200 مليار تفضح دعوة خامنئي للتبرع

السبت - 18 أبريل 2020

Sat - 18 Apr 2020

فيما تشير التقارير إلى امتلاكه ما يربو على 200 مليار دولار، دشن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، على موقعه الالكتروني قسما لتلقي التبرعات لمساعدة ضحايا كورونا.

وتحولت البادرة المثيرة للسخرية إلى «فضيحة»، وربط كثيرون بين محاولات خامنئي تقديم نفسه في صورة الفيلسوف الزاهد، وبين الوثائق التي كشفت عنها السفارة الأمريكية في بغداد، والتي قالت إنه يمتلك ثروة ضخمة ربما تجعله الأغنى على سطح المعمورة.

وأنشأ مكتب المرشد الأعلى قسما من أجل مساعدة مصابي كورونا في بلد يشكل أكبر بؤرة للجائحة في منطقة الشرق الأوسط، مع تزايد الانتقادات لعدم مشاركة المؤسسات الثرية التي تقبع تحت قيادة المرشد في مساعدة المتضررين من الوباء، ولجوئه لحملة تبرعات لجمع الأموال من الميسورين مثل «الزكاة والخمس والصدقات»، والتي يطلق عليها بـ»الوجوهات الشرعية»، عبر «صناديق الأموال الشرعية» وإنفاقها على المصابين، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد من أزمات مستمرة.

مليارات خامنئي

وكشفت تقارير عالمية عن انتشار الفساد في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءا من القمة، حيث كشفت تقارير السفارة الأمريكية في بغداد إلى أن خامنئي يستغل هيمنته على جميع مؤسسات إيران، ويستأثر بجانب كبير من الأموال لخزينته الشخصية، مشيرة إلى أن ممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ200 مليار دولار، بينما يرزح الكثير من أبناء الشعب الإيراني تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المزري بعد 40 عاما من حكم رجال الدين في إيران، مؤكدة أن الأموال تعود لامتلاك مؤسسات عملاقة لا تخضع إلا لإمرة خامنئي.

ونقلت «العربية نت» عن رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» مسيح مهاجري، انتقاده لبعض المؤسسات العملاقة والثریة تحت قيادة «الولي الفقيه»، وحثها على أداء دورها في عهد كورونا، حيث كتب متسائلا «ماذا يفعل الموظفون في لجنة تنفيذ توصيات الإمام ومؤسسة المستضعفين ومؤسسة الإمام الرضا إذا لم ينفقوا أموالهم على المضطهدين؟».

وأشار إلى أن تلك المؤسسات الأغنى في إيران على الإطلاق وتتحكم بالمليارات، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعد «مؤسسة المستضعفين» أغنى مؤسسة مالية في إيران بعد شركة النفط الوطنية، وهي لا تدفع الضرائب وقرارها بيد المرشد الأعلى.

فضيحة الثراء

وفضح الناشط السياسي الإصلاحي البارز، عباس عبدي، مؤسسات خامنئي الثرية لرفضها مساعدة الناس الذين يواجهون ضيق المعيشة في حالات الطوارئ مثل تفشي كورونا، وقال «بعض الموارد العامة للناس في أيدي بعض الناس الذين ليس من المعروف ماذا يفعلون بها»، مشيرا إلى أن «الفصل بين الموارد العامة والحكومة يعد أمرا غير منطقي»، في إشارة غير مباشرة إلى سيطرة المرشد على هذه الموارد.

وأشار إلى أن مؤسسات ثرية مثل «آستان القدس» (وقف الإمام الرضا) و»مؤسسة المستضعفين» و»اللجنة التنفيذية لتوصيات الإمام» خارج سيطرة الحكومة، حيث تعتبر الأغنى في إيران على الإطلاق، خصوصا اللجنة التنفيذية لتوصيات الإمام، والتي تعد منظمة خيرية حكومية تحت سيطرة المرشد الأعلى لإيران، وتم تأسيسها بأمر من الخميني مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في الثمانينات، وهي مسؤولة عن إدارة الممتلكات في حوزة «الولي الفقيه»، وتنشط في مجالات عدة منها الخدمات المالية والمصرفية، والعقارات، وصناعة النفط، والاتصالات، وتربية المواشي.

التخلي عن الإيرانيين

واعترفت صحيفة «الجمهورية الإسلامية» القريبة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، بأن المؤسسات المالية العاملة تحت رعايته تخلت عن مسؤوليتها، وكان عليها أن تدعم الإيرانيين ذوي الدخل المنخفض، الذين تضرروا من العواقب الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا.

وشبه محررها مسيح مهاجري محاربة الحرب ضد كورونا بحرب إيران مع العراق في الثمانينات، والتي قدم خلالها الناس العاديون الخدمات اللوجستية للقوات الإيرانية، وكتب مهاجري أن المؤسسات يجب أن تقدم الدعم المالي إلى المحرومين الذين تعرضت مصادر رزقهم للخطر بسبب الفاشية وأضرارها.

وأضاف أنه «لا يمكن لأي دعم اقتصادي من قبل الناس العاديين أن يخفف من الصعوبات التي يفرضها هذا المرض على الفقراء»، مضيفا أن «القوى المالية الكبرى يجب أن تأتي لحل المشكلة وإنقاذ الناس».

مزيد من المال

ويرى مستشارون في وزارة الخارجية الأمريكية أن الحملة التي شنها النظام الإيراني أخيرا من أجل رفع العقوبات تهدف إلى توفير مزيد من المال لقادة النظام وليس لمكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد أو للتخفيف عن الإيرانيين.

ونشر لين خودوركوفسكي، أحد المستشارين في الوزارة الأمريكية العاملين على ملف إيران، صورة على حسابه على «تويتر» تظهر المرشد الإيراني علي خامنئي جالسا فوق حزم من الدولارات المكومة، وكتب فوقها «خامنئي يجلس حرفيا على مليارات الدولارات. أسأل قادة النظام: كم أنفق من ثروته التي ليست في حسابه الخاص، والمسروقة من الشعب الإيراني لمكافحة فيروس کورونا؟

كيف تحول خامنئي من الفقر للثراء الفاحش؟


  • ولد عام 1939 في عائلة رجال دين في مدينة مشهد



  • عاش فترة طفولته في عسرة وضيق شديدين بحي فقير في مشهد



  • تحولت حياته بعد ثورة الخميني وعضويته في مجلس قيادتها



  • بدأ جمع الثروة بعد توليه منصب المرشد الأعلى عقب وفاة الخميني عام 1989



  • تذهب بعض مخصصات الموازنة السنوية لبيت المرشد ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة له



  • يهيمن خامنئي على مؤسسة عملاقة تعرف باسم »هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني« والتي تعرف اختصارا بـ»ستاد«



  • صادرت الحكومة أراضي وعقارات عامة لا مالك لها، لمصلحة بيت المرشد ومؤسساته المتشعبة



  • تجني مؤسسات المرشد 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول غير خاضعة للرقابة ولا تدفع أي ضرائب



  • تم تصنيف »ستاد« من قبل وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات منذ عام 2013



  • تشرف مؤسسته »آستان قدس رضوي« على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، وتحصل على أموال التبرعات



  • تبلغ قيمة عقارات »بنياد« التي يمتلكها المرشد نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد



  • صنف تقرير منظمة »الشفافية الدولية« إيران في المركز الـ138 من بين 180 دولة بمدى تفشي الفساد المالي