5 فرضيات تكشف الكذب الإيراني

بيفاندي: الخداع القبيح وغياب الشفافية تحولا إلى ثقافة أساسية لنظام الملالي
بيفاندي: الخداع القبيح وغياب الشفافية تحولا إلى ثقافة أساسية لنظام الملالي

الخميس - 07 مايو 2020

Thu - 07 May 2020








 علي خامنئي                       (د ب أ)
علي خامنئي (د ب أ)
5 فرضيات تشرح كذب وتناقضات النظام الإيراني حول تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19).. طرحها عالم الاجتماع في جامعة باريس سعيد بيفاندي عبر تقرير نشره موقع «راديو فاردا».. ونقله «24 ساعة» الإماراتي.

وصف مقاربة النظام لإدارة أزمة كورونا اتسمت بالفوضوية والسرية والأكاذيب، وأكد أن غياب الشفافية والأخبار المفبركة تحولا إلى ثقافة تجعل العقد الأخلاقي بين المجتمع والحكومة يتآكل ويعجل في تآكل الشرعية المؤسسية.

وأشار إلى تناقض أصحاب العمائم، حيث نفى المسؤولون وجود المرض ثم رفضوا فرض الحجر على قم والمزارات الدينية، وتبع ذلك نشر أخبار مزيفة، مما أدى إلى تفشي الفيروس في أنحاء أخرى من البلاد، وبعد كل هذا الغموض والتناقض، يعتقد الإيرانيون أن الحكومة تخفي ما تعلمه عن الوباء وحجمه.

جهل وتشكيك

مع تزايد الآثار الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لانتشار وباء كورونا في إيران، لا يزال الكثيرون في طهران يجهلون مصدر الفيروس، وما إذا كان صحيحا أن طلابا صينيين مسلمين نقلوه إلى الحوزات الدينية، وأي دور لعبه المسؤولون ورجال الدين والقوات الأمنية والعسكرية في نشر الفيروس.

تنشر الحكومة يوميا أرقاما عن عدد الإصابات والوفيات لكن قلة داخل أو خارج البلاد تصدق هذه الأرقام. حتى منظمة الصحة الدولية شككت بصحتها. وأحيانا، تبدو التناقضات والأرقام المفبركة واضحة لدرجة أن الحكومة تظهر وكأنها لا تأبه بما إذا كان ما تقوله قابلا للتصديق.

لا أحد يصدق

ليس الشعب الإيراني وحده الذي لا يصدق أرقام الحكومة، بل إن مؤسسات رسمية مثل مركز الأبحاث البرلماني والكليات الطبية والمستشفيات المنتشرة في المحافظات تنشر غالبا أرقامها الخاصة ذاكرة أن الأرقام الرسمية ليست دقيقة، وتمارس الحكومة الرقابة حتى على المقابر والمستشفيات والمسؤولين الصحيين الإقليميين الذين يحاولون إعطاء إحصاءات دقيقة حول عدد الوفيات. عوضا عن محاولة تفسير ما هو غامض، تعتقل الحكومة وتسكت الذين يشككون بالحصيلة الرسمية.

سمة النظام

تكشف فرضيات الكذب الإيراني أو مزيج منها سلوك الحكومة، فغياب الشفافية هو سمة من سمات النظام الإيراني. وهذا ليس جديدا فقد رأى العالم ذلك في العديد من المناسبات كما في تظاهرات نوفمبر 2019 أو بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية في ينايرالماضي.

بعد أشهر على الحدثين اللذين خطفا حياة المئات، لم تدل الحكومة بالحقيقة، لا أحد يعرف عدد الذين قتلوا في تظاهرات نوفمبر، ولماذا تم إطلاق النار عليهم لقتلهم أو ما إذا تم استجواب قتلتهم، ولا أخبار عن تحقيقات تقنية في إسقاط الطائرة الأوكرانية، احتجزت إيران الصندوق الأسود ورفضت إعطاءه إلى أوكرانيا.

ثقافة الكذب

يرى الباحث بيفاندي أن الكذب وغياب الشفافية أصبحا ثقافة أضرت بثقة الشعب الإيراني بحكومته، ويعود السبب جزئيا إلى الحكومة الخفية المسؤولة عن العديد من السيئات لكنها لا تحاسب عليها، لا تأخذ الحكومة شرعيتها من الشعب، ولذلك هي لا تظهر أي احترام له أو لرفاهيته، وهي لا تفهم الحقوق المدنية.

لا تدعو الهيكلية السياسية في إيران إلى المحاسبة ولا تشجع عليها. الرجل الأقوى في النظام هو المرشد الأعلى الذي يتخذ كل القرارات المهمة لكنه لا يحاسب عليها، وفقدت جميع المؤسسات المنتخبة كالرئاسة والبرلمان جميع سلطاتها.

قبح الخداع

ويؤكد أنه نتيجة لغياب الشفافية أصبح الكذب والسرية من صلب بنية البيئة السياسية الإيرانية، ومن أجل أن يبقى المسؤول في الحكومة، عليه غض النظر والتزام الصمت، لا أحد منزعج من قبح الخداع.

وكتب بيفاندي أن غياب الشفافية والأخبار المفبركة تحولا إلى ثقافة تجعل العقد الأخلاقي بين المجتمع والحكومة يتآكل ويعجل في تآكل الشرعية المؤسسية. لهذا السبب، لا يثق أحد بالحكومة وإعلامها ويبحث الجميع عن مصادر أخرى للمعلومات.

1 أخفت الحكومة الأرقام الفعلية بضعة أسابيع لأسباب سياسية خوفا من أن يتناقص الإقبال على الانتخابات.

2 غياب الكفاءة الحكومية المترافق مع خوف من اضطرابات اجتماعية واقتصادية بعد نهاية الوباء.

3 جنون الارتياب الذي يسيطر على نظام الملالي، واعتقاده أن «الأعداء » قد يستفيدون من الوضع إذا كشفوا حقيقة الوباء.

4 جبل جليد من الخلافات والتوتر داخل هيكلة الدولة، والنزاع بين الحكومة الرسمية التي يرأسها روحاني والحكومات الخفية التي تمثل مراكز القوى الدينية والعسكرية إضافة إلى الإدارة الواسعة التي يرأسها المرشد الأعلى علي خامنئي.

5 وقوع المسؤولين الإيرانيين في كذبتهم الأولى وعدم قدرتهم على التراجع عنها، مما يدفعهم للاستمرار في المزيد من الأكاذيب.