شروق المحمادي

العلاج بالكتابة.. ستة أنواع ذكية وثلاثة أساليب مبتكرة

الأربعاء - 29 أبريل 2020

Wed - 29 Apr 2020

عندما يتألم القلب وتنزف الروح ويضيق الصدر، ولا الطبيب حولك ولا الصديق ينشد عنك، خذ قلما وورقة ففيهما طبك وفي حبرها شرابك، ثم أخرج شحناتك السالبة على الصفحات واملأها بعد أن كانت تملؤك.

الجميع يمر بمواقف صعبة تسبب له الضغوط وتملأ روحه بالمشاعر السلبية والأفكار المتضخمة، البعض يعبر عنها بالرسم أو الموسيقى أو الطبخ أو عبر الهوايات المختلفة، ولكن ماذا إن لم تمتلك إحدى الهوايات السابقة؟ هنا ينصحك الأطباء باللجوء إلى العلاج بالكتابة writing therapy كأحد أشهر أساليب العلاج النفسي لإزاحة المتاعب وإعادة التوازن إلى صحتك النفسية والبدنية.

وفي هذا المقال أضع بين أيديكم ستة أنواع ذكية للعلاج بالكتابة، وثلاثة أساليب لطريقة الكتابة بها.

أنواع العلاج بالكتابة

1- التدوين الحر: تستخدم عادة قبل النوم وتقوم فيها بكتابة كل ما يرد على ذهنك من أفكار ومشاعر وبطريقة عشوائية لا تراعي فيها التسلسل المنطقي، ثم تستمر لمدة 15-30 دقيقة بالكتابة على هذا النحو قبل خلودك إلى النوم. يعالج هذا النوع من الكتابة التشتت والأرق فهو يحسن التركيز والصفاء الذهني أضف إلى ما يمنحه من نوم عميق ودائم.

2- كتابة الأحداث الصعبة: فور تعرضك لموقف صعب وقاس قم بتدوين المشكلة، وصف فيها تفاصيل الموقف والمشاعر والأفكار التي انتابتك أثناء حدوثها. افعل هذا لمدة 20 دقيقة لأربعة أيام متتالية. ستلاحظ أن ما كتبته في اليوم الرابع هو أقل مما كتبته في اليوم الأول، وهذا مؤشر على بدء استعادة تعافيك من الضغوط التي مرت بك خلال اليوم. تكشف الدراسات أن من يحافظون على هذا النوع من الكتابة تبقى صحتهم النفسية في أعلى نشاطها الإيجابي لفترة تمتد حتى أربعة أشهر متواصلة!

3- كتابة اليوميات: أن تكتب أبرز ما تعرضت له من مواقف خلال اليوم سواء كانت إيجابية أو سلبية، تعد هذه الطريقة سجل تاريخي يحفظ سيرتك الذاتية ويحمل بيانات دقيقة تصف شخصيتك وطباعك، وبالتالي فهي دليل موثوق للباحثين عن ذواتهم والراغبين في اكتشافها.

4- الكتابة التأملية: أطلق هذا المصطلح لجميع أنواع الكتابة القائمة على التأمل في الأشياء من صور ومجسمات وأشجار وطيور وطبيعة. ويعمد فيها الكاتب إلى التركيز على جميع تفاصيل الصورة والتدقيق فيها ثم وصفها كتابيا.

5- الخريطة الذهنية: عندما تواجهك مشكلة فلا أفضل من أن ترسم لها خريطة تضع عنوان المشكلة في منتصفها ثم تتفرع جذور من الدائرة تضع فيها الحلول المقترحة لحلها.

6- الجمل المتقطعة: خلال أوقات يومك المختلفة قم بكتابة جمل قصيرة تصف بها حالتك الوجدانية (أشعر أنني قلق بشأن)، (أفضل موقف حدث لي اليوم عندما) ثم بعد فترة عد إلى الجمل المكتوبة ولاحظ ما الأمور المشتركة بينها ثم اخلق قائمة تجمع بينها.

مثلا: (أكثر 20 شيئا تسبب لي القلق) (أكثر 10 أشياء تسعدني).

وبمعرفة ما الذي يحوز إعجابك وما الذي يثير انزعاجك تصبح أكثر وعيا بكيفية التعامل مع ذات الموقف عند التعرض له في المرة المقبلة.

أسلوب الكتابة العلاجية

لكل نوع من أنواع الكتابة أسلوبها الخاص، فطريقة كتابة الرواية تختلف عن كتابة المقالة العلمية، وأيضا الكتابة العلاجية لها أسلوبها المتميز فهي تحتوي على 3 أساليب رئيسة، هي:

1- لا تتطلب مهارة احترافية لتكتب، فلا تراع فيها التسلسل المنطقي ولا تقلق بشأن أخطائك الإملائية أو ترتيبها النحوي، فالهدف أن تكتب كل ما يجيش به خاطرك ويرد في ذهنك.

2- اكتب وكأنه لن يقرأها أحد، فشعورك بأن هناك من يتابع ما تقرأ يعوق نجاح العلاج بالكتابة.

3- لا تهتم بعدد الصفحات والكلمات المكتوبة، فالهدف هو أن تشعر بالتحسن والراحة لا أن تحشد جيشا من الكلمات، بل ننصحك بالتوقف عن الكتابة فور شعورك بالراحة والسلام الداخلي.

أخيرا، (الكلمة) تؤثر في النفس والبدن تأثير حبة الأسبرين! فاختر منها ما يلائم حالاتك حسب اشتدادها وحدتها.