15 دقيقة
الأربعاء - 15 أبريل 2020
Wed - 15 Apr 2020
تخيل ساعة رملية بسيطة، تلك التي تنتقل فيها ذرات الرمل من حجرة علوية إلى أخرى سفلية، ولنقل إن لون حبات الرمل تلك أصفر، ولنقل أيضا إن الوقت المستغرق لانتقال كل ذرات الرمل من الأعلى إلى الأسفل يساوي خمس عشرة دقيقة، إن هذه الساعة لا تقول لك بشكل مباشرة ماذا يجب عليك أن تفعل بهذا الوقت المقسوم عليك. إنها - وحسب - ترسم حدودا ممكنة على نحو بسيط، تمنحك فترة مطواعة بوسعك إدارتها، وبالتالي فهي تمهد طريقا تسلكه فوقها لتحقيق أهدافك، وتشير إليك ألا تسقط في فخ الوقت الضائع الذي طالما كبلك وبإرادتك أنت شخصيا، غالبا.
تَصِمنا ذرات الهباء تلك بالعار وهي تسافر بأناقة بين الحيّزين، محاولة دفعنا إلى أن نقوم بأدنى عمل مفيد، عمل تترتب عليه نتائج ذات قيمة. من هنا نجد تلك الذرات - التي تبدو عالقة لكنها تجري بالمضيق ما بين الحجرتين الزجاجتين - تشير بلطف إلى فرص تحسين ممكن لذواتنا ولو قليلا. في هذه المقالة ثلاثة استخدامات مقترحة لكيفية استغلال ساعة رملية بحكمة، والله الهادي لسواء السبيل.
امنح أحدهم شيئا لم تمنحه لأحد منذ عهود طويلة: انتباهك الكامل غير المجزأ. أنصت بلا مقاطعات أو معارضات. دعه يخبرك عن آماله العريضة، وعما يخيف ويزعجه. أنصت جيدا مرة أخرى. توقف عن تصور أنك فرغت من معرفة ما يدور في خلدهم ويسكن ألبابهم. هذه ربما تكون العطيّة الجليلة التي قد تمنحها له، وتخيل لو كان الشخص طفلا ما، يحمل في عقله احتمالات لا تنتهي من الأفكار البكر.
بعد هذا نتذكر كيف يلتهم وقت الوظيفة، العمل، الدوام، سمه ما شئت، قدرا عظيما من أوقاتنا المتاحة على كوكبنا السعيد.
وإن تأملا نخصصه لتحليل كل هذا الوقت المبدد لا نقوم به كما يجب. إن أسئلة يمكن أن تطرحها على نفسك في خمس عشرة دقيقة بهذا الشأن هي أسئلة مهمة، ما هي خياراتك الوظيفية الأخرى؟ ما هي إمكاناتك المضيّعة؟ تخيل ماذا سيقال عن مسار وظيفتك في جنازتك؟ فكر فيما يثير حسدك - ولا يخلو جسد من حسد - لدى الآخرين فيما ينجزونه.
اجلس لربع ساعة واكتب وصفا وظيفيا خياليا تحلم به في تلك الوظيفة التي تود أن تمارسها، خذ الأمر بجدية، فما تفكر فيه تحصل عليه، أليس كذلك؟ فكر مليا في حياتك العملية لو خلت من الرغبات المادية التي تدفعك إلى الانخراط في معمعة وظيفة محددة، لربما كان تركك للوظيفة أسلم وأنفع وأبرك؟ وابن على كل ذلك، بعد ذلك، خطوات عملية تساعدك في تحويل أحلامك إلى واقعك الحقيقي.
الفكرة التالية تقول: كلما تفكرنا أقل فيما يهم كلما نما قلقنا أكثر، كيف؟ الأرق مثلا، هو عودة الأشياء التي نتناساها أثناء اليوم ومطالبتها بنصيبها في الوقت غير المناسب، مثل الوقت الذي يسبق النوم. لذا يجدر بك أن تكتب كل ما يقلقك في ورقة. فبمجرد أن تكتب ما يقلقك وتحلل أسبابه واحتمالات وجوده سيخف مدى سيطرته عليك لأنك ستكون أكثر تحكما بها، على الأقل سيسكن القلق حيزا واحدا وهو تلك الورقة، بدلا من تركها تحوم وتحوم في داخلك، بعد هذا ستتعلم كيف يمكنك أنا تنام بعيدا، مجددا قد يستغرق الأمر ربع ساعة فقط.
أخيرا، إن الحياة الدنيا أم العجلة، ولقد خُلق الإنسان من عجل، وهو يخفق في تخصيص وقت لما يهمه حقا. وهنا كانت محاولة لرصد بعض الأشياء التي يمكننا ولو في ربع الساعة تأملها. وهذه المدة ليست بالطويلة، وهذا هو جوهر الأمر، إنه وقت كاف لأنفسنا تجاه بعض الأمور ذات الأولوية مثل المذكورة أعلاه. ثم إن تأملك في ذرات الرمل البطيئة/السريعة وهي تعبر من حيز إلى آخر أمر باذخ الجمال لتراه، أليس كذلك؟ والحمد لله رب العالمين.
تَصِمنا ذرات الهباء تلك بالعار وهي تسافر بأناقة بين الحيّزين، محاولة دفعنا إلى أن نقوم بأدنى عمل مفيد، عمل تترتب عليه نتائج ذات قيمة. من هنا نجد تلك الذرات - التي تبدو عالقة لكنها تجري بالمضيق ما بين الحجرتين الزجاجتين - تشير بلطف إلى فرص تحسين ممكن لذواتنا ولو قليلا. في هذه المقالة ثلاثة استخدامات مقترحة لكيفية استغلال ساعة رملية بحكمة، والله الهادي لسواء السبيل.
امنح أحدهم شيئا لم تمنحه لأحد منذ عهود طويلة: انتباهك الكامل غير المجزأ. أنصت بلا مقاطعات أو معارضات. دعه يخبرك عن آماله العريضة، وعما يخيف ويزعجه. أنصت جيدا مرة أخرى. توقف عن تصور أنك فرغت من معرفة ما يدور في خلدهم ويسكن ألبابهم. هذه ربما تكون العطيّة الجليلة التي قد تمنحها له، وتخيل لو كان الشخص طفلا ما، يحمل في عقله احتمالات لا تنتهي من الأفكار البكر.
بعد هذا نتذكر كيف يلتهم وقت الوظيفة، العمل، الدوام، سمه ما شئت، قدرا عظيما من أوقاتنا المتاحة على كوكبنا السعيد.
وإن تأملا نخصصه لتحليل كل هذا الوقت المبدد لا نقوم به كما يجب. إن أسئلة يمكن أن تطرحها على نفسك في خمس عشرة دقيقة بهذا الشأن هي أسئلة مهمة، ما هي خياراتك الوظيفية الأخرى؟ ما هي إمكاناتك المضيّعة؟ تخيل ماذا سيقال عن مسار وظيفتك في جنازتك؟ فكر فيما يثير حسدك - ولا يخلو جسد من حسد - لدى الآخرين فيما ينجزونه.
اجلس لربع ساعة واكتب وصفا وظيفيا خياليا تحلم به في تلك الوظيفة التي تود أن تمارسها، خذ الأمر بجدية، فما تفكر فيه تحصل عليه، أليس كذلك؟ فكر مليا في حياتك العملية لو خلت من الرغبات المادية التي تدفعك إلى الانخراط في معمعة وظيفة محددة، لربما كان تركك للوظيفة أسلم وأنفع وأبرك؟ وابن على كل ذلك، بعد ذلك، خطوات عملية تساعدك في تحويل أحلامك إلى واقعك الحقيقي.
الفكرة التالية تقول: كلما تفكرنا أقل فيما يهم كلما نما قلقنا أكثر، كيف؟ الأرق مثلا، هو عودة الأشياء التي نتناساها أثناء اليوم ومطالبتها بنصيبها في الوقت غير المناسب، مثل الوقت الذي يسبق النوم. لذا يجدر بك أن تكتب كل ما يقلقك في ورقة. فبمجرد أن تكتب ما يقلقك وتحلل أسبابه واحتمالات وجوده سيخف مدى سيطرته عليك لأنك ستكون أكثر تحكما بها، على الأقل سيسكن القلق حيزا واحدا وهو تلك الورقة، بدلا من تركها تحوم وتحوم في داخلك، بعد هذا ستتعلم كيف يمكنك أنا تنام بعيدا، مجددا قد يستغرق الأمر ربع ساعة فقط.
أخيرا، إن الحياة الدنيا أم العجلة، ولقد خُلق الإنسان من عجل، وهو يخفق في تخصيص وقت لما يهمه حقا. وهنا كانت محاولة لرصد بعض الأشياء التي يمكننا ولو في ربع الساعة تأملها. وهذه المدة ليست بالطويلة، وهذا هو جوهر الأمر، إنه وقت كاف لأنفسنا تجاه بعض الأمور ذات الأولوية مثل المذكورة أعلاه. ثم إن تأملك في ذرات الرمل البطيئة/السريعة وهي تعبر من حيز إلى آخر أمر باذخ الجمال لتراه، أليس كذلك؟ والحمد لله رب العالمين.