سهام هلال

غدا يوم أفضل.. هكذا يقول لنا الأمل

الاحد - 26 أبريل 2020

Sun - 26 Apr 2020

"ذلك الاعتقاد الدائم في القدرة على الوصول إلى رغبات متوهجة" إنه الأمل كما عرّفه عالم النفس التحليلي أريكسون، واعتبره أحد أقدم وأقوى وأهم الفاعليات التي يمكن أن يكتسبها الإنسان منذ بداية حياته عندما يكون رضيعا وتستمر مدى الحياة، إذ تجعله ينظر للعالم على أنه مكان يستحق أن يعيش فيه وبالتالي يصعب عليه الحياة بدونه.

إن الأمل مكون أساسي من مكونات الحياة السوية للفرد من وجهة نظر سليجمان، الذي أكد على ارتباطه بالسعادة. ويرى فرانك ارتباط الأمل باستمرار التوقع الإيجابي لبلوغ الهدف، وهذا التوقع الإيجابي مرتبط أساسا بالصحة النفسية الجيدة، في المقابل الاضطراب النفسي يعكس العجز في التوقعات الموجهة نحو الهدف. بناء على ذلك إذا كان السبب وراء المرض النفسي هو انعدام الأمل فإن النجاح في العلاج ينطوي على ترميمه. إن الأمل يقوم بدور المعدل لأثر الضغوط على الصحة الجسدية، وكذلك على الصحة النفسية والروحية. إذ إن الأمل والغاية والعزيمة تمتلك روابط الكتروكيمايئية تؤثر في إعمال دور جهاز المناعة للكائن البشري.

اهتم علماء النفس في الفترة ما بين (1950-1960) بدراسة موضوع الأمل وتم وصفه في مكون واحد ينطوي على الأهداف التي يمكن تحقيقها. ولكن الدراسات الحديثة وجدت أن الأمل ينطوي على مكونين مترابطين وضروريين لتوجيه الهدف، هما: المقدرة والسبل.

إذ ترى نظرية سنايدر الأمل على أنه تفكير موجه لهدف يستخدم فيه الشخص تفكير المسارات، بمعنى القدرة المدركة على إيجاد الطرق نحو الأهداف المرغوبة.

لقد تبين أن الأشخاص الذين لديهم أمل مرتفع بمعنى يستخدمون تفكير المسارات يقومون بتوليد الطرق البديلة عندما تغلق الطرق الأصلية، ويمتلكون التفكير الإيجابي حول الذات، ويمارسون الحديث الإيجابي الذاتي حول إيجاد طرق تؤدي إلى الأهداف المرغوبة، مثلا: سأجد طريقة لحل ذلك، كما أنهم يركزون في أحاديثهم الذاتية على التحفيز والفاعلية مثلا: سأستمر، وهم بصورة خاصة يستخدمون هذه الأحاديث عند مواجهة العقبات. دائما يضعون لأنفسهم أهدافا وهم في حالة سعي مستمر وراء إنجازها. كما أنهم يصلون لأهدافهم مع توقعات لاحتمالية النجاح أكثر من احتمالية الفشل.

بينما يتسم ذوو الأمل المنخفض بالسعي وراء الهدف بدون خطة أو مسار للهدف، يشككون دوما في قدراتهم على استخدام أي مسارات فكرية يملكونها، ويحملون توجهات سالبة نحوها، كما يذهبون إلى أهدافهم باعتقاد حول سوء الحظ وتوقع الفشل أكثر من النجاح، وينظرون إلى الهدف بنظرة مليئة بالخبرات الفاشلة السابقة في حياتهم.

نلاحظ مما سبق أن جميع البشر يواجهون عقبات، ولكن طريقة تفاعل ذوي الأمل المرتفع مع العقبات تختلف عن ذوي الأمل المنخفض، مما يجعل النتيجة دوما في صالح مرتفعي الأمل.

كما افترض سنايدر أن الأمل لا يوجد له أسس جينية، ولكنه مجموعة معرفية يكتسبها الإنسان من البيئة من حوله.

وهذا الأمر يعني أنه بالإمكان تعلم الأمل بناء على تفكير المسارات من خلال محاكاة ما يفعله ذوو الأمل المرتفع، وهذا دافع قوي لنكتسبه جميعا.

يشير هيرث إلى أن الأمل بالتمني هو هدف موجه بدون شعور شخصي بالمسؤولية، بينما الأمل بالتعمد هو شعور قوي بالمسؤولية نحو تحقيق الهدف.

اختر هدفك وكن مسؤولا.

الأمل الجمعي يعكس مستوى التفكير الموجه لهدف لدى مجموعة كبيرة من الناس.

رمضان فرصة عظيمة لرفع سقف آمالك الدنيوية والأخروية. فيه ليلة عظيمة من أدركها وقبل بها فقد فاز، كن فطنا وذا أمل مرتفع وضع مسار لأهدافك.

يقول مصطفى المهدي "وقفت على ناصية الحزن أنتظر الأمل، ونظرت من بعيد فإذا بالأمل قادم بصحبة الصبر وحسن الظن بالله".