عودة المزارات تهدد بكارثة في إيران

ناشطون يحذرون من قرار رشيديان باستئناف الذهاب للأضرحة في العراق وسوريا
ناشطون يحذرون من قرار رشيديان باستئناف الذهاب للأضرحة في العراق وسوريا

الثلاثاء - 14 أبريل 2020

Tue - 14 Apr 2020

حذر نشطاء من كارثة جديدة تشهدها إيران في الفترة المقبلة في حال عودة فتح المزارات، بعدما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي رضا رشيديان أن التخطيط يجري لاستئناف الزيارة إلى العتبات والأضرحة في العراق وسوريا، مع مراعاة الشروط الصحية.

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية أمس عنه القول «لقد قمنا بإعداد بروتوكولات حول إيفاد الزوار إلى العتبات في العراق وسوريا، وقدمناها لهما لنشهد استئناف السفر المتبادل بين إيران وهذين البلدين في ظل التنسيق والتعاطي والتزام شروط الصحة والسلامة وتحسن الظروف الناجمة عن تفشي فيروس كورونا».

يذكر أن إيفاد الزوار الإيرانيين إلى العتبات في العراق وسوريا متوقف منذ نحو شهرين بسبب تفشي فيروس کورونا، في الوقت الذي تتصدر فيه إيران دول المنطقة في أعداد حالات الإصابة والوفيات من جراء فيروس كورونا، حيث تقترب من 5 آلاف وفاة، وفقا للأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة.

بؤرة المرض

وتحولت مدينة قم الإيرانية التي تكثر فيها المزارات والأضرحة والمراقد إلى بؤرة انتشار الفيروس من البداية في إيران، حيث وصل بعدها إلى العراق ولبنان ودول خليجية عبر نقله من قبل إيرانيين قدموا إلى تلك الدول وهم يحملون الفيروس، أو عبر مواطنين عرب أو خليجيين كانوا في زيارات دينية بإيران وعادوا مصطحبين «كورونا» معهم.

وفي فبراير الماضي، ظهر أحد الرجال في فيديو انتشر على مواقع التواصل يقول «لا آبه بكورونا، يقولون إن هذا الضريح قد ينقل لنا الفيروس بسبب احتمال أن يكون مصاب ما قد لمسه في وقت سابق، لكنني لا أكترث، أريد أن أصاب إذن»، وأعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية، اعتقال صاحب المقطع المصور الذي لعق «ضريح الإمام الثامن لدى الشيعة وهو الإمام الرضا»، في مدينة مشهد، ووصف القضاء الإيراني هذا التصرف بأنه «غير مألوف»، فيما حذر رجال دين إيرانيين من تلك التصرفات، لكن يبدو أن هذه التصرفات لها انتشار كبير لدى زائري العتبات، حيث ظهرت مقاطع أخرى لأشخاص يقومون بلعق وتقبيل بوابات الصحن الرضوي في مشهد، ولآخرين في قم.

النفوذ الإيراني

ورغم أن العراق كان من أوائل الدول التي تحركت لمنع قدوم الفيروس من إيران، حيث وجهت وزارة الصحة العراقية تعليمات إلى حرس الحدود لإغلاق جميع المعابر الحدودية أمام جميع القادمين من إيران باستثناء حاملي الجنسية العراقية، في فبراير الماضي، فإن بعضها لم تغلق فعليا، بحسب موقع «قناة الحرة» الأمريكية.

ويرجح مراقبون أن السبب يعود إلى أن النفوذ الأمني والسياسي الإيراني في العراق أكبر من جميع القرارات التي يمكن أن تخرج عن الحكومة أو أي جهة رسمية، وهو غالبا ما أدى لانتقال حالات عدة من الأراضي الإيرانية إلى العراقية.

وكانت أولى حالات الإصابة في العراق من طالب إيراني بإحدى المدارس الشيعية في مدينة النجف ومنه انتشر الفيروس في المدينة، ووصل الفيروس إلى محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق بعد رحلة عادت من إيران، حيث أعلن الإقليم عن 5 إصابات ثم توفي واحد منهم.

جدل الأضرحة

ويعتقد متابعون للشأن الإيراني أن إغلاق العتبات والأضرحة أمر لم يكن بالسهولة على الحكومة الإيرانية، وسط خرافات من أن التبرك قد يشفي من فيروس كورونا، مما سيزيد عدد مريديها وفي المقابل سيزيد من العوائد المادية الضخمة التي ترجع إلى العتبات المقدسة، حيث إن منها من يملك مصارف وفنادق ومطاعم.

ويظهر من إعادة افتتاح بعض المراقد من قبل الشخصيات المرجعية أن السلطات العراقية أضعف نفوذا منها، وكما هو الأمر في إيران، فإن إغلاق العتبات والأضرحة سيتسبب بخسائر مادية كبيرة للمرجعيات الدينية، خصوصا من التبرعات الهائلة التي يمنحها الزائرون.