أحمد الزهراني

الزحف العمراني خطر يهدد الأراضي الزراعية بالباحة

الاحد - 26 أبريل 2020

Sun - 26 Apr 2020

اشتهرت مدينة الباحة في العقود الماضية بطبيعتها الريفية قليلة العمران، دون تأثير على الأراضي الزراعية، كونها مصدر الدخل الرئيسي لسكان المدينة، ومع بداية الطفرة الاقتصادية في عام (1970 - 1980م )، ظهر النمو العمراني السريع في مدن المملكة العربية السعودية بمعدلات سريعة، حيث تضاعف حجم المدن من حيث المساحة وعدد السكان، من ضمنها مدينة الباحة، مما جعلهم يتوجهون إلى العمل في الأنشطة التجارية والاقتصادية، وذلك لتنويع مصادر الدخل لتحسين مستوى المعيشة، ونظرا لزيادة معدل استهلاك الفرد زاد الطلب على الأراضي السكنية، مما جعل البعض التوجه إلى الاستثمار العقاري.

ولشمول مدينة الباحة أراضي جبلية ذات طبغرافية صعبة غير صالحة للسكن، وللتشتت العمراني القائم الذي يعود لطبيعتها الطولية، حصل الغزو على الأراضي الزراعية، في ظل ضعف التنسيق بين الأجهزة المركزية والقطاعات التنفيذية، وقلة الكفاءات الفنية لإدارة وترشيد النمو العمراني، وظهور وسائل النقل والمعدات الحديثة ساعدت السكان في الاستحواذ على المناطق الجبلية، وتغيير طبغرافيتها بالردم والقص والإزالة التامة، كما أن الحصول على الدعم من وزارة الإسكان له دور كبير في تغيير استعمالات الأراضي من أراضي زراعية إلى أراض سكنية.

وكان من نتائج ذلك الزحف العمراني على الغابات واتساع رقعة المساحات المبنية على حساب البيئة الطبيعية والغطاء النباتي، وتدمير النظام الإيكولوجي.

ويعتبر الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ركنا أساسيا تسعى جميع الدول لتحقيقه، من أجل تنمية البيئة الطبيعية واستدامة الموارد، ولا يمكن المحافظة على هذه الثروة وعدم المساس بها إلا عن طريق التوعية وتعزيز هذا المفهوم، ومن خلال استحداث أنظمه وإجراءات من الوزارات ذات العلاقة لتقنين تحويل الصكوك الزراعية إلى سكنية، وتطوير سياسات للنمو الذكي تسمح بالاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية ضمن السياق الحضري العام.

[email protected]