء، تعميق الرياض للتخفيضات ليس مشروطا أو يقتصر علينا وحدنا».

الأمور تتحسن

وفي الشهر الماضي اتفقت أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا في شهري مايو ويونيو، وهو خفض إنتاجي قياسي.

وبسؤاله عما إذا كانت التخفيضات الأعمق للسعودية، والتي انضمت إليها كل من الإمارات والكويت بالتعهد بمزيد من التخفيضات، ستستمر لما بعد يونيو، أحجم الأمير عبدالعزيز عن التعليق، لكنه أبدى تفاؤلا حيال مستقبل السوق. وقال «إذا كانت الأمور تتحسن بشكل مستمر كما نأمل، سنقلص التخفيضات إلى ما هو مطلوب منا بموجب الاتفاق، اتفاق أوبك+»، مضيفا أنه سيكون أكثر من مندهش إذا لم تكن الصورة أكثر إشراقا بحلول موعد اجتماع أوبك+ القادم في يونيو.

وسيخفف المنتجون القيود ببطء بعد يونيو، لكن تخفيضات الإمداد ستظل قائمة حتى أبريل 2022. والاجتماع المقبل لأوبك+ سيكون في أوائل يونيو لاتخاذ قرار بشأن سياستها الإنتاجية.

الإمارات تشارك

وأشارت وكالة بلومبيرج للأنباء إلى أن الإمارات ستخفض إنتاج الشهر المقبل بمقدار 100 ألف برميل يوميا.

ونقلت عن وزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي قوله إن الإمارات ستخفض إنتاجها طواعية دعما لجهود السعودية، لإعادة التوازن لسوق النفط العالمي، مضيفا أنه بعد أن زاد سقف إنتاج دولة الإمارات من النفط عن 4 ملايين برميل يوميا في أبريل الماضي، قامت الدولة دعما لاتفاقية تجمع «أوبك بلس» بالالتزام بالحصة المقررة.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الطاقة أوضح أمس الأول أن الوزارة وجهت شركة أرامكو السعودية إلى تخفيض إنتاجها من البترول الخام، لشهر يونيو القادم، بكمية إضافية طوعية تبلغ مليون برميل يوميا، تضاف إلى التخفيض الذي التزمت به المملكة في اتفاقية أوبك بلس الأخيرة، في الثاني عشر من أبريل 2020.

وبهذا سيكون حجم التخفيض الذي ستلتزم به المملكة، قياسا على معدل إنتاجها في أبريل الماضي، نحو 4,8 ملايين برميل يوميا. وبالتالي سيكون إنتاجها لشهر يونيو، بعد الخفضين الأساس والطوعي، 7.492 ملايين برميل يوميا.

استمرار الخفض

في السياق نفسه توقع خبراء بنك الاستثمار الأمريكي جيه بي مورجان استمرار السعودية في سياسة خفض إنتاج النفط بهدف تحقيق التوازن في سوق الخام العالمية، ليصل الخفض إلى حوالي 6 ملايين برميل يوميا مقارنة بمستوى الإنتاج في أبريل الماضي.

ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن كريستيان ميلك رئيس إدارة أبحاث النفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الأمريكي أن السعودية ستخفض إنتاجها مجددا لوقف خسائرها المالية نتيجة تراجع أسعار النفط، مضيفا أنها لن تكون مفاجأة إذا وصلت تخفيضات السعودية إلى 6 ملايين برميل في اليوم.

ويتوقع المحلل الأمريكي أن تزيد حصة السعودية من سوق النفط الخام العالمية بمرور الوقت على حساب منتجي الزيت الصخري والدول النفطية الأخرى التي اضطرت إلى خفض إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج بسبب انهيار الأسعار.