إنها الطائف يا مسؤولين!
الأربعاء - 29 يونيو 2016
Wed - 29 Jun 2016
أصبحت يوم 14 رمضان على حدثين طائفيين، (نسبة إلى مدينة الورد الطائف) الأول رائحة المحرقة، التي أظنها أعظم سبب في (خرق طبقة الأوزون) لكثرة احتراقها، ثم مقال أليم في هذه الصحيفة بقلم (أ. منى باخشوين) عن سوء النظافة والسفلتة وغلاء الأسعار، وعدم اهتمام هيئة السياحة بالأماكن الأثرية، ثم غياب مظاهر بهجة الصيف والاستعداد للعيد في المنطقة المركزية، ولعل أشد ما في المقال ألما (افتتاحيته): «لن تستطيع أن تضعها في مصاف المدن ولا في مصاف القرى»!
حديث الكاتبة ليس جديدا، وقد كتبه الإعلاميون كثيرا، والمسؤول ينفي، لكن الواقع ينحاز إلى ما يكتب، فالطائف الحبيبة لم تعد الطائف، خاصة والأمانة منشغلة (ربما) بحصد الجوائز الالكترونية، وكأن ذلك العالم الرقمي الافتراضي قد أبعدها عن واقعها، واستهوت مسؤوليها أناقة العروض التقديمية لمشاريعهم المستقبلية، فإن كان (مترو) الرياض الذي شرع في تنفيذه تبقت له سنتان، فمترو الطائف يتبختر على شاشات الأمانة الغارقة في الأحلام!
لا أعيب على الأمانة جمال تخطيطها وعلميته، لكن الساعات التي يقضيها مسؤولو الأمانة في استعراض تلك المخططات أمام المسؤولين والإعلاميين لا تبرر التقصير الذي نتذوق مرارته يوميا، فلو عدنا فقط إلى قضية (المحرقة) مع علمنا بقلة الأكسجين في المرتفعات؛ لوجدناها من أشد المشاريع إلحاحا على المسؤول، وقد هاتفت سعادة أمين الطائف شخصيا حولها، وأخبرني عن قصتها بالكامل، وعجز الأمانة عن إيجاد مكان لمشروع (الطمر الصحي) لأن قبيلة رفضت أن يكون بجوار مساكنها (ولها الحق)، فبقي (الطمر) عندنا لكن شاعت تسميته (بالمحرقة)؛ لأن وافدين ـ حسب كلام الأمين ـ يتسللون داخلها بحثا عن النحاس والمعادن القابلة للبيع، فيحرقون المخلفات المتراكمة عليها لاستخراجها، ثم يشتعل غاز الميثان المتولد من النفايات أياما طويلة، ندفع ثمنها من صحتنا، ويدفع ثمنها الورد المسكين، أما البيئة فلا أحد يهتم لأمرها!
حين حاورت الأمين عن الجهة المسؤولة عن تلك الحرائق، ألقى باللائمة على الجهات الأمنية التي تترك مخالفي أنظمة الإقامة والعمل يزاولون أنشطتهم دون متابعة، ثم كذلك في اتصال من الأمين بي قبل شهرين، ردا على رسالة sms أشكو فيها تضرر منطقة (القلت) في حي (جبرة) من الأمطار، التي زادت منسوب المياه الجوفية فأتلفت الطرق، فأبدى شكره للملاحظة، وعزا المشكلة إلى شركة المياه الوطنية التي لم تستكمل مشاريع الصرف الصحي، فأدت المياه إلى تلف الشوارع، وتمنى على المواطنين مراجعة شركة المياه لاتخاذ الحلول، وحين طالبته بضرورة اتخاذ حلول عاجلة؛ وعدني أن تمدد الأمانة مواسير موقتة تبعد المياه عن الطرقات، لكن المشكلة بقيت والمواسير لم تأت، وما تزال الشوارع في أسوأ حالاتها، لولا جهود بعض المحسنين بمعدات مستأجرة تردم الحفر، ثم دفن الأماكن المتضررة جدا بالإسفلت المستعمل (المكشوط) ومحاولة تسويته (بشيول) مستأجر صنع الكثير من المطبات، لاضطر الناس إلى المشي على أقدامهم.
ما فهمته من تعليق سعادة الأمين ووعوده، بأننا ما نزال في حقبة (اجتمعوا وقدموا معروض)، وكأنه لا توجد جهة إشرافية تحرك كل الجهات إلى مباشرة أعمالها، ومعالجة الحالات الطارئة بطرق سريعة وموقتة، وتلك الجهة يفترض أن تكون (محافظة الطائف)، فهل ينتظر معالي المحافظ أن يتزاحم المواطنون أمام المحافظة بمعاريض عن كل حفرة وكل اشتعال للمحرقة وكل شارع أتلفته السيول، وكل (حاوية) لا تمرها شركة النظافة إلا مرة في الأسبوع، وبطء شركة المياه في إنجاز مشاريعها؟، لا أظن ذلك حقا ما ينتظره، فحسب علمي أن للمحافظة مجلسا يجتمع بصفة دورية يضم كل الجهات، ويستطيع ذلك المجلس أن يناقش كل التقارير المرفوعة من الفرق الميدانية، أو الجهات الإعلامية، أو شكاوى المواطنين، ويتخذ الحلول العاجلة بشأنها، ثم رسم الحلول الجذرية للمشاكل على المدى الطويل!
إنها (الطائف) يا سادة مدينة الملوك والورد والبساتين والفن، والمصيف الأول، وعاصمة المصايف العربية، فلا تأخذكم عنها سنة ولا نوم، لتظل جوهرة تشدو بها حناجر الشعراء والمغنين كأجمل ما تكون (أميرة الأرض).
[email protected]
حديث الكاتبة ليس جديدا، وقد كتبه الإعلاميون كثيرا، والمسؤول ينفي، لكن الواقع ينحاز إلى ما يكتب، فالطائف الحبيبة لم تعد الطائف، خاصة والأمانة منشغلة (ربما) بحصد الجوائز الالكترونية، وكأن ذلك العالم الرقمي الافتراضي قد أبعدها عن واقعها، واستهوت مسؤوليها أناقة العروض التقديمية لمشاريعهم المستقبلية، فإن كان (مترو) الرياض الذي شرع في تنفيذه تبقت له سنتان، فمترو الطائف يتبختر على شاشات الأمانة الغارقة في الأحلام!
لا أعيب على الأمانة جمال تخطيطها وعلميته، لكن الساعات التي يقضيها مسؤولو الأمانة في استعراض تلك المخططات أمام المسؤولين والإعلاميين لا تبرر التقصير الذي نتذوق مرارته يوميا، فلو عدنا فقط إلى قضية (المحرقة) مع علمنا بقلة الأكسجين في المرتفعات؛ لوجدناها من أشد المشاريع إلحاحا على المسؤول، وقد هاتفت سعادة أمين الطائف شخصيا حولها، وأخبرني عن قصتها بالكامل، وعجز الأمانة عن إيجاد مكان لمشروع (الطمر الصحي) لأن قبيلة رفضت أن يكون بجوار مساكنها (ولها الحق)، فبقي (الطمر) عندنا لكن شاعت تسميته (بالمحرقة)؛ لأن وافدين ـ حسب كلام الأمين ـ يتسللون داخلها بحثا عن النحاس والمعادن القابلة للبيع، فيحرقون المخلفات المتراكمة عليها لاستخراجها، ثم يشتعل غاز الميثان المتولد من النفايات أياما طويلة، ندفع ثمنها من صحتنا، ويدفع ثمنها الورد المسكين، أما البيئة فلا أحد يهتم لأمرها!
حين حاورت الأمين عن الجهة المسؤولة عن تلك الحرائق، ألقى باللائمة على الجهات الأمنية التي تترك مخالفي أنظمة الإقامة والعمل يزاولون أنشطتهم دون متابعة، ثم كذلك في اتصال من الأمين بي قبل شهرين، ردا على رسالة sms أشكو فيها تضرر منطقة (القلت) في حي (جبرة) من الأمطار، التي زادت منسوب المياه الجوفية فأتلفت الطرق، فأبدى شكره للملاحظة، وعزا المشكلة إلى شركة المياه الوطنية التي لم تستكمل مشاريع الصرف الصحي، فأدت المياه إلى تلف الشوارع، وتمنى على المواطنين مراجعة شركة المياه لاتخاذ الحلول، وحين طالبته بضرورة اتخاذ حلول عاجلة؛ وعدني أن تمدد الأمانة مواسير موقتة تبعد المياه عن الطرقات، لكن المشكلة بقيت والمواسير لم تأت، وما تزال الشوارع في أسوأ حالاتها، لولا جهود بعض المحسنين بمعدات مستأجرة تردم الحفر، ثم دفن الأماكن المتضررة جدا بالإسفلت المستعمل (المكشوط) ومحاولة تسويته (بشيول) مستأجر صنع الكثير من المطبات، لاضطر الناس إلى المشي على أقدامهم.
ما فهمته من تعليق سعادة الأمين ووعوده، بأننا ما نزال في حقبة (اجتمعوا وقدموا معروض)، وكأنه لا توجد جهة إشرافية تحرك كل الجهات إلى مباشرة أعمالها، ومعالجة الحالات الطارئة بطرق سريعة وموقتة، وتلك الجهة يفترض أن تكون (محافظة الطائف)، فهل ينتظر معالي المحافظ أن يتزاحم المواطنون أمام المحافظة بمعاريض عن كل حفرة وكل اشتعال للمحرقة وكل شارع أتلفته السيول، وكل (حاوية) لا تمرها شركة النظافة إلا مرة في الأسبوع، وبطء شركة المياه في إنجاز مشاريعها؟، لا أظن ذلك حقا ما ينتظره، فحسب علمي أن للمحافظة مجلسا يجتمع بصفة دورية يضم كل الجهات، ويستطيع ذلك المجلس أن يناقش كل التقارير المرفوعة من الفرق الميدانية، أو الجهات الإعلامية، أو شكاوى المواطنين، ويتخذ الحلول العاجلة بشأنها، ثم رسم الحلول الجذرية للمشاكل على المدى الطويل!
إنها (الطائف) يا سادة مدينة الملوك والورد والبساتين والفن، والمصيف الأول، وعاصمة المصايف العربية، فلا تأخذكم عنها سنة ولا نوم، لتظل جوهرة تشدو بها حناجر الشعراء والمغنين كأجمل ما تكون (أميرة الأرض).
[email protected]