عمر طلال بافقيه

النصف الممتلئ لكأس كورونا

الاحد - 19 أبريل 2020

Sun - 19 Apr 2020

بعيدا عن الاخبار السلبية تجاه فايروس كورونا وما يسببه من أضرار كبيرة على مستوى العالم، لننظر إلى الجانب الممتلئ من هذه التجربة الصعبة، وما الفوائد الممكن الحصول عليها أو التي حصلنا عليها. في البداية أعتقد أنه واضح جدا - رغم أن المعروف لا يعرف - حرص المملكة العربية السعودية على مواطنيها وعلى من يعيش فوق أراضيها، وأن قائد دولتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه أكد أن الإنسان أولا، والأوامر الملكية التي صدرت كلها تؤكد أن الإنسان أولا لدى قادتها حفظهم الله، وأن السعودي «فوق أي أرض وتحت أي سماء» هو جل اهتمام القيادة حفظها الله والواقع يشهد على ذلك.

أفعال المملكة العربية السعودية أخرست الناعقين وكل من يريد النيل منها أو التأجيج عليها، فحفظ الله المملكة وقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ونعم دائما وأبدا نفخر بأننا ننتمي لهذا الوطن الذي نفديه بكل غال ونفيس.

بسبب هذه الأحداث كثير من الأعمال تنجز عن بعد، بعد أن تنتهي هذه الأزمة كثير من القطاعات ستجد أنه يمكنها الاستمرار في العمل عن بعد وتقليل التكلفة التشغيلية، بمعنى آخر أعتقد أن بعض الجهات ستقوم بإعادة النظر في هيكلتها لما فيه مصلحة لها، لأن هذه الأزمة أوجدت إجابة عن سؤال: هل فعلا نحتاج لتواجد كامل الموظفين في مقر العمل؟

كثير من الجهات ستعيد النظر في بعض الاجتماعات التي كانت تستغرق وقتا وجهدا كبيرين، إضافة إلى رحلات العمل التي تكلف القطاعات مبالغ مالية من انتداب وتذاكر...إلخ، في هذه الأزمة ما زال العمل قائما دون الحاجة إلى تلك السفريات.

كثير من الجهات خاصة التعليمية ستعيد النظر في كفاءة وجودة تقنية المعلومات لديها. مع هذه الأزمة استمرت العملية التعليمية ولله الحمد، وربما بعض الجهات التعليمية قد تعيد النظر في بعض المواد التعليمية التي لا تستدعي فعلا حضور الطالب إلى القاعة الدراسية، خاصة بعض المؤسسات التعليمية الناشئة التي تواجه صعوبة للمواءمة بين عدد القاعات وعدد الطلاب، كم من برنامج تدريبي أو حتى برامج دبلوم يمكن أن تكون عن بعد بكفاءة عالية؟ ماذا لو أن القاعات الدراسية كانت مجهزة لتسجيل المحاضرات، فالمحاضرة تكون جاهزة دائما للطالب ويمكنه العودة إليها متى شاء؟

إدارة الأزمات داخل بعض الجهات ستعيد حساباتها كثيرا بعد هذه الأزمة.

دور الجامعات والمراكز البحثية وأهميتها وأهمية زيادة التعاون بينها وبين القطاع الخاص، أعتقد سيعاد النظر في ذلك أيضا. الذكاء الصناعي وأهميته وأهمية تفعيله والتوسع فيه أيضا من النقاط التي سيعاد النظر فيها. أعتقد أنه مع هذه الأزمة زاد وعي الأفراد في ناحية أمن المعلومات واستخدام التطبيقات الالكترونية.

في النهاية أثبتت هذه الأزمة أن العلم هو أساس أي نجاح، وهذا بات جليا من خلال الخدمات الكبيرة التي قدمتها وزارة الصحة ومنسوبوها فلهم كل تحية وتقدير. هذه الأزمة أثبتت أن العلم هو أساس أي استمرار وتقدم، ففيها كان دور الاقتصاديين والمبرمجين وخبراء أمن المعلومات وغيرهم من التخصصات جليا. هذه الأزمة أثبتت أن العلم والعلماء هم الحصن الأول بعد الله سبحانه وتعالى لاستمرار الحياة.

أخيرا، أبناؤنا الذين يعاصرون هذه الأزمة، يعيشون تجربة حقيقية تجعلهم يتباهون أنهم ينتمون لوطن ترجم قادته عمليا المعنى الحقيقي لمفهوم حقوق الإنسان. وهذه تجربة ثرية لهم لا تقدر بثمن، فهم عاشوا تجربة حقيقية كيف أن قادة هذه البلاد المباركة حفظهم الله على استعداد لتقديم أي شيء في سبيل الإنسان.

دائما هناك خير وفائدة فقط لننظر بعين التفاؤل والأمل، هذه الأزمة هي فرصة للنمو والتطور ومن رحم الأزمات يولد الإبداع.

الأكثر قراءة

أمين شحود

أوقات عصيبة