عبدالرحمن حمد

الفقراء لا يعرفون (الكافيار)!

بدون عقال
بدون عقال

الأربعاء - 29 يونيو 2016

Wed - 29 Jun 2016

الفقراء بشر صنفهم (المال)..

والمال كبقية الأشياء (المتمايزة)..

فهو يصنف من يملكون كثيره ومن يملكون قليله..

والفقر أحد مصنفات المال القاسية..

مثلما أن الغنى أحد مصنفاته الزاهية..

كان الفقير يعيش بما لديه..

معلوماته محدودة مثل دخله..

كان يجهل حياة الأغنياء وإن كان يرى شيئا من ظاهرها..

وهذا جهل محمود بالنسبة له..

لأن الإنسان يرى أقصى درجات سعادته فيما علم..

حتى انفتح العالم على بعضه..

وباحت (القصور) بـ أسرارها..

وزادت (مباهاة) الغني من (معاناة) الفقير..

من كان همه الرغيف أدرك أن (الكافيار) وجبة قد تشتري بسعر واحدة منها غلة أشهر لمخبز ذلك الرغيف..

وإدراكه هذا ناقص لأنه لم ولن تتاح له فرصة التعرف على الكافيار عن قرب ما دام فقيرا..

فتحت له وسائل التواصل الاجتماعي قائمة جديدة من (الأماني) العسرة..

وعسرها عسران..

عسر صعوبة تحقيقها..

وعسر استحالة نسيانها والرضى بعدم تحقيقها..

لو أدرك (مستعرضو) التواصل الاجتماعي أثر استعراضهم على المعدمين لـ استحيت كاميراتهم من بث مظاهر ترفهم..

ولو أدركوا أن أرخص كمالياتهم..

هي أثمن وأقصى أحلام ضروريات غيرهم..

لما استعرضوا بالكماليات أمام من يعدمون الضروريات..

كفوا عن الاستعراض فحولكم من يبيت (جائعا) لكل حاجة حولكم..

ارحموا من أعياهم فقرهم من سياط (كاميرات) أجهزتكم..

واجعلوا شكركم لما حباكم ربكم أن تغضوا طرف أجهزتكم عن نقل حياة ترفكم لـ (جياع) ناموا ولم تنم أحلامهم..!



[email protected]