برجس حمود البرجس

منصة العمل التطوعي

الثلاثاء - 05 مايو 2020

Tue - 05 May 2020

أُطلقت «منصة العمل التطوعي» حيث يجري التخطيط والتسجيل والمشاركة والتنظيم وبقية الأعمال التنظيمية في منصة واحدة للعمل التطوعي بالمملكة العربية السعودية، وينعكس ذلك على تكامل الأعمال والفائدة لمتلقيها بشكل منظم وتوافق واختيار من قوائم الأعمال المتاحة بما يتوافق مع قدرات ومؤهلات المتطوع، وكذلك التوفيق بين المجالات التي تناسبه، وتنعكس هذه الأعمال أيضا على السيرة الذاتية للمتطوعين وإصدار شهادات مشاركات وإنجاز.

المنصة تمثل تنظيما متكاملا لكل ما تحويه وتجمعه وتوفره هذه المنصة، وهذا التنظيم من أساسيات تحقيق الهدف المأمول في رؤية المملكة 2030، وهو الوصول إلى أكثر من مليون متطوع. العمل التطوعي خدمات ومساعدات إنسانية بروح التكافل الاجتماعية، وهي سمة للمجتمعات الحيوية، وتفعيل طاقات الشباب والشابات وحتى كبار السن وصغارهم.

لا شك أن العمل التطوعي يبث روح التواد بين الناس والتعاون، ويساهم في اقتصاد الدول، حيث يقدم المتطوع جزءا من عطائه وخبراته لناس غير مقتدرين على دفع تكاليف تلك الأعمال، فالعمل التطوعي يمتد من المساعدة في صيانة المنازل وترميمها حتى إجراء عمليات طبية جراحية لمن لا يستطيع تحمل تكاليف تلك العمليات، وأرى أن الأعمال التطوعية تعد بمثابة المسؤولية الاجتماعية للأفراد، ولذلك تثقيف الأبناء عليها أمر مهم للتربية الحسنة التي تبنى على مبادئ التكافل الاجتماعي.

أصبح كثيرون يرون أن العمل التطوعي واجب وطني، حيث إن الفائدة في الأخير تذهب إلى أناس بحاجة لها وغير مقتدرين على عملها ولا توفير المبالغ التي تنجز تلك الأعمال. بعض تلك الأعمال التطوعية ليس بالضرورة المساهمة بعمل شيء بالتحديد، بل يمكن التطوع بالمساهمة في أعمال الإنقاذ من الغرق والحرائق وغيرها، وهذا ليس عملا إنسانيا روتينيا فحسب، بل إنه إنقاذ لأرواح أطفال ونساء وكبار سن.

لذلك أطلقت هذه المنصة لمعرفة (مثلا) أعداد المسجلين في أعمال الإنقاذ المختلفة، لمعرفة تكامل التخصصات والجاهزية للمتطوعين، لضمان توفر أعداد كافية في كل مجال، ومن خلال المنصة يمكن التحقق الآمن من معلومات المتطوعين من خلال الربط مع مركز المعلومات الوطني والجهات الحكومية الأخرى، والتي من خلالها أيضا نستطيع معرفة مؤشرات الأداء بكل شفافية وأعمال الربط الأخرى مع القطاعات المختلفة.

المنصة أيضا تقدم الدورات التدريبية المتعلقة بكل تخصص، وإصدار شهادات تطوع، وعدد مرات التطوع وساعاتها مسجلة بنظام «أبشر»، وبها نظام لإدارة فرق الأعمال التطوعية، كما أن هناك «بنك الفرص التطوعية»، وهي بيئة تفاعلية تمكن المتطوعين من الإسهام في صناعة الفرص التطوعية عن طريق بنك الأفكار.

بعد التسجيل في المنصة واختيار الأعمال المناسبة التي تستطيع القيام بها، تصلك تنبيهات لكل عمل قادم يتوافق مع اختياراتك سواء التخصص والمكان والزمان وأوقات العمل، وتستطيع أيضا تصفح الأعمال المجدولة والطلب على المتطوعين، تجد أيضا طلبات لجهات تطوعية لأعمال مختلفة وبتخصصات مختلفة، فمثلا اليوم هناك طلب على عمل تطوعي لطبيب مخ وأعصاب في إحدى الجمعيات للعمل عن بعد في تقديم لقاءات تتمحور حول أدوية لمرضى التصلب المتعدد. هناك أيضا طلبات لمدخلي بيانات في جهات تطوعية عدة، ومقدمي لقاءات ومنظمي توزيع مساعدات وموزعي سلال غذائية، وأعمال أخرى في جميع التخصصات.

من أهم مزايا تنظم العمل التطوعي من خلال المنصة هو الميثاق الأخلاقي للمتطوع، الذي يشمل عناصر مهمة وحساسة، منها القيم والأخلاق والموثوقية، وسرية الأعمال وعدم إفشاء أي معلومات مؤتمن عليها، وتحمل المسؤولية والأمانة في تنفيذ الأعمال المطلوبة، والتواصل الفاعل مع جميع الأطراف ومرجعية الاستفسارات والسياسات والإجراءات المتعلقة، وتقديم الدعم بجودة وكفاءة عاليتين، والعمل بمهنية وعدم تضارب المصالح، والمساواة في التعامل أثناء تقديم الخدمات التطوعية بعدم التمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو السن أو الجنسية أو الدين أو الإعاقة الجسدية أو العقلية.

بهذه المزايا التي تجمع جميع الأعمال التطوعية والتفاصيل المذكورة، أصبحت المنصة ومعلوماتها مرجعا كبيرا لبيانات ضخمة يمكن الرجوع إليها لأعمال كثيرة ومختلفة، بذلك تكون وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قدمت عملا مؤسساتيا متكاملا وقابلا لاستيعاب أضعاف الأعمال التطوعية الحالية.