لماذا يتدخل الديمقراطيون لإنقاذ إيران من فتك أمريكا؟
الاثنين - 27 أبريل 2020
Mon - 27 Apr 2020
وصف الباحث الأمريكي جيه كاشيتا تدخل الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية لتعطيل خطط إدارة الرئيس دونالد ترمب بتشديد العقوبات على النظام الإيراني، بأنه يكشف عن جهل وسذاجة تجاه نظام قمعي شمولي.
وقال في تقرير نشره موقع صحيفة «ذا هيل» الأمريكي ،»إن نظام الملالي يواجه ضغوطا متزايدة من الداخل وتتعرض قبضته على السلطة لاختبارات يومية، حيث يندفع الديمقراطيون في الولايات المتحدة إلى خطط لتخفيف العقوبات، الأمر الذي ينذر بتعزيز سيطرته على البلاد، وقال إن طهران سوف تنفق الأموال التي تحصل عليها من خلال تخفيف العقوبات على دفع رواتب حزب الله في لبنان والجماعات الإرهابية الأخرى التي تهاجم القوات الأمريكية في العراق..
وفقا لموقع «24ساعة»الإماراتي.ويشير كاشيتا إلى أن الاحتجاجات في إيران أصبحت منذ الخريف الماضي أكثر جرأة، وتحولت الهتافات بشكل متزايد إلى «الموت للديكتاتور» و»لا نريد آيات الله» بدلا من «الموت لأمريكا»، وقال «ربما يكون الشيء الجيد الوحيد الناجم عن انتشار فيروس كورونا هو فقدان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي السيطرة على زمام الأمور بسبب استجابة نظام الملالي السيئة للوفيات المتزايدة من جراء فيروس كورونا في إيران.
نظرة ساذجة
ويصف جيه كاشيتا نظرة الديمقراطيين بأنها ساذجة وخاطئة، وتتجاهل حقيقة أن مشاعر عداء الجماهير للنظام الحاكم في كا البلدين أقوى بكثير من المشاعر لالمعادية للولايات المتحدة، كما أن كا ل النظامين يفرض نفوذه على السلطة رغم رفض شعبيهما وليس بسببهما. ويشدد على أن المساعدات الأمريكية السابقة لم تقلل من معاداة نظام المالي لللولايات المتحدة، سواء في عام 2003 عندما أوقفت إدارة بوش العقوبات موقتا لإرسال 150 ألف رطل من الإمدادات الطبية وأكثر من 200 عامل إغاثة على طائرات عسكرية لمساعدة الشعب الإيراني على التعافي بعد أن قتل زلزال 26 ألف شخص في إيران، أو في عام 2012 عندما رفعت وزارة الخزانة العقوبات موقتا ضد إيران بعد زلزال آخر
جهل موثق
ويشير الباحث الأمريكي إلى أن «الديمقراطيين السذج يجهلون الحقيقة الموثقة جيدا، وهي أن أموال الإغاثة تختفي عندما تتدفق إلى إيران، فقد كشف بومبيو في الثالث والعشرين من مارس الماضي أن أكثر من مليار يورو مخصصة لمحاربة إيران لفيروس كورونا قد اختفت، وأن معدات الحماية الشخصية الممنوحة للمستشفيات الإيرانية قد تم بيعها في السوق السوداء. ويرى بومبيو أن جهود الرئيس الإيراني حسن روحاني لرفع العقوبات الأمريكية لا تتعلق بمكافحة وباء كورونا، وإنما لجلب الأموال لقادة النظام.
دعم الحوثيين
ويؤكد على أن طهران سوف تنفق الأموال التي تحصل عليها من خال ل تخفيف العقوبات على دفع رواتب حزب الله في لبنان والجماعات الإرهابية الأخرى التي تهاجم القوات الأمريكية في العراق، كما ستقوم بتزويد وكائها الشيعة في ل جميع أنحاء العالم، مثل الحوثيين في اليمن بالصواريخ، فضا عن مواصلة ل إرسال الزوارق الحربية لمضايقة السفن الأمريكية في المياه الدولية، وتشكيل المزيد من المنظمات الإرهابية لقصف السفارات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وخلص التقرير إلى أنه ليس من المؤكد أن يسقط نظام المالي في إيران ل بسبب انقاب فيروس كورونا، رغم أن ل ذلك محتمل في ظل حكومة تعمل على قمع المتظاهرين وتمويل مؤيديها من الأمور الحاسمة للسيطرة على السلطة، لكن تخفيف عقوبات الضغط الأقصى سيكون مثل منح نظام المالي الذي ل يكافح من أجل البقاء قبلة الحياة للنجاة.
رعاية الإرهاب
ويرى الباحث أن الديمقراطيين «نادرا ما يعترفون بحقيقتين مهمتين في الاتفاق النووي، أولهما أن بنود الصفقة أدت إلى تأخير برنامج إيران النووي غير القانوني لمدة تتراوح بين 10 و15 عاما، ولكنها في الوقت نفسه جعلته برنامجا نوويا قانونيا عقب مرور هذه الفترة، وثانيهما أن إيران مارست الخداع منذ اليوم الأول للصفقة فيما يتعلق بمواقعها النووية وأبحاثها الخفية، واستخدمت مليارات الدولارات التي حصلت عليها بموجب الاتفاق النووي لرعاية المزيد من الإرهاب، وهي الآن تسعى إلى المزيد من الأموال، ويبدو أن الديمقراطيين على استعداد تام لامتثال».
الهجوم على بايدن
ويهاجم التقرير المرشح الديمقراطي المفترض لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، نائب الرئيس السابق أوباما، الذي أصدر بيانا في الثاني من أبريل الحالي يحض على تخفيف العقوبات عن إيران، ويندد بقسوة إدارة ترمب وفشلها لمنع وصول المساعدة الإنسانية المطلوبة، وذلك على الرغم من حقيقة تقديم ترمب للمساعدة الطبية ومساعدة الأطباء الأمريكيين التي رفضها نظام الملالي في طهران.
ويشير إلى أن الإجراءات الاستثنائية الأخرى التي يطالب بها بايدن، مثل إصدار تراخيص واسعة لشركات الأجهزة الطبية وإنشاء قناة مخصصة للبنوك الدولية وشركات النقل وشركات التأمين وغيرها من الخدمات لمساعدة الإيرانيين، تضاعف العبء على الولايات المتحدة في الوقت الذي تكافح فيه شركات الأدوية والأجهزة الطبية لمواكبة احتياجات المرضى والمستشفيات الأمريكية لمواجهة كورونا.
رسائل وتدخلات
ويرى الكاتب الأمريكي أن الديمقراطيين يحاولون إيجاد السبل لتمرير خططهم لتخفيف العقوبات عن إيران. فقد حث السناتور ديان فاينشتاين، الرئيس الأمريكي على عدم عرقلة طلب إيران للحصول على قرض مساعدات إنسانية من صندوق النقد الدولي بقيمة 5 مليارات دولار. وكتب 11 عضوا في مجلس الشيوخ إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مطالبين بتعليق العقوبات المفروضة على إيران»، وأفادت رسالة للسناتور كريستوفر ميرفي وعدد من الديمقراطيين بضرورة تدفق الحر للإمدادات الطبية و
الإنسانية التي تحتاج إليها ايران.