وفي أنفسنا مراجعة
دبس الرمان
دبس الرمان
الأحد - 26 يونيو 2016
Sun - 26 Jun 2016
لم يفت الأوان بعد، ما زال بإمكانك اللحاق بركب رمضان. قد تكون ما زلت تشعر بالبرود، وقد تكون ما زلت تشعر بالغرابة. وقد يكون دخول العشر الأواخر سبب ضغطا أشعرك بالبعد أكثر وبصعوبة الاندماج أكثر. وربما البرامج الدينية والبرودكاست حولك تشعرك بالذنب السلبي الذي يبعدك بدلا من أن يقربك. لذا دع عنك كل هذا. واعلم أن لكل شخص تركيبته النفسية، وأن عمل الصالحات والذي هو المقصد الأول لكل الشرائع السماوية، مختلف ومتنوع بقدر اختلافاتنا وتنوعاتنا. فأكثر من عمل الصالحات سواء كانت إخلاصا وإحسانا مضاعفا في عملك، أو علما تنفع به أحدا، أو أهلا وأقرباء تسعى في حاجاتهم، أو وقتا أعطيته لأحدهم فجبرت به خاطره. وكل ما عليك هو أن ترفع رأسك مبتسما تجاه السماء وتقول بصدق (فعلتها لك يا الله).
بدأت بوادر الأزمات السياسية تحل على القارة الأوروبية. ولكن الغريب هو تلك العبارات والمنشورات الشامتة التي بدأت في الانتشار والتصدر في قنوات التواصل الاجتماعي. والأنكى صدورها أو تداولها من أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة. ولكنها الحماسة لانتصارات زائفة تغمر البعض حين وقوع المصائب في الغرب بحجة أنهم هم سبب تشتتنا وضعفنا ومشاكلنا، ضاربين عرض الحائط مكتسبات الحضارات الحديثة في الأقوال والأفعال، ومتناسين وقفات الشعوب الغربية معنا في أزماتنا ودفاعهم عن الحقوق الإنسانية، في حين أن شعوبنا كانت «تتخابط» مع بعضها بعضا. وغافلين عن جحافل الهجرات السابقة واللاحقة التي تعيش في الغرب بكل كرامة ومساواة. فكيف نجرؤ أن نشمت من أزمتهم السياسية ونحن يخرج من بيننا من يقتل أمه وأباه وإخوته وأقاربه بسبب لوثة الدين وفراغ الفكر وقسوة القلب. كيف لنا أن نشمت ونحن ما زلنا نحاول الصعود من أزماتنا الإقليمية. كيف لنا أن نشمت بجهل عن التبعات التي ستطال العالم كله سلبيا سواء اقتصاديا أو سياسيا. كيف لنا أن نشمت ونحن مسلمون، يفترض أن مبدأنا هو التسامح ورسالتنا هي الرحمة.
ما زالت رياح التغيير الموسمية تطال أنفسنا وفي من حولنا ما حسبناه لا يتغير قط. عائدة بالمذنب من غياهب التيه. وعاصفة بالمتدين في دهاليز الحيرة والتساؤل. وها هي تعصف على أصقاع من المعمورة حسبناها لا تتغير ولا تتبدل. مخبرة إيانا أن لا بقعة في الأرض بمنأى عن العواصف. وأن عجلة الصدارة ما زالت تدور صاعدة بالبعض نحو الآفاق ونازلة بآخرين نحو الأفول. وأن كل ما علينا هو التفكر والعمل والأهم استيعاب الدروس.
هبة زهير قاضي
[email protected]
بدأت بوادر الأزمات السياسية تحل على القارة الأوروبية. ولكن الغريب هو تلك العبارات والمنشورات الشامتة التي بدأت في الانتشار والتصدر في قنوات التواصل الاجتماعي. والأنكى صدورها أو تداولها من أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة. ولكنها الحماسة لانتصارات زائفة تغمر البعض حين وقوع المصائب في الغرب بحجة أنهم هم سبب تشتتنا وضعفنا ومشاكلنا، ضاربين عرض الحائط مكتسبات الحضارات الحديثة في الأقوال والأفعال، ومتناسين وقفات الشعوب الغربية معنا في أزماتنا ودفاعهم عن الحقوق الإنسانية، في حين أن شعوبنا كانت «تتخابط» مع بعضها بعضا. وغافلين عن جحافل الهجرات السابقة واللاحقة التي تعيش في الغرب بكل كرامة ومساواة. فكيف نجرؤ أن نشمت من أزمتهم السياسية ونحن يخرج من بيننا من يقتل أمه وأباه وإخوته وأقاربه بسبب لوثة الدين وفراغ الفكر وقسوة القلب. كيف لنا أن نشمت ونحن ما زلنا نحاول الصعود من أزماتنا الإقليمية. كيف لنا أن نشمت بجهل عن التبعات التي ستطال العالم كله سلبيا سواء اقتصاديا أو سياسيا. كيف لنا أن نشمت ونحن مسلمون، يفترض أن مبدأنا هو التسامح ورسالتنا هي الرحمة.
ما زالت رياح التغيير الموسمية تطال أنفسنا وفي من حولنا ما حسبناه لا يتغير قط. عائدة بالمذنب من غياهب التيه. وعاصفة بالمتدين في دهاليز الحيرة والتساؤل. وها هي تعصف على أصقاع من المعمورة حسبناها لا تتغير ولا تتبدل. مخبرة إيانا أن لا بقعة في الأرض بمنأى عن العواصف. وأن عجلة الصدارة ما زالت تدور صاعدة بالبعض نحو الآفاق ونازلة بآخرين نحو الأفول. وأن كل ما علينا هو التفكر والعمل والأهم استيعاب الدروس.
هبة زهير قاضي
[email protected]