القطاع الصحي الخاص وأزمة كورونا
الأحد - 19 أبريل 2020
Sun - 19 Apr 2020
كشف مجاني لبعض الفئات الصحية، وعدد محدود من الكمامات والمعقمات كانا باكورة ما تم تقديمه من مؤسستين صحيتين خاصتين، كمبادرتين مجتمعتين لاحتواء وباء كورونا والمساهمة في القضاء عليه، الأولى لمستشفى معروف برسوخه في العمل الصحي التجاري بفروعه الكثيرة وإسهاماته المجتمعية النادرة والضعيفة، والثانية إمبراطورية راسخة في محاربة الداء ببيع الدواء، فلا يوجد إنسان في الداخل لا يتعامل معها لعلو كعبها في مجالها وأخطبوطيتها على مستوى الانتشار والتأثير.
لا أعيب هاتين المبادرتين كمبدأ، ولكنني رأيت فيهما رقما متواضعا جدا يخجل الواحد من إعلانه، فضلا عن تبنيه كمشروع بذل وعطاء للمواطنين، خاصة في هذه الأيام التي يجب أن يستشعر فيها القادر ماديا ما يجب عليه فعله في هذه الأزمة، وما ينتظر منه تجاه الوطن والمواطن.
في منطقة عسير كوني أحد سكانها، يوجد عديد من المشافي والمراكز الطبية الخاصة، وهي مؤسسات ربحية في الأساس تجذب كثيرا من الممارسين الصحيين، خاصة الأطباء والتخصصات النادرة من الفئات الصحية الأخرى، التي صنعت لهذه المراكز فارقا في الخدمة والسمعة والإنتاجية، هذا الأمر مكنها من السيطرة على سوق صحي واعد في المنطقة، جعل أرباحها تتجاوز منتهى الأمل الذي كان يحلم به ملاكها عندما خططوا لها كمشاريع صحية ربحية، في المقابل حجم ما تقدمه هذه المشافي الخاصة للمجتمع خاصة في هذا الظرف لا يوازي ما يفترض وما يجب عليها فعله، خاصة أن بعض هذه المشاريع الصحية كانت بتمويل حكومي خالص وبدعم لا محدود من حكومتنا الكريمة.
في منطقة عسير يتزايد عدد السكان، يقابل ذلك احتياج متزايد للخدمات الصحية، فعلى مستوى خدمات الأسنان والعيون وعيادات التجميل ومراكزها المنتشرة بكثرة، يعكس ذلك للمراقب وفرة في المدخول وقدرة على جلب الزبائن والمحافظة عليهم من خلال سوق يقوم على عرض قوي وطلب من المواطنين أقوى.
هذه المراكز لم نسمع لها مبادرات قوية هذه الأيام، ولم نر للقائمين عليها مشاركات مجتمعية تجعلنا كمواطنين نظن فيها الظن الحسن، ونتعشم فيها الفعل الأحسن الذي يجعلنا نؤمن ونثق أنهم شركاؤنا في هذه المحنة التي تصدت لها الدولة بكل قواها، وفرغت لها كل مقدراتها وقدراتها لتحمي المواطن من كدر العيش الذي رأيناه في أقوى الدول، ورأينا كيف أصبح مواطنوها يتساقطون في الشوارع وحدانا وزرافات بعد أن كشف هذا الفيروس خرافة تقدم تلك الدول على الأقل فيما يتعلق بصحة الإنسان وإنسانيته.
في المقابل وزارة الصحة ومرافقها المختلفة وكوادرها المنضبطة تمارس أدوارا بطولية، يستشعر الممارس الصحي فيها عظم المسؤولية وحرج المرحلة، وما تتطلبه من تضحيات وقدرات تواكب ما تفعله الدولة وما تبذله لراحة المواطن والمقيم.
القطاع الصحي الخاص في عسير وقبل هذه الجائحة وعلى امتداد سنين ماضية يحقق أرباحا خيالية، خالية من الضرائب والاستقطاعات، كل ذلك مكنه من بناء نماذج صحية متقدمة جدا، ومربحة جدا جدا، قياسا بالزمان والمكان، هذا الأمر يفرض على ملاكها مبادرات مجتمعية ومساهمات مادية تجعل المواطن في عسير يشعر أنهم يشاركونه الزمان بكل تقلباته وتغيراته ومحنه.
تحية إجلال وتقدير لوزارة الصحة وجهودها العظيمة، وتحية أخرى لمنسوبي صحة عسير الذين يؤدون أدوارا عظيمة زادتهم رسوخا في وجدان المواطن والمسؤول، لتجعلهم أبطال المرحلة كونهم خط الدفاع الأول الذي يتعامل مع هذا الوباء الذي غير شكل العالم وأحاله إلى عالم معزول، الجميع فيه ينشد السلامة وينتظر الفرج وهو قادم بإذن الله.
alaseery2@
لا أعيب هاتين المبادرتين كمبدأ، ولكنني رأيت فيهما رقما متواضعا جدا يخجل الواحد من إعلانه، فضلا عن تبنيه كمشروع بذل وعطاء للمواطنين، خاصة في هذه الأيام التي يجب أن يستشعر فيها القادر ماديا ما يجب عليه فعله في هذه الأزمة، وما ينتظر منه تجاه الوطن والمواطن.
في منطقة عسير كوني أحد سكانها، يوجد عديد من المشافي والمراكز الطبية الخاصة، وهي مؤسسات ربحية في الأساس تجذب كثيرا من الممارسين الصحيين، خاصة الأطباء والتخصصات النادرة من الفئات الصحية الأخرى، التي صنعت لهذه المراكز فارقا في الخدمة والسمعة والإنتاجية، هذا الأمر مكنها من السيطرة على سوق صحي واعد في المنطقة، جعل أرباحها تتجاوز منتهى الأمل الذي كان يحلم به ملاكها عندما خططوا لها كمشاريع صحية ربحية، في المقابل حجم ما تقدمه هذه المشافي الخاصة للمجتمع خاصة في هذا الظرف لا يوازي ما يفترض وما يجب عليها فعله، خاصة أن بعض هذه المشاريع الصحية كانت بتمويل حكومي خالص وبدعم لا محدود من حكومتنا الكريمة.
في منطقة عسير يتزايد عدد السكان، يقابل ذلك احتياج متزايد للخدمات الصحية، فعلى مستوى خدمات الأسنان والعيون وعيادات التجميل ومراكزها المنتشرة بكثرة، يعكس ذلك للمراقب وفرة في المدخول وقدرة على جلب الزبائن والمحافظة عليهم من خلال سوق يقوم على عرض قوي وطلب من المواطنين أقوى.
هذه المراكز لم نسمع لها مبادرات قوية هذه الأيام، ولم نر للقائمين عليها مشاركات مجتمعية تجعلنا كمواطنين نظن فيها الظن الحسن، ونتعشم فيها الفعل الأحسن الذي يجعلنا نؤمن ونثق أنهم شركاؤنا في هذه المحنة التي تصدت لها الدولة بكل قواها، وفرغت لها كل مقدراتها وقدراتها لتحمي المواطن من كدر العيش الذي رأيناه في أقوى الدول، ورأينا كيف أصبح مواطنوها يتساقطون في الشوارع وحدانا وزرافات بعد أن كشف هذا الفيروس خرافة تقدم تلك الدول على الأقل فيما يتعلق بصحة الإنسان وإنسانيته.
في المقابل وزارة الصحة ومرافقها المختلفة وكوادرها المنضبطة تمارس أدوارا بطولية، يستشعر الممارس الصحي فيها عظم المسؤولية وحرج المرحلة، وما تتطلبه من تضحيات وقدرات تواكب ما تفعله الدولة وما تبذله لراحة المواطن والمقيم.
القطاع الصحي الخاص في عسير وقبل هذه الجائحة وعلى امتداد سنين ماضية يحقق أرباحا خيالية، خالية من الضرائب والاستقطاعات، كل ذلك مكنه من بناء نماذج صحية متقدمة جدا، ومربحة جدا جدا، قياسا بالزمان والمكان، هذا الأمر يفرض على ملاكها مبادرات مجتمعية ومساهمات مادية تجعل المواطن في عسير يشعر أنهم يشاركونه الزمان بكل تقلباته وتغيراته ومحنه.
تحية إجلال وتقدير لوزارة الصحة وجهودها العظيمة، وتحية أخرى لمنسوبي صحة عسير الذين يؤدون أدوارا عظيمة زادتهم رسوخا في وجدان المواطن والمسؤول، لتجعلهم أبطال المرحلة كونهم خط الدفاع الأول الذي يتعامل مع هذا الوباء الذي غير شكل العالم وأحاله إلى عالم معزول، الجميع فيه ينشد السلامة وينتظر الفرج وهو قادم بإذن الله.
alaseery2@