تحالفات إيرانية مشبوهة لتعطيل العقوبات
تحالفات مشبوهة تستهدف الالتفاف على العقوبات الأمريكية وبيع النفط
تركيا والبرازيل أكثر دولتين دافعتا عن تخصيب طهران لليورانيوم
نظام الملالي سعى لإنشاء منظمات وإبرام اتفاقيات ثنائية بديلة للنظام الدولي
14 زيارة متتالية تكشف العلاقات المتطرفة مع نظام تشافيز في فنزويلا
3 دول صوتت ضد إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن
نجاد: علينا بالدول غير الغربية لكي نتخلص من هيمنة القوى الكبرى
تحالفات مشبوهة تستهدف الالتفاف على العقوبات الأمريكية وبيع النفط
تركيا والبرازيل أكثر دولتين دافعتا عن تخصيب طهران لليورانيوم
نظام الملالي سعى لإنشاء منظمات وإبرام اتفاقيات ثنائية بديلة للنظام الدولي
14 زيارة متتالية تكشف العلاقات المتطرفة مع نظام تشافيز في فنزويلا
3 دول صوتت ضد إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن
نجاد: علينا بالدول غير الغربية لكي نتخلص من هيمنة القوى الكبرى
الثلاثاء - 21 أبريل 2020
Tue - 21 Apr 2020
فيما عززت إيران علاقتها مع روسيا والصين، سعت بشكل متزايد إلى إقامة تحالفات وعلاقات وثيقة مع البرازيل ونيجيريا، وعدد من الحكومات الديكتاتورية، بما في ذلك أنظمة هوجو تشافيز في فنزويلا، وروبرت موجابي في زيمبابوي، وأصبحت طهران نشطة بشكل متزايد في المنظمات الإقليمية والدولية التي تمثل المصالح الاقتصادية والسياسية للدول غير الغربية، بما في ذلك حركة عدم الانحياز، التي ستعقد قمتها السنوية في عام 2021 بطهران، وكذلك منظمات منتجي النفط والغاز، دول آسيا الوسطى وآسيا والعالم الإسلامي.
كشف تقرير حديث صادر عن معهد الولايات المتحدة للسلام، عن تحالفات مشبوهة يسعى النظام الإيراني إلى تعزيزها، بهدف الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وإيجاد أسواق جديدة لبيع النفط، والحفاظ على برنامجها النووي، حيث طورت علاقاتها مع مجموعة واسعة من الحلفاء البديلين في أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
التخلص من الهيمنة
تعكس استراتيجية التحالف الإيرانية براغماتية عميقة، حيث سعت قيادتها إلى توثيق العلاقات مع الحكومات دون اعتبار لتوجهها السياسي أو الأيديولوجي، ولا يوجد شيء مشترك بين النظام الإيراني والسلطوية الشعبوية لهوجو تشافيز، ومع ذلك تعد فنزويلا من بين أقرب شركاء إيران في شبكتها الجديدة من الحلفاء البديلين.
وتعبر استراتيجية التحالف الإيرانية عن رؤية واضحة ومناهضة للغرب، متجذرة في وجهات مؤسس الثورة الإيرانية روح الله الخميني، الذي وصف سياسة طهران الخارجية بأنها «لا الشرق ولا الغرب»، ومع ذلك، فإن استراتيجية التحالف الجديدة تتجاوز إلى حد بعيد نسخة الخميني القائمة على عدم الانحياز، حيث يرتكز على الاقتناع بأن الدول غير الغربية تشترك في موازنة القوى الأمريكية والغربية في النظام الدولي، وذلك من خلال تنسيق السياسات والعمل الجماعي، ويمكن للدول غير الغربية الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها الدولية، وجسد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الأمر في كلماته «علينا الدول غير الغربية أن نطور تنسيقا مناسبا، لكي نتخلص من هيمنة القوى الغربية».
توسيع المناورة
استغل قادة إيران بشكل مثير للقلق مخاوف الدول النامية بشأن هيمنة الولايات المتحدة، وحاولوا تعزيز نفوذ إيران من خلال الدعوة إلى توزيع أكثر عدالة للسلطة والموارد في النظام الدولي، وهم يتهمون الولايات المتحدة وحلفاءها باستخدام العولمة كأداة للقوة الغربية وفرض إرادتهم على الدول غير الغربية.
ودافع أحمدي نجاد عن استراتيجية تحالف إيران كوسيلة لاستعادة العولمة من الغرب، في أغسطس 2010، عندما أخبر الطلاب أن «ساحة المعركة الحقيقية في العالم هي حول التفوق العالمي والعولمة، اليوم، تدعم إيران العولمة بقوة أكثر من الغربيين» وردد هذا الرأي العديد من حلفاء إيران البديلون، بمن فيهم تشافيز وموجابي وكذلك رئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتشمل استراتيجية التحالف الإيراني عناصر اقتصادية ودبلوماسية، حيث حاولت طهران إنشاء منظمات واتفاقيات ثنائية وترتيبات اقتصادية رسمية كوسيلة لإضفاء الطابع المؤسسي على شبكات السلطة البديلة في النظام الدولي.
وإذا كانت الأهداف قصيرة المدى لإيران هي توسيع طرق المناورة، وإعاقة الجهود الأمريكية والأوروبية لتشديد العقوبات الدولية، والحفاظ على برنامج التخصيب، فإنها على المدى الطويل، تهدف لإنشاء أطر بديلة للحكم العالمي تسمح للدول غير الغربية بالتجارة والاستثمار والاقتراض وتوفير السيادة والأمن القومي دون اللجوء إلى الغرب.
اتصالات أفريقية
عملت إيران بجد لتوسيع نفوذها في أفريقيا، وعززت علاقتها بالنظام السوداني السابق بقيادة عمر البشير، ومع زيمبابوي، في إطار توجهها المعادي للغرب، وكانت بين الدول القليلة التي تعارض إرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى دارفور، ودعمت نظام موجابي في زيمبابوي بالمساعدات الفنية والإنسانية بعد انهيار اقتصادها عام 2008 وفرض العقوبات الاقتصادية عام 2009، زار رؤساء الحكومات عواصم بعضهم البعض، كما وقعوا عدة اتفاقيات اقتصادية منذ عام 2005.
وخلال زيارة إلى طهران في نوفمبر 2006، ردد موجابي على أحمدي نجاد وتشافيز الدعوة إلى تغيير جذري في نظام دولي وصفه بـ»الشرير»، وقال في مؤتمر صحفي «يجب على الدول التي تعتقد على حد سواء أن تتكاتف وأن تضع آليات للدفاع عن أنفسنا»، وفي عام 2007، أنشأت إيران وزيمبابوي «تحالفا دوليا من أجل السلام ردا على عدوان المتنمرين العالميين» بعد أن انتقد الرئيس جورج دبليو بوش الحكومتين.
في غياب التوافق السياسي والأيديولوجي، عززت إيران العلاقات الاقتصادية، وتعد جنوب أفريقيا من بين أكبر الشركاء التجاريين، حيث بلغ حجمها 20 مليار دولار سنويا، وزودت إيران نحو 40 % من نفط جنوب أفريقيا. وفي أواخر التسعينيات عرضت جنوب أفريقيا بيع التكنولوجيا النووية الإيرانية لغرض تطوير قدرة الطاقة النووية. وهي تدعم بقوة توجه إيران نحو التخصيب.
وتوسعت العلاقات الاقتصادية مع دول غرب أفريقيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأشارت دراسة أجريت عام 2010 من المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة إلى أن صادرات عام 2009 إلى كوت ديفوار والنيجر والسنغال كانت تقريبا 2700 و 2800 و 3600 % (على التوالي) من 2000 صادرات.
التحالف مع فنزويلا
يعد التوسع الهائل في العلاقات الإيرانية الفنزويلية منذ عام 2000 حالة متطرفة، لكنها تمثل كيفية ظهور الاستراتيجية الجديدة، فقبل عام 2000، كانت التبادلات الثنائية متفرقة، وباتت زيارة الرئيس محمد خاتمي إلى كاراكاس عام 2000 هي الأولى لرئيس دولة إيراني منذ 23 عاما، وخلال السنوات السبع التالية، زار رئيسا الدولتين الإيرانية والفنزويلية بعضها البعض ما لا يقل عن 14 مرة.
في عام 2002، كانت التجارة الإيرانية الفنزويلية تافهة جدا، لاتتجاوز 1.5 مليون دولار سنويا، وبين عامي 2001 و 2007، وقعت فنزويلا وإيران أكثر من 181 اتفاقية تجارية بقيمة 20 مليار دولار على الأقل.
وغطت الاتفاقيات التعاون في إنتاج الصلب والنفط وإنتاج السيارات وتصنيع الذخيرة واستكشاف النفط، وضغط البلدان بشكل مشترك على أعضاء أوبك لتسعير النفط باليورو بدلا من الدولار الأمريكي، بعد أسابيع قليلة من موافقة الأمم المتحدة على عقوبات على إيران، دعت طهران وكاراكاس إلى خفض إنتاج النفط من قبل أعضاء أوبك.
هزيمة الإمبريالية
في عام 2007، أعلنت إيران وفنزويلا أنهما ستنشئان صندوقا بقيمة ملياري دولار، يهدف إلى تمويل مشروعات في العالم النامي «للمساعدة في إحباط الهيمنة الأمريكية»، ووصف تشافيز الصندوق بأنه «آلية للتحرير»، وقال أحمدي نجاد إنه سيعزز التعاون في دول العالم الثالث خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وفي عام 2009، اتفقوا على إنشاء بنك تنمية إيراني فنزويلي بتمويل قدره 200 مليون دولار.
وكثيرا ما يتكرر موضوع بناء الدعم الدولي ضد القوة الأمريكية في التبادلات الإيرانية الفنزويلية الرسمية، وخلال زيارة عام 2007، رفع تشافيز يد أحمدي نجاد وقال إن البلدين «سيتحدان ويخلقان عالما متعدد الأقطاب متحدين، سوف نساعد في هزيمة الإمبريالية الأمريكية، ولهذا السبب ... يشعرون بالقلق في واشنطن عندما يروننا نحن الاثنين نتصافح «
وظل تشافيز مؤيدا قويا لبرنامج التخصيب النووي الإيراني، وكانت فنزويلا واحدة من ثلاث دول فقط في الوكالة الدولية للطاقة الذرية صوتت ضد إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، وهدد تشافيز بتعليق صادرات النفط الخام إلى الولايات المتحدة إذا هاجمت إيران، وعرض تزويد طهران بطائرات مقاتلة من طراز F-16، ودخل في مشاريع عسكرية مع إيران، وتشير التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب الشرطة الفنزويلية وأجهزة المخابرات.
حلفاء أمريكا اللاتينية
استخدمت إيران استراتيجيتها للتحالف عبر أمريكا اللاتينية على مدى العقد الماضي، فبعد أن وافق مجلس الأمن على عقوبات ضد إيران في 2006، شرع أحمدي نجاد في جولة إلى دول أمريكا اللاتينية التي تنتقد السياسات الأمريكية، بما في ذلك بوليفيا ونيكاراغوا والإكوادور.
حضر أداء اليمين الدستورية للرئيس رافائيل كوريا، الذي تعهد خلال حملته بعدم تجديد عقد إيجار لقاعدة جوية أمريكية في الإكوادور، وفي 2006، أعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن خطط لإقامة علاقات دبلوماسية والتعاون في مجال الطاقة مع إيران، بناء على نصيحة تشافيز.
واتبع تعميق العلاقات الإيرانية البرازيلية نمطا مشابها، مناهضا لأمريكا. وتوسعت بشكل ملحوظ منذ عام 2000. وفي عام 2010، كانت البرازيل أكبر شريك تجاري لإيران في أمريكا اللاتينية، حيث بلغت 1.3 مليار دولار في عام 2008، بزيادة تزيد عن 80 % في عام واحد.
وفي عام 2010، أخذ لولا دا سيلفا أكثر من 300 من القادة السياسيين ورجال الأعمال إلى طهران، واتفق مع أحمدي نجاد على توسيع التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار ووقع 11 اتفاقية تعاون اقتصادي، وكان للبرازيل مع تركيا دور مركزي في الجهود الدولية للتأكد من أن إيران لا تمتلك القدرة على صنع أسلحة نووية.
وفازت البرازيل بالدعم الإيراني لصفقة مبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب باليورانيوم العالي التخصيب المخصص للاستخدام في منشأة طبية نووية، وتعقدت الصفقة، لكنها لم تعرقل جهود الولايات المتحدة لتأمين عقوبات جديدة للأمم المتحدة ضد إيران. وصوتت البرازيل ضد العقوبات، لكنها وافقت على الالتزام بها، خشية معاداة أمريكا.
حدود التحالفات
عندما واجهت إيران انتكاسات نتيجة سياستها الداعمة للإرهاب، اتفقت روسيا والصين على دعم جولة رابعة من عقوبات الأمم المتحدة بعد محاولة تخفيفها. وصوتت نيجيريا لصالح العقوبات والبرازيل ضدها، لكنها قالت إنها ستلتزم بالقيود الجديدة.
وفي أمريكا اللاتينية، أعربت بعض الحكومات المتحالفة مع الولايات المتحدة عن شكوكها في نوايا إيران بالمنطقة، وفي شمال أفريقيا، قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران عام 2009 بتهمة التدخل في شؤونها الدينية، وفي غرب أفريقيا، يواصل عدد من الدول التي استفادت من زيادة التجارة مع الولايات المتحدة المشاركة في برامج مكافحة الإرهاب الأمريكية.
لعبت إيران يدا ضعيفة بشكل فعال لتعزيز نفوذها الدولي. ومع ذلك، فإن سجلها لا يعكس سوى نجاح جزئي. رؤيتها لإعادة هيكلة جذرية للنظام الدولي لديها جاذبية محدودة. كما أن نفوذها الاقتصادي مقيد بسبب الامتداد المتزايد لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كشف تقرير حديث صادر عن معهد الولايات المتحدة للسلام، عن تحالفات مشبوهة يسعى النظام الإيراني إلى تعزيزها، بهدف الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وإيجاد أسواق جديدة لبيع النفط، والحفاظ على برنامجها النووي، حيث طورت علاقاتها مع مجموعة واسعة من الحلفاء البديلين في أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
التخلص من الهيمنة
تعكس استراتيجية التحالف الإيرانية براغماتية عميقة، حيث سعت قيادتها إلى توثيق العلاقات مع الحكومات دون اعتبار لتوجهها السياسي أو الأيديولوجي، ولا يوجد شيء مشترك بين النظام الإيراني والسلطوية الشعبوية لهوجو تشافيز، ومع ذلك تعد فنزويلا من بين أقرب شركاء إيران في شبكتها الجديدة من الحلفاء البديلين.
وتعبر استراتيجية التحالف الإيرانية عن رؤية واضحة ومناهضة للغرب، متجذرة في وجهات مؤسس الثورة الإيرانية روح الله الخميني، الذي وصف سياسة طهران الخارجية بأنها «لا الشرق ولا الغرب»، ومع ذلك، فإن استراتيجية التحالف الجديدة تتجاوز إلى حد بعيد نسخة الخميني القائمة على عدم الانحياز، حيث يرتكز على الاقتناع بأن الدول غير الغربية تشترك في موازنة القوى الأمريكية والغربية في النظام الدولي، وذلك من خلال تنسيق السياسات والعمل الجماعي، ويمكن للدول غير الغربية الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها الدولية، وجسد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الأمر في كلماته «علينا الدول غير الغربية أن نطور تنسيقا مناسبا، لكي نتخلص من هيمنة القوى الغربية».
توسيع المناورة
استغل قادة إيران بشكل مثير للقلق مخاوف الدول النامية بشأن هيمنة الولايات المتحدة، وحاولوا تعزيز نفوذ إيران من خلال الدعوة إلى توزيع أكثر عدالة للسلطة والموارد في النظام الدولي، وهم يتهمون الولايات المتحدة وحلفاءها باستخدام العولمة كأداة للقوة الغربية وفرض إرادتهم على الدول غير الغربية.
ودافع أحمدي نجاد عن استراتيجية تحالف إيران كوسيلة لاستعادة العولمة من الغرب، في أغسطس 2010، عندما أخبر الطلاب أن «ساحة المعركة الحقيقية في العالم هي حول التفوق العالمي والعولمة، اليوم، تدعم إيران العولمة بقوة أكثر من الغربيين» وردد هذا الرأي العديد من حلفاء إيران البديلون، بمن فيهم تشافيز وموجابي وكذلك رئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتشمل استراتيجية التحالف الإيراني عناصر اقتصادية ودبلوماسية، حيث حاولت طهران إنشاء منظمات واتفاقيات ثنائية وترتيبات اقتصادية رسمية كوسيلة لإضفاء الطابع المؤسسي على شبكات السلطة البديلة في النظام الدولي.
وإذا كانت الأهداف قصيرة المدى لإيران هي توسيع طرق المناورة، وإعاقة الجهود الأمريكية والأوروبية لتشديد العقوبات الدولية، والحفاظ على برنامج التخصيب، فإنها على المدى الطويل، تهدف لإنشاء أطر بديلة للحكم العالمي تسمح للدول غير الغربية بالتجارة والاستثمار والاقتراض وتوفير السيادة والأمن القومي دون اللجوء إلى الغرب.
اتصالات أفريقية
عملت إيران بجد لتوسيع نفوذها في أفريقيا، وعززت علاقتها بالنظام السوداني السابق بقيادة عمر البشير، ومع زيمبابوي، في إطار توجهها المعادي للغرب، وكانت بين الدول القليلة التي تعارض إرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى دارفور، ودعمت نظام موجابي في زيمبابوي بالمساعدات الفنية والإنسانية بعد انهيار اقتصادها عام 2008 وفرض العقوبات الاقتصادية عام 2009، زار رؤساء الحكومات عواصم بعضهم البعض، كما وقعوا عدة اتفاقيات اقتصادية منذ عام 2005.
وخلال زيارة إلى طهران في نوفمبر 2006، ردد موجابي على أحمدي نجاد وتشافيز الدعوة إلى تغيير جذري في نظام دولي وصفه بـ»الشرير»، وقال في مؤتمر صحفي «يجب على الدول التي تعتقد على حد سواء أن تتكاتف وأن تضع آليات للدفاع عن أنفسنا»، وفي عام 2007، أنشأت إيران وزيمبابوي «تحالفا دوليا من أجل السلام ردا على عدوان المتنمرين العالميين» بعد أن انتقد الرئيس جورج دبليو بوش الحكومتين.
في غياب التوافق السياسي والأيديولوجي، عززت إيران العلاقات الاقتصادية، وتعد جنوب أفريقيا من بين أكبر الشركاء التجاريين، حيث بلغ حجمها 20 مليار دولار سنويا، وزودت إيران نحو 40 % من نفط جنوب أفريقيا. وفي أواخر التسعينيات عرضت جنوب أفريقيا بيع التكنولوجيا النووية الإيرانية لغرض تطوير قدرة الطاقة النووية. وهي تدعم بقوة توجه إيران نحو التخصيب.
وتوسعت العلاقات الاقتصادية مع دول غرب أفريقيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأشارت دراسة أجريت عام 2010 من المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة إلى أن صادرات عام 2009 إلى كوت ديفوار والنيجر والسنغال كانت تقريبا 2700 و 2800 و 3600 % (على التوالي) من 2000 صادرات.
التحالف مع فنزويلا
يعد التوسع الهائل في العلاقات الإيرانية الفنزويلية منذ عام 2000 حالة متطرفة، لكنها تمثل كيفية ظهور الاستراتيجية الجديدة، فقبل عام 2000، كانت التبادلات الثنائية متفرقة، وباتت زيارة الرئيس محمد خاتمي إلى كاراكاس عام 2000 هي الأولى لرئيس دولة إيراني منذ 23 عاما، وخلال السنوات السبع التالية، زار رئيسا الدولتين الإيرانية والفنزويلية بعضها البعض ما لا يقل عن 14 مرة.
في عام 2002، كانت التجارة الإيرانية الفنزويلية تافهة جدا، لاتتجاوز 1.5 مليون دولار سنويا، وبين عامي 2001 و 2007، وقعت فنزويلا وإيران أكثر من 181 اتفاقية تجارية بقيمة 20 مليار دولار على الأقل.
وغطت الاتفاقيات التعاون في إنتاج الصلب والنفط وإنتاج السيارات وتصنيع الذخيرة واستكشاف النفط، وضغط البلدان بشكل مشترك على أعضاء أوبك لتسعير النفط باليورو بدلا من الدولار الأمريكي، بعد أسابيع قليلة من موافقة الأمم المتحدة على عقوبات على إيران، دعت طهران وكاراكاس إلى خفض إنتاج النفط من قبل أعضاء أوبك.
هزيمة الإمبريالية
في عام 2007، أعلنت إيران وفنزويلا أنهما ستنشئان صندوقا بقيمة ملياري دولار، يهدف إلى تمويل مشروعات في العالم النامي «للمساعدة في إحباط الهيمنة الأمريكية»، ووصف تشافيز الصندوق بأنه «آلية للتحرير»، وقال أحمدي نجاد إنه سيعزز التعاون في دول العالم الثالث خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وفي عام 2009، اتفقوا على إنشاء بنك تنمية إيراني فنزويلي بتمويل قدره 200 مليون دولار.
وكثيرا ما يتكرر موضوع بناء الدعم الدولي ضد القوة الأمريكية في التبادلات الإيرانية الفنزويلية الرسمية، وخلال زيارة عام 2007، رفع تشافيز يد أحمدي نجاد وقال إن البلدين «سيتحدان ويخلقان عالما متعدد الأقطاب متحدين، سوف نساعد في هزيمة الإمبريالية الأمريكية، ولهذا السبب ... يشعرون بالقلق في واشنطن عندما يروننا نحن الاثنين نتصافح «
وظل تشافيز مؤيدا قويا لبرنامج التخصيب النووي الإيراني، وكانت فنزويلا واحدة من ثلاث دول فقط في الوكالة الدولية للطاقة الذرية صوتت ضد إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، وهدد تشافيز بتعليق صادرات النفط الخام إلى الولايات المتحدة إذا هاجمت إيران، وعرض تزويد طهران بطائرات مقاتلة من طراز F-16، ودخل في مشاريع عسكرية مع إيران، وتشير التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب الشرطة الفنزويلية وأجهزة المخابرات.
حلفاء أمريكا اللاتينية
استخدمت إيران استراتيجيتها للتحالف عبر أمريكا اللاتينية على مدى العقد الماضي، فبعد أن وافق مجلس الأمن على عقوبات ضد إيران في 2006، شرع أحمدي نجاد في جولة إلى دول أمريكا اللاتينية التي تنتقد السياسات الأمريكية، بما في ذلك بوليفيا ونيكاراغوا والإكوادور.
حضر أداء اليمين الدستورية للرئيس رافائيل كوريا، الذي تعهد خلال حملته بعدم تجديد عقد إيجار لقاعدة جوية أمريكية في الإكوادور، وفي 2006، أعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن خطط لإقامة علاقات دبلوماسية والتعاون في مجال الطاقة مع إيران، بناء على نصيحة تشافيز.
واتبع تعميق العلاقات الإيرانية البرازيلية نمطا مشابها، مناهضا لأمريكا. وتوسعت بشكل ملحوظ منذ عام 2000. وفي عام 2010، كانت البرازيل أكبر شريك تجاري لإيران في أمريكا اللاتينية، حيث بلغت 1.3 مليار دولار في عام 2008، بزيادة تزيد عن 80 % في عام واحد.
وفي عام 2010، أخذ لولا دا سيلفا أكثر من 300 من القادة السياسيين ورجال الأعمال إلى طهران، واتفق مع أحمدي نجاد على توسيع التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار ووقع 11 اتفاقية تعاون اقتصادي، وكان للبرازيل مع تركيا دور مركزي في الجهود الدولية للتأكد من أن إيران لا تمتلك القدرة على صنع أسلحة نووية.
وفازت البرازيل بالدعم الإيراني لصفقة مبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب باليورانيوم العالي التخصيب المخصص للاستخدام في منشأة طبية نووية، وتعقدت الصفقة، لكنها لم تعرقل جهود الولايات المتحدة لتأمين عقوبات جديدة للأمم المتحدة ضد إيران. وصوتت البرازيل ضد العقوبات، لكنها وافقت على الالتزام بها، خشية معاداة أمريكا.
حدود التحالفات
عندما واجهت إيران انتكاسات نتيجة سياستها الداعمة للإرهاب، اتفقت روسيا والصين على دعم جولة رابعة من عقوبات الأمم المتحدة بعد محاولة تخفيفها. وصوتت نيجيريا لصالح العقوبات والبرازيل ضدها، لكنها قالت إنها ستلتزم بالقيود الجديدة.
وفي أمريكا اللاتينية، أعربت بعض الحكومات المتحالفة مع الولايات المتحدة عن شكوكها في نوايا إيران بالمنطقة، وفي شمال أفريقيا، قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران عام 2009 بتهمة التدخل في شؤونها الدينية، وفي غرب أفريقيا، يواصل عدد من الدول التي استفادت من زيادة التجارة مع الولايات المتحدة المشاركة في برامج مكافحة الإرهاب الأمريكية.
لعبت إيران يدا ضعيفة بشكل فعال لتعزيز نفوذها الدولي. ومع ذلك، فإن سجلها لا يعكس سوى نجاح جزئي. رؤيتها لإعادة هيكلة جذرية للنظام الدولي لديها جاذبية محدودة. كما أن نفوذها الاقتصادي مقيد بسبب الامتداد المتزايد لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.