صلاح صالح معمار

رؤساء الأندية الطلابية قوى ناعمة!

الاحد - 26 أبريل 2020

Sun - 26 Apr 2020

بعد التوقف المؤقت عن الكتابة الأسبوعية لأخذ قسط من الراحة، وجدت نفسي مجبرا على كتابة هذا المقال كشاهد على الأعمال الإنسانية والإبداعية والقيادية لرؤساء الأندية الطلابية، سفرائنا في بلاد الابتعاث.

ولعل جائحة كورونا أبرزت لنا دور الأطباء السعوديين كقوى ناعمة في بلاد الابتعاث من خلال مساهمتهم البحثية والميدانية في الأزمة، والأطباء في كل مكان وزمان وظرف هم فخر.

ومن الإنصاف توسيع دائرة الفخر لتشمل رؤساء الأندية الطلابية، أصحاب الأيادي البيضاء في هذه الجائحة وحتى قبل هذه الجائحة، ولعل البعض يتذكر الإشادة التاريخية من سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ببعض المنظمات والأندية الطلابية التي ساهمت في تخفيف مصاب بعض المواطنين الأمريكان جراء الأعاصير التي اجتاحت بعض الولايات بأمريكا، وكان دور رؤساء الأندية والمنظمات التطوعية المساهمة في إعادة البناء كمسؤولية إنسانية من أبناء مملكة الإنسانية للإنسان، وبغض النظر عن دينه وعرقه ولونه.

واليوم نشاهد عددا من رؤساء الأندية الطلابية يقومون بدور استثنائي، مستشعرين دورهم كقوى ناعمة في بلاد الابتعاث، وذلك من خلال توزيع حقائب تحوي معقمات وكمامات وقفازات طبية في ظل ندرتها في السوق الأمريكي على من يحتاجها من المبتعثين وكذلك المجتمع الأمريكي المحيط، والذي تعود على شهامة المواطن السعودي.

وحتى هذا الدور الشهم قد لا يتفهمه بعض المبتعثين ويرى أنه الأحق بأي خدمة ونشاط، وهذا أحد التحديات التي تواجه رؤساء الأندية الطلابية في تحقيق التوازن بين مسؤولياتهم تجاه ابن بلدهم وبين ممارسة القوى الناعمة، والمساهمة في تصحيح الصورة الذهنية لوطننا الغالي في بلاد الابتعاث. ولا يقتصر دور رئيس النادي على إظهار قوته الناعمة بالأزمات، بل يظهر على مدار العام من خلال الحفل السنوي للطلاب الدوليين، واليوم الوطني السعودي، ويوم اللغة العربية وفي الأعياد، وذلك عن طريق إقامة المعارض والندوات وإحياء الحفلات الفنية التراثية التي تستهدف المجتمع المحلي، وتثريه بكل ما هو جميل من ثقافتنا.

ومع كل هذا الحراك يظل لدى رئيس النادي الرغبة في مزيد من العطاء للمساهمة في إظهار صورة السعودية العظمى في بلاد الابتعاث، لذا أتمنى الاستفادة من هذه القوى التي تتمثل حاليا في 150 رئيس ناد طلابي بأمريكا، يتوزعون على جميع الولايات بأمريكا، لتدريبهم كسفراء لرؤية السعودية 2030، ليجري نشرها وتسويقها من خلالهم لما يملكون من رغبة ومهارة لغوية وعلمية.

وأخيرا ومن باب الإنصاف، يجب الاعتراف بدور رائدة كلمة «القوى الناعمة» الأميرة ريما بنت بندر، التي أشادت بدور الأندية الطلابية في هذه الأزمة، على الرغم من أنها هي من يستحق الإشادة نظير دعمها اللا محدود للأندية.

كما يمتد الإنصاف والشكر لوزير التعليم الدكتور حمد آل شيخ الذي خصص ميزانية داعمة للأندية الطلابية بشكل عام وفي أزمة كورونا بشكل خاص. وهذا الشكر والإنصاف لا يعني أن نتوقف عن طلب مزيد من الدعم لهذا الملف القوي في بلاد الابتعاث، والذي من خلاله تتكامل أدوار عدد من الوزرات مثل وزارة الخارجية ووزارة الإعلام في تحقيق هدف عظيم، يتمثل في إبراز الصورة الحقيقية لوطننا الغالي! ليس من خلال التعاقد مع شركات عالمية، بل من خلال عالميين موجودين في دول عالمية يملكون مهارة وفكرا وفهما ولغة عالمية، إنهم وبلا فخر رؤساء الأندية الطلابية.

S_Meemar @