شاكر أبوطالب

(سابك) في مواجهة كورونا

الاحد - 19 أبريل 2020

Sun - 19 Apr 2020

يبدأ يومي في الصباح الباكر بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة حول حالتي الصحية، من خلال استبيان الكتروني غايته مساعدتي لضمان صحتي وسلامة عائلتي، والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في بيئة عملي ومجتمعي.

بعد اطمئنان (سابك) على حالتي الصحية كوني أحد منسوبيها، أتابع إنجاز مهام العمل اليومية، وأشارك في الاجتماعات المجدولة، وأحضر الدورات التدريبية، وكأنني في مكتبي. كل ذلك يتم من غرفة المعيشة في منزلي، عبر الهاتف الذكي أو جهاز الكمبيوتر المحمول، وبكل يسر وسهولة، ودون أي صعوبات تقنية أو فنية.

أكتب هذه المقالة لتسليط الضوء على نموذج بيئة عمل رائدة عالميا، وناجحة في التعامل مع الشروط الجديدة والظروف الصعبة التي فرضتها الجائحة العالمية. فمنذ اليوم الأول لأزمة كورونا المستجد، بادرت قيادة (سابك) على الفور باتخاذ تدابير وقائية، واعتمدت طرق عمل بديلة لحماية موظفيها في عديد من مواقع الشركة حول العالم، بداية من الصين. ولم تتردد الشركة في ذلك أو تستغرق كثيرا من الوقت، لأنها كانت مستعدة لمثل هذه التحديات، من خلال مواصلتها الاستثمار بكثافة في تنمية مواردها البشرية، وتحديث بيئة عملها، وتنفيذ برنامجها للتحول الرقمي، وتطوير فرق عمل إدارة الأزمات.

في أول لقاء له مع موظفي (سابك) قبل أكثر من خمسة أعوام، أكد الرئيس التنفيذي يوسف البنيان أن التحول ليس ترفا أو خيارا، بل هو مستقبل يجب العمل على أساسه، فوضع خطة تحول استراتيجية وشاملة لجميع المستويات، ويشدد في كل اجتماع ومناسبة على أهمية الالتزام بمبدأ التحول المستمر في كل ما نقوم به من أعمال، حتى تواصل (سابك) ريادتها العالمية في صناعة المستقبل.

بعد التباعد الاجتماعي الذي فرضه (كوفيد 19) على معظم دول العالم، أدركت جيدا أهمية مواصلة (سابك) الاستثمار في تطوير بيئة العمل، وتدريب موظفيها على أحدث التقنيات، ومنذ سنوات عديدة، نجحت الشركة في مساعدة موظفيها للعمل من خارج مكاتبهم وفي أي مكان حول العالم.

كذلك أدركت التزام القيادات التنفيذية في (سابك) بإجراء الفرضيات وتجارب المحاكاة للأزمات في مواعيدها الدورية، لاختبار جاهزية الشركة، واستعداد فريق إدارة الأزمات في تسيير شؤون الشركة للوفاء بالتزاماتها وتلبية احتياجات الزبائن.

وأعتز كثيرا بالمبادرات النوعية التي أطلقتها (سابك) لمساعدة مجتمعات العالم في حربه ضد فيروس كورونا، والوقوف في الخطوط الأمامية لمواجهة هذا التحدي العالمي. فمع نهاية مارس الماضي، ساهمت الشركة بأكثر من 150 مليون ريال سعودي لدعم الجهود العالمية، وفي السعودية وحدها، بادرت الشركة بدعم الجهود الصحية الحكومية، وقدمت 10 ملايين قفاز طبي، و1.25 مليون عبوة لمطهرات اليدين، و500 ألف رداء طبي يستخدم لمرة واحدة، و11.700 طن متري من الإيثانول لإنتاج مطهرات اليد، وتسهيلات لزبائن البوليمر المحليين لمساعدتهم في دعم الاقتصاد الوطني لمواجهة الوباء.

ما سبق يغمرني بالفخر لانتمائي لشركة سعودية عالمية، ولم تقف (سابك) عند ذلك، بل كثفت إنتاجها لتلبية الطلب العالمي المتنامي على المواد والمنتجات المستخدمة في الرعاية الصحية والتعبئة والتغليف، للحد من انتشار الفيروس، ومن ذلك تصنيع الأردية الطبية والأقنعة الواقية للوجه، وحواجز شفافة واقية في الصيدليات ومراكز التسوق للحد من مخاطر الاتصال الشخصي، وغيرها.

shakerabutaleb@