السعودية تجمع المنتجين اليوم لإنقاذ سوق النفط

للمرة الأولى مشاركة منتجين رئيسيين جدد وأمريكا حاضرة في اجتماع وزراء طاقة العشرين
للمرة الأولى مشاركة منتجين رئيسيين جدد وأمريكا حاضرة في اجتماع وزراء طاقة العشرين

الأربعاء - 08 أبريل 2020

Wed - 08 Apr 2020

يترقب العالم اليوم نتائج الاجتماع المزمع عقده من أجل تخفيض كبير في كميات النفط التي تنتجها دول منظمة أوبك والمنتجون خارجها (أوبك +) بهدف إعادة التوازن لسوق النفط العالمي ودعم وصول الأسعار إلى مستويات عادلة مرضية للمنتجين والمستهلكين.

وتوقع مختصون ألا يقل الخفض عن 10 ملايين برميل يوميا، حيث يشارك في الاجتماع وعلى أعلى المستويات منتجون رئيسيون من خارج أوبك، وستكون أمريكا حاضرة في اليوم التالي في اجتماع وزراء الطاقة لدول العشرين.

وكان وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أكد في وقت سابق أن سياسة المملكة البترولية تقضي بالعمل على توازن الأسواق واستقرارها بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، منوها بأن المملكة بذلت جهودا كبيرة مع دول «أوبك+» للحد من وجود فائض في السوق البترولية ناتج عن انخفاض نمو الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا الطرح وهو ما اقترحته المملكة ووافقت عليه 22 دولة، لم يلق قبولا لدى الجانب الروسي، وترتب عليه عدم الاتفاق.

أوضاع استثنائية

ورجح محلل أسواق الطاقة سلمان العساف أن يتجاوز الخفض 10 ملايين برميل يوميا بعد أن انهارت الأسعار بنسبة 60% وتضرر من ذلك جميع المنتجين وتوقف كثير من الشركات عن الإنتاج نتيجة ارتفاع التكلفة قياسا بالعائد، مشيرا إلى أن تكاليف مواجهة جائحة كورونا تضغط باتجاه سعي دول خارج أوبك إلى إنجاح اجتماع اليوم، متوقعا أن ترتفع الأسعار بنسبة 20% بعد اتفاق الخفض، حيث الأوضاع الآن استثنائية نتيجة انكماش الاقتصاد العالمي وتهاوي أسواق المال نتيجة تداعيات كورونا، ولو كانت الأوضاع عادية لكانت توقعات الارتفاع يمكن أن تصل 30% .

إعادة التوازن

وأشار المحلل الاقتصادي والنفطي فهد الثنيان إلى أن المملكة كانت واضحة في دعوتها إلى عقد اجتماع عاجل لدول أوبك+ ومجموعة من الدول الأخرى، سعيا للوصول إلى اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية؛ وهذه العدالة تستلزم مشاركة جميع المنتجين قولا وفعلا؛ ثم تترجم في الوصول إلى سعر عادل للمنتجين والمستهلكين في آن معا في سبيل ضمان مستويات سعرية تسهم في إنعاش الاقتصاد العالمي الذي بدأ عاما جديدا بصدمة كورونا التي ألقت بظلالها على جانب الطلب كذلك.



‏حضور لأول مرة

وأفاد الثنيان بأن مبادرة عدد من الدول بالمشاركة في اجتماع أوبك+ والحضور للمرة الأولى ومنها كندا والنرويج تأتي نتيجة التأثير البالغ لانخفاض الأسعار على اقتصاداتها، كما أن الولايات المتحدة ستكون حاضرة في اجتماع اليوم التالي بين وزراء الطاقة في دول مجموعة العشرين.

ولفت إلى أن توقعات الرئيس الأمريكي بأن تقوم أوبك+ بخفض ما لا يقل عن 10 ملايين برميل يوميا تعادل المطالبة بخفض يقارب 25% من إنتاج هذا التحالف في شهر يناير السابق والذي بلغ 41 مليون برميل يوميا؛ بل وقد لا تبدو منطقية وعادلة خاصة إذا لم يكن هناك مشاركة ملموسة قادمة من طرف بقية المنتجين الذين يمثلون 60% من حجم الإنتاج العالمي.

مساهمة الصخري

وقال الثنيان إنه ينبغي على شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة أن تبدي مرونة أكبر وتعي أنها بمفردها قد أضافت ما يتجاوز 3 ملايين برميل يوميا منذ عام 2016، وهذا مقابل خفض إنتاج أوبك بمقدار 4 ملايين برميل يوميا، وأن عدم مساهمتها في تنظيم مستويات الإنتاج خاصة في ظل التأثر الكبير للطلب نتيجة تفشي فيروس كورونا لن يدعم الأسعار كثيرا ما سيبقيها تراوح في دائرة خطر الخروج الإجباري لعدم قدرتها على تغطية تكاليفها، وبالتالي تكبيد الاقتصاد الأمريكي خسارة المزيد من الوظائف، وهو الذي فقد للتو ما يتجاوز 700 ألف وظيفة في شهر مارس ليرتفع معدل البطالة من 3.5% إلى 4.4% خلال شهر مارس فقط.

إعادة التوازن

بدوره أكد عضو لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى الدكتور فهد بن جمعة أن موافقة روسيا أخيرا للجلوس على طاولة المفاوضات موقف عقلاني طالما دعت إليه المملكة لحل مسألة حرب الأسعار التي لم تبدأها المملكة، كما أن المشاركة الواسعة للمنتجين الآخرين من خارج أوبك تدل على الضرر الكبير الذي لحق بالجميع ، حيث لا مصلحة لأحد في تهاوي الأسعار .

وأفاد ابن جمعة بأن النفط الصخري ليس منافسا للنفط السعودي الذي معظمه من النوع الثقيل، وبالرغم من أن الشركات الأمريكية المنتجة للنفط شركات خاصة مستقلة والقوانين الأمريكية تمنع الاحتكار والاتفاقات الاحتكارية، فإن جميع المنتجين هم في مركب واحد الآن، والمطلوب الضغط باتجاه أكبر خفض لصالح ارتفاع الأسعار، والذي هو في مصلحة المنتجين الأمريكيين أيضا.

وأشار ابن جمعة إلى أن هدف دعوة المملكة هو الوصول إلى اتفاق عادل بين منتجي أوبك بلس من أجل المحافظة على توازن السوق الذي يحتاج إلى خفض كبير، حيث إن الفائض في المعروض الذي كان سيصل إلى 25 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، كما أوضحت وكالة الطاقة الدولية إن لم يحصل انفراج.

الخفض من الجميع

وذكر المحلل النفطي الدكتور محمد الصبان أن روسيا التي وافقت أخيرا على عقد اجتماع أوبك + اليوم تعلم تضحيات السعودية في سبيل استقرار سوق الطاقة، حيث أقرت في عام 2016 أن الاستمرار في طرح كميات كبيرة من النفط سيكون له انعكاسات خطيرة على اقتصادها فكان اتفاق خفض الإنتاج الذي كان برغم عدم عدالته للسعودية إلا أن المملكة التزمت به لانتشال الأسعار من الهاوية التي أوصلت السعر إلى ما دون 50 دولارا .

ولفت الصبان إلى أن عرض روسيا التي تنتج 11.2 مليون يوميا الاستغناء فقط عن كمية 200 ألف برميل فقط لم يكن عادلا، ولا بد من تحمل خفض أكبر من أجل نجاح الاجتماع الذي يترقبه العالم اليوم، والأمر كذلك يوجه للشركات الأمريكية والنرويج وكندا وغيرها والتي ترغب في تحسن الأسعار.