طبيبة أجنة قهرت إردوغان
جنان أيقونة حزب الشعب الجمهوري التي دفعت أوغلو للفوز ببلدية إسطنبول
جنان أيقونة حزب الشعب الجمهوري التي دفعت أوغلو للفوز ببلدية إسطنبول
الأحد - 03 مايو 2020
Sun - 03 May 2020
خطفت رئيسة منطقة إسطنبول في حزب الشعب الجمهوري التركي جنان كفتانجي أوغلو الأنظار، بعدما نجحت في إبعاد الرئيس التركي رجب طيب إردغان وحزبه العدالة والتنمية عن العاصمة الاقتصادية للبلاد، ودفعت بأكرم إمام أوغلو إلى هزيمة مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية الأخيرة، وفقا لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
وقالت إنها تعتمد أسلوبا في السياسة يقوم على رفض الجناح القومي في حزبها، وتؤيد بشراسة مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك، لكنها تشارك الكثيرين العداء للأقليات المتزمتة، مشيرة إلى أن قلة من وسائل الإعلام العالمية تنبهت إلى المرأة التي تقف وراء إمام أوغلو، مضيفة أنها راكبة الدراجات، المدافعة عن حقوق النساء.
مواجهة الاستقطاب
وتحت إشرافها اعتمد أكرم أمام أوغلو ورؤساء بلديات آخرون نهجا جديدا وصف باستراتيجية «الحب الراديكالي»، الذي يخالف أسلوب إردوغان الشرس القائم على الاستقطاب والعدائية.
وتضمن ذلك مد اليد إلى الجماعات المهمشة، واستخدام خطاب إيجابي، محاولين معالجة الشرخ الثقافي الذي كان إردوغان يعمل على تعميقه.
واتخذ إمام أوغلو شعارا إيجابيا له هو «كل شيء سيكون على ما يرام» وتلا صلاة في مسجد -وهذه مبادرة نادرة من مسؤول في حزب الشعب الجمهوري- كإشارة إلى مد اليد نحو المسلمين الملتزمين دينيا.
وتواصل الحزب مع مؤيدي الحكومة الذين أحبطهم الوضع الاقتصادي، ومع الأقليات التي كان يخيفها الجناح القومي في الحزب، ومع المحافظين المتدينين الذين كانوا يعتبرون أن حزب الشعب الجمهوري مصاب برهاب الإسلام.
ورغم تمتع كفتانجي أوغلو بالشعبية، لا تزال شخصية مثيرة للجدل. فقد أبدت آراء أثارت انقساما داخل الحزب وتاليا داخل البلاد، إذ اعترفت بالإبادة الأرمنية، ووصفت الدولة بأنها «قاتل متسلسل»، وأطلقت تغريدة قالت فيها «أرفض أن يقال عنا إننا جنود مصطفى كمال، وإنما نحن رفاقه».
أيقونة جماهيرية
وينسب إليها على نحو واسع الفضل كعامل رئيس في نجاح حزبها في مقارعة إردوغان. ويعدونها أيقونة لدى الجماهير وعاملة لا تكل وراء الكواليس، حيث عملت على تغيير على صعيد الأجيال في الحزب الذي كان يهيمن عليه تقليديا رجال كبار في السن.
وانعكست جرأة كفتانجي أوغلو في التفكير، التي انعكست في استراتيجية انتخابية جديدة، ساعدت على نهوض حزب الشعب الجمهوري. كما أن ذلك جعلها هدفا لغضب إردوغان.
ونشأت كفتانجي أوغلو في السبعينيات والثمانينات في محافظة أودو التركية على البحر الأسود، وهي ابنة مدرس من أصول متواضعة. وردا على أسئلة وجهتها إليها مجلة «فورين بوليسي»، قالت «أنا واحدة من مئات الآلاف المواطنين الأتراك الذين ولدوا في قرية، ونشأت في الفقر، لكنني على ما أنا عليه الآن، بفضل تكافؤ الفرص الذي وفرته الجمهورية».
الطب والسياسة
والتحقت بمدرسة الطب في إسطنبول، وتخصصت في طب الأدلة الجنائية، لكنها انخرطت أيضا في السياسة إبان سنوات دراستها، مدافعة عن حقوق النساء المحجبات اللواتي كن يحظر عليهن الدخول إلى بعض الجامعات، وكتبت مقالات عن حالات تعذيب لاقت رواجا في تركيا وقتذاك. ثم كرست نفسها كناشطة انضمت إلى مؤسسة حقوق الإنسان في تركيا ومن ثم شاركت في تأسيس منتدى الذاكرة الجماعية لضحايا عمليات القتل السياسي في تركيا. ووالد زوجها أوميت كفتانجي أوغلو هو كاتب ومعلق في صحيفة «جمهوريت» العلمانية، واغتيل في عام 1980 على يد قوميين متطرفين.
وانضمت كفتانجي أوغلو إلى حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول كمسؤولة عن قسم الصحافة والثقافة والاتصالات عام 2011، ومن ثم باتت نائبة رئيس الحزب في المدينة عام 2012 قبل أن تنتخب لمنصبها الحالي كمسؤولة الحزب في إسطنبول عام 2018.
وقالت إنها تعتمد أسلوبا في السياسة يقوم على رفض الجناح القومي في حزبها، وتؤيد بشراسة مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك، لكنها تشارك الكثيرين العداء للأقليات المتزمتة، مشيرة إلى أن قلة من وسائل الإعلام العالمية تنبهت إلى المرأة التي تقف وراء إمام أوغلو، مضيفة أنها راكبة الدراجات، المدافعة عن حقوق النساء.
مواجهة الاستقطاب
وتحت إشرافها اعتمد أكرم أمام أوغلو ورؤساء بلديات آخرون نهجا جديدا وصف باستراتيجية «الحب الراديكالي»، الذي يخالف أسلوب إردوغان الشرس القائم على الاستقطاب والعدائية.
وتضمن ذلك مد اليد إلى الجماعات المهمشة، واستخدام خطاب إيجابي، محاولين معالجة الشرخ الثقافي الذي كان إردوغان يعمل على تعميقه.
واتخذ إمام أوغلو شعارا إيجابيا له هو «كل شيء سيكون على ما يرام» وتلا صلاة في مسجد -وهذه مبادرة نادرة من مسؤول في حزب الشعب الجمهوري- كإشارة إلى مد اليد نحو المسلمين الملتزمين دينيا.
وتواصل الحزب مع مؤيدي الحكومة الذين أحبطهم الوضع الاقتصادي، ومع الأقليات التي كان يخيفها الجناح القومي في الحزب، ومع المحافظين المتدينين الذين كانوا يعتبرون أن حزب الشعب الجمهوري مصاب برهاب الإسلام.
ورغم تمتع كفتانجي أوغلو بالشعبية، لا تزال شخصية مثيرة للجدل. فقد أبدت آراء أثارت انقساما داخل الحزب وتاليا داخل البلاد، إذ اعترفت بالإبادة الأرمنية، ووصفت الدولة بأنها «قاتل متسلسل»، وأطلقت تغريدة قالت فيها «أرفض أن يقال عنا إننا جنود مصطفى كمال، وإنما نحن رفاقه».
أيقونة جماهيرية
وينسب إليها على نحو واسع الفضل كعامل رئيس في نجاح حزبها في مقارعة إردوغان. ويعدونها أيقونة لدى الجماهير وعاملة لا تكل وراء الكواليس، حيث عملت على تغيير على صعيد الأجيال في الحزب الذي كان يهيمن عليه تقليديا رجال كبار في السن.
وانعكست جرأة كفتانجي أوغلو في التفكير، التي انعكست في استراتيجية انتخابية جديدة، ساعدت على نهوض حزب الشعب الجمهوري. كما أن ذلك جعلها هدفا لغضب إردوغان.
ونشأت كفتانجي أوغلو في السبعينيات والثمانينات في محافظة أودو التركية على البحر الأسود، وهي ابنة مدرس من أصول متواضعة. وردا على أسئلة وجهتها إليها مجلة «فورين بوليسي»، قالت «أنا واحدة من مئات الآلاف المواطنين الأتراك الذين ولدوا في قرية، ونشأت في الفقر، لكنني على ما أنا عليه الآن، بفضل تكافؤ الفرص الذي وفرته الجمهورية».
الطب والسياسة
والتحقت بمدرسة الطب في إسطنبول، وتخصصت في طب الأدلة الجنائية، لكنها انخرطت أيضا في السياسة إبان سنوات دراستها، مدافعة عن حقوق النساء المحجبات اللواتي كن يحظر عليهن الدخول إلى بعض الجامعات، وكتبت مقالات عن حالات تعذيب لاقت رواجا في تركيا وقتذاك. ثم كرست نفسها كناشطة انضمت إلى مؤسسة حقوق الإنسان في تركيا ومن ثم شاركت في تأسيس منتدى الذاكرة الجماعية لضحايا عمليات القتل السياسي في تركيا. ووالد زوجها أوميت كفتانجي أوغلو هو كاتب ومعلق في صحيفة «جمهوريت» العلمانية، واغتيل في عام 1980 على يد قوميين متطرفين.
وانضمت كفتانجي أوغلو إلى حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول كمسؤولة عن قسم الصحافة والثقافة والاتصالات عام 2011، ومن ثم باتت نائبة رئيس الحزب في المدينة عام 2012 قبل أن تنتخب لمنصبها الحالي كمسؤولة الحزب في إسطنبول عام 2018.