قطط الحارة وكورونا
الأحد - 05 أبريل 2020
Sun - 05 Apr 2020
التاسعة مساء وقت منع التجول، الشوارع خالية والمدينة تغفو على حضن الليل الطويل.
اجتمعت قطط إحدى الحارات استجابة لرغبة الأغلبية منهم تريد أن تعرف ماذا حل بهذا العالم؟ أين اختفى ساكنو المنازل ليلا فجأة وبلا مقدمات؟ أين السيارات التي تمر مسرعة ونحن نقطع الطريق؟ أين الأطفال الذين يباغتوننا بين فينة وأخرى؟ هل استوطنوا كوكبا آخر ولم يخبرونا؟! أليس من حقنا أن يتم إخبارنا لنغادر معهم، صاح أكبرهم سنا ينادونه القطط بالفيلسوف، وهو في حقيقته قط معدم يواجه صعوبة في النوم، بل لا ينام مطلقا، قال: بالتأكيد عرفوا قيمة النوم ليلا وأصبحوا ينامون مبكرا، بدليل أنهم يخرجون نهارا أحيانا ويتنقلون بشكل طبيعي، قال قط عرف عنه أنه متشائم: أخالفك الرأي إن البشر اكتشفوا اختراعا يخفيهم عن أعيننا، وأصبحوا يطيرون ولا نراهم أبدا، يالمعشر القطط المساكين لا أحد يريدنا في هذا الكوكب البائس.
اعتدل من جلسته قط يجلس على سيارة تالفة وضعت البلدية أمرا بالإزالة عليها قبل خمس سنوات ولم تزل بعد: لا إن البشر يواجهون أمرا مهولا بالتأكيد، بدلالة أن مؤونتنا من الطعام لم تنقطع، بل ازدادت بطعام شهي يتم إعداده بالمنازل، تبا لأكل المطاعم فهو سبب سمنتي الآن، ما جرى أنهم باتوا لا يخرجون للتبضع إلا نهارا ويأكلون ليلا.
قال قط قارئ مكانه أمام منزل رجل مثقف لا يرمي له إلا الصحف اليومية والأوراق وعلب الشاي الفارغة: قرأت أن هناك فيروسا شريرا لا يبقي ولا يذر أتى زاحفا من الصين، واجتاح الأرض بأكملها. ارتعب القطط وتباعدوا، قال وهو يطمئنهم: هو لا يصيب القطط، أتى للإنسان من تلك الخفافيش الشريرة التي لطالما حلمنا لو أن للقطط أجنحة لتطير وتمسك بها وتفترسها، تبا الأحلام لا تستجيب لرغباتنا الأحلام عصيّة دائما، أكمل وهو ينفض الغبار عن جسده: أصحاب نظرية المؤامرة يقولون بأن الفيروس اجتاح العالم بمؤامرة شريره ليعاد ترتيب العالم من جديد، وتلك مقولة تشبه مقولتي بأن مروحة السيارة خلقت لتحارب القطط وتحولهم إلى أشلاء حين نبيت بها في فصل الشتاء.
قاطعه قط شاعر "قلبه أخضر" وقال: علينا أن ننقذ القطط الجميلات التي تسكن مع الإنسان في منزله، فأنا عاشق لقطة تسكن في منزل بآخر الشارع، ضحكت جميعا ورفعت أيديها تنشد السلامة للإنسان ليشعر بأمان، وغادرت للزوايا والأرصفة تستمع لحكاية المدينة والصمت والليل الطويل!
اجتمعت قطط إحدى الحارات استجابة لرغبة الأغلبية منهم تريد أن تعرف ماذا حل بهذا العالم؟ أين اختفى ساكنو المنازل ليلا فجأة وبلا مقدمات؟ أين السيارات التي تمر مسرعة ونحن نقطع الطريق؟ أين الأطفال الذين يباغتوننا بين فينة وأخرى؟ هل استوطنوا كوكبا آخر ولم يخبرونا؟! أليس من حقنا أن يتم إخبارنا لنغادر معهم، صاح أكبرهم سنا ينادونه القطط بالفيلسوف، وهو في حقيقته قط معدم يواجه صعوبة في النوم، بل لا ينام مطلقا، قال: بالتأكيد عرفوا قيمة النوم ليلا وأصبحوا ينامون مبكرا، بدليل أنهم يخرجون نهارا أحيانا ويتنقلون بشكل طبيعي، قال قط عرف عنه أنه متشائم: أخالفك الرأي إن البشر اكتشفوا اختراعا يخفيهم عن أعيننا، وأصبحوا يطيرون ولا نراهم أبدا، يالمعشر القطط المساكين لا أحد يريدنا في هذا الكوكب البائس.
اعتدل من جلسته قط يجلس على سيارة تالفة وضعت البلدية أمرا بالإزالة عليها قبل خمس سنوات ولم تزل بعد: لا إن البشر يواجهون أمرا مهولا بالتأكيد، بدلالة أن مؤونتنا من الطعام لم تنقطع، بل ازدادت بطعام شهي يتم إعداده بالمنازل، تبا لأكل المطاعم فهو سبب سمنتي الآن، ما جرى أنهم باتوا لا يخرجون للتبضع إلا نهارا ويأكلون ليلا.
قال قط قارئ مكانه أمام منزل رجل مثقف لا يرمي له إلا الصحف اليومية والأوراق وعلب الشاي الفارغة: قرأت أن هناك فيروسا شريرا لا يبقي ولا يذر أتى زاحفا من الصين، واجتاح الأرض بأكملها. ارتعب القطط وتباعدوا، قال وهو يطمئنهم: هو لا يصيب القطط، أتى للإنسان من تلك الخفافيش الشريرة التي لطالما حلمنا لو أن للقطط أجنحة لتطير وتمسك بها وتفترسها، تبا الأحلام لا تستجيب لرغباتنا الأحلام عصيّة دائما، أكمل وهو ينفض الغبار عن جسده: أصحاب نظرية المؤامرة يقولون بأن الفيروس اجتاح العالم بمؤامرة شريره ليعاد ترتيب العالم من جديد، وتلك مقولة تشبه مقولتي بأن مروحة السيارة خلقت لتحارب القطط وتحولهم إلى أشلاء حين نبيت بها في فصل الشتاء.
قاطعه قط شاعر "قلبه أخضر" وقال: علينا أن ننقذ القطط الجميلات التي تسكن مع الإنسان في منزله، فأنا عاشق لقطة تسكن في منزل بآخر الشارع، ضحكت جميعا ورفعت أيديها تنشد السلامة للإنسان ليشعر بأمان، وغادرت للزوايا والأرصفة تستمع لحكاية المدينة والصمت والليل الطويل!