ولد صالح بن محمد بن صالح جمال بمكة المكرمة سنة 1338هـ، ونشأ في أسرة جمعت بين العلم والتجارة، فجده الأعلى عارف جمال (ت1163هـ) كان من علماء المسجد الحرام، وعبر تاريخ الأسرة ظهر فيها عدد من العلماء والقضاة، أما والده فقد مارس التجارة.
بدأ حياته بين البيت والحرم، كحال كثير من المكيين، حيث كان منزل والده يقع في المسعى، وكذلك تجارته، فنشأ في بيئة متدينة متسامحة، ونلحظ أثر هذه البيئة في كتاباته عبر مسيرته في الصحافة والتأليف.
وقضى سنوات عمره الأولى بين الكتاتيب الموجودة آنذاك، ثم التحق بمدرسة الفائزين، ثم المدرسة التحضيرية الحكومية، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية وأمضى بها عامين، لينتقل بعدها إلى المعهد العلمي السعودي، إلا أنه لم يمض به إلا عامين أيضا، حيث اضطرته ظروف والده إلى ترك الدراسة.
لتبدأ بعد ذلك رحلته في الوظائف الحكومية، إلا أنها لم تستمر طويلا، ولم تتجاوز مدتها السنوات العشر بكثير، حيث اتجه بعدها إلى العمل الحر، ولعل هذه المرحلة كانت بمثابة وضع حجر الأساس لمسيرة حياة صالح جمال العملية والصحفية والفكرية، والتي لازمته مدة حياته ككاتب إسلامي وطني محب لعمل الخير.
والحقيقة أن سيرة صالح جمال أكبر من أن يحيط بها كاتب في سطور، ومن يطالع كتاب ذكريات ورحلات الذي سرد فيه صالح جمال مسيرة حياته، يجد فيه صورة بانورامية، ليس لشخصه فحسب، بل للحياة الفكرية والاجتماعية والثقافية لمكة المكرمة، في ذلك الوقت الذي بدأت ملامح النهضة الثقافية الحديثة تتبلور فيها خلال الخمسينات من القرن الماضي، لنجده أحد المشاركين في تأسيس هذه النهضة، بفكره وقلمه وعمله وعلمه، ونقل إلينا من خلال مذكراته المراحل التي مرت بها هذه النهضة، في أسلوب متسلسل ومتساند بعيدا عن الذاتية في السرد.
ويذكر في ثنايا مذكراته أن علاقته بالثقافة والأدب نشأت في ظل الندوات التي بدأت تأخذ مكانها كرافد من روافد الثقافة في تلك الفترة، ومن ذلك الندوات التي كانت تعقدها جمعية الإسعاف الخيري، أو التي يقيمها الشيخ كامل كردي في منزله بمنى أيام الحج، ويستقبل فيها كبار الحجاج من الأدباء والعلماء من أنحاء العالم الإسلامي، ومن ضمنهم حسن البنا، والذي ربطته به علاقة جيدة فيما بعد، حتى أصبح المطوف الخاص له، ولمن يأتي من طرفه من طلابه أو المنتسبين إليه، إضافة إلى الحفلات التي كان تقام عند افتتاح مشروع أو تخرج طلاب مدرسة من المدارس، وما يصاحبها من محاضرات وندوات.
لتبدأ بعد ذلك رحلته مع المكتبات قارئا، ثم موزعا للكتب والمجلات، ثم ناشرا ثم مؤلفا وناقدا ومتذوقا للأدب، وخلال رحلته الأولى إلى مصر 1366هـ، اجتمع بعمالقة الأدب كعلي أحمد باكثير، وعبدالحميد جوده السحار، ونجيب محفوظ، مما زاد في مداركه ووعيه الثقافي.
وقد بدأ مشروعه في توزيع الكتب والمجلات بالتعاون مع عدد من أصدقائه في مكتبة بباب السلام، حيث يتجمع أصحاب المكتبات في مكة، وكان من رفقائه في هذه الفترة عبدالرزاق بليلة وأحمد ملائكة وعبدالحليم الصحاف، وكان تصل إلى مكتبتهم مطبوعات دار أخبار اليوم، وروز اليوسف، والرسالة والثقافة وغيرها من المطبوعات المصرية، وكان يقصد المكتبة أعلام الفكر والأدب في مكة المكرمة.
ثم بدأ بعد ذلك مرحلة النشر والتأليف، حيث نشر للشاعر طاهر زمخشري ديوانه المهرجان، ولصديقه أحمد السباعي كتاب تاريخ مكة، وألف هو كتاب دليل الحاج المصور، الذي جمع فيه مناسك الحج وأحكامه، والأدعية المأثورة فيه، مع موجز لتاريخ مكة والمدينة، وبعض آثارهما.
لتبدأ بعد ذلك رحلته مع الصحافة كاتبا، ثم صاحب امتياز جريدة حراء سنة 1376هـ ويصف هو هذه المرحلة بقوله «إذا كان الكاتب الكبير مصطفى أمين يقول إنه أصدر عدة صحف بقروش كان يوفرها، فإنني أصدرت جريدة حراء بدون رأسمال، فقد كانت مطابع الأصفهاني تطبعها على الحساب والإدارة في البيت والتوزيع في مكتبة الثقافة»، وكان يكتب في هذه الجريدة كبار كتاب وأدباء المملكة، فكتب فيها محمد عمر توفيق، والأمير عبدالله الفيصل، والشيخ محمد الصبان، وأحمد الغزاوي، وأحمد محمد جمال، وعبدالله عريف وغيرهم، مما جعل جريدته قبلة القراء.
[email protected]
بدأ حياته بين البيت والحرم، كحال كثير من المكيين، حيث كان منزل والده يقع في المسعى، وكذلك تجارته، فنشأ في بيئة متدينة متسامحة، ونلحظ أثر هذه البيئة في كتاباته عبر مسيرته في الصحافة والتأليف.
وقضى سنوات عمره الأولى بين الكتاتيب الموجودة آنذاك، ثم التحق بمدرسة الفائزين، ثم المدرسة التحضيرية الحكومية، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية وأمضى بها عامين، لينتقل بعدها إلى المعهد العلمي السعودي، إلا أنه لم يمض به إلا عامين أيضا، حيث اضطرته ظروف والده إلى ترك الدراسة.
لتبدأ بعد ذلك رحلته في الوظائف الحكومية، إلا أنها لم تستمر طويلا، ولم تتجاوز مدتها السنوات العشر بكثير، حيث اتجه بعدها إلى العمل الحر، ولعل هذه المرحلة كانت بمثابة وضع حجر الأساس لمسيرة حياة صالح جمال العملية والصحفية والفكرية، والتي لازمته مدة حياته ككاتب إسلامي وطني محب لعمل الخير.
والحقيقة أن سيرة صالح جمال أكبر من أن يحيط بها كاتب في سطور، ومن يطالع كتاب ذكريات ورحلات الذي سرد فيه صالح جمال مسيرة حياته، يجد فيه صورة بانورامية، ليس لشخصه فحسب، بل للحياة الفكرية والاجتماعية والثقافية لمكة المكرمة، في ذلك الوقت الذي بدأت ملامح النهضة الثقافية الحديثة تتبلور فيها خلال الخمسينات من القرن الماضي، لنجده أحد المشاركين في تأسيس هذه النهضة، بفكره وقلمه وعمله وعلمه، ونقل إلينا من خلال مذكراته المراحل التي مرت بها هذه النهضة، في أسلوب متسلسل ومتساند بعيدا عن الذاتية في السرد.
ويذكر في ثنايا مذكراته أن علاقته بالثقافة والأدب نشأت في ظل الندوات التي بدأت تأخذ مكانها كرافد من روافد الثقافة في تلك الفترة، ومن ذلك الندوات التي كانت تعقدها جمعية الإسعاف الخيري، أو التي يقيمها الشيخ كامل كردي في منزله بمنى أيام الحج، ويستقبل فيها كبار الحجاج من الأدباء والعلماء من أنحاء العالم الإسلامي، ومن ضمنهم حسن البنا، والذي ربطته به علاقة جيدة فيما بعد، حتى أصبح المطوف الخاص له، ولمن يأتي من طرفه من طلابه أو المنتسبين إليه، إضافة إلى الحفلات التي كان تقام عند افتتاح مشروع أو تخرج طلاب مدرسة من المدارس، وما يصاحبها من محاضرات وندوات.
لتبدأ بعد ذلك رحلته مع المكتبات قارئا، ثم موزعا للكتب والمجلات، ثم ناشرا ثم مؤلفا وناقدا ومتذوقا للأدب، وخلال رحلته الأولى إلى مصر 1366هـ، اجتمع بعمالقة الأدب كعلي أحمد باكثير، وعبدالحميد جوده السحار، ونجيب محفوظ، مما زاد في مداركه ووعيه الثقافي.
وقد بدأ مشروعه في توزيع الكتب والمجلات بالتعاون مع عدد من أصدقائه في مكتبة بباب السلام، حيث يتجمع أصحاب المكتبات في مكة، وكان من رفقائه في هذه الفترة عبدالرزاق بليلة وأحمد ملائكة وعبدالحليم الصحاف، وكان تصل إلى مكتبتهم مطبوعات دار أخبار اليوم، وروز اليوسف، والرسالة والثقافة وغيرها من المطبوعات المصرية، وكان يقصد المكتبة أعلام الفكر والأدب في مكة المكرمة.
ثم بدأ بعد ذلك مرحلة النشر والتأليف، حيث نشر للشاعر طاهر زمخشري ديوانه المهرجان، ولصديقه أحمد السباعي كتاب تاريخ مكة، وألف هو كتاب دليل الحاج المصور، الذي جمع فيه مناسك الحج وأحكامه، والأدعية المأثورة فيه، مع موجز لتاريخ مكة والمدينة، وبعض آثارهما.
لتبدأ بعد ذلك رحلته مع الصحافة كاتبا، ثم صاحب امتياز جريدة حراء سنة 1376هـ ويصف هو هذه المرحلة بقوله «إذا كان الكاتب الكبير مصطفى أمين يقول إنه أصدر عدة صحف بقروش كان يوفرها، فإنني أصدرت جريدة حراء بدون رأسمال، فقد كانت مطابع الأصفهاني تطبعها على الحساب والإدارة في البيت والتوزيع في مكتبة الثقافة»، وكان يكتب في هذه الجريدة كبار كتاب وأدباء المملكة، فكتب فيها محمد عمر توفيق، والأمير عبدالله الفيصل، والشيخ محمد الصبان، وأحمد الغزاوي، وأحمد محمد جمال، وعبدالله عريف وغيرهم، مما جعل جريدته قبلة القراء.
[email protected]