برلماني إيراني يتوقع حربا مع أمريكا

البنتاجون يخطط للانتقام من الميليشيات العراقية المتحالفة مع نظام الملالي
البنتاجون يخطط للانتقام من الميليشيات العراقية المتحالفة مع نظام الملالي

السبت - 04 أبريل 2020

Sat - 04 Apr 2020

فيما عادت نظرية المؤامرة لتطل من جديد على المشهد في إيران بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد، أكد نائب برلماني إيراني أن بلاده تقترب من الدخول في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب التصعيد الذي تشهده الساحة العراقية في الفترة الماضية.وأشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، إلى أن الحرب قد تندلع بسبب «طرف ثالث»، مما اعتبره ظلما للطرفين، وحذر من التجاوب مع التوترات التي قد تجر إلى الحرب. وقال «المشكلة الأساسية هي أن البلدين يستقيان معلوماتهما من معسكر الخصم بشكل غير مباشر وعن طريق الأطراف الثالثة

نظرية المؤامرة

وعادت نظرية المؤامرة بقوة على لسان مسؤولين إيرانيين، وألقى أحد رجال الدين في إيران باللائمة على الولايات المتحدة، بصنع الفيروس الذي سجل في أمريكا أعلى نسبة إصابات حول العالم. وقال مهدي طائب، رئيس مقر عمار الإيراني «الولايات المتحدة هي التي صنعت کورونا، وذلك لقطع خط البصيرة الدينية والإرشاد الإلهي، بعدما رأت أن إيران أصبحت شعلة لإرشاد العالم».

وأضاف، بحسب ما نقلت شبكة إيران إنترناشيونال «العلم ينتشر من قم إلى العالم، وقد فهموا هذا جيدا فأتوا لإطفاء هذه الشعلة»، في حين قال مصطفى معين، رئيس مجلس النظام الطبي، السبت، إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة فشلت في مواجهة أزمة كورونا، مضيفا أن وضع إيران وإيطاليا متماثلان، مستدركا «لكن الإيطاليين أقروا بضعفهم، أما حكومتنا فتقول إن تجربتها نموذجية وتقدم المشورة للدول الأوروبية».

تحذيرات متبادلة

وجاءت تصريحات فلاحت بيشة عقب التحذيرات المتبادلة بين طهران وواشنطن حول احتمال اندلاع مواجهة بين القوات الأمريكية والميليشيات التابعة لإيران في العراق، وبعدما أشارت أنباء إلى تحركات للقوات الأمريكية من أجل مواجهات الميليشيات الموالية لطهران في العراق، وهو ما دفع الخارجية الإيرانية إلى إصدار بيان ذكرت فيه أن التحركات العسكرية الأمريكية في العراق من شأنها أن تؤدي إلى «عدم استقرار كارثي» في المنطقة.

ونقلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي جزءا من قواتها من بعض القواعد العسكرية العراقية وزادت عدد أنظمة باتريوت المضادة للدفاع الجوي، أحدها في قاعدة عين الأسد، وفقا لتقارير صحفية.

وأكدت مصادر أمريكية خلال الأيام الأخيرة أن البنتاجون يخطط للانتقام المحتمل من الميليشيات العراقية المتحالفة مع النظام الإيراني، بما في ذلك القضاء على ميليشيات «كتائب حزب الله»، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

حرب طهران

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامة، قبل أيام عدة، إن «فيروس كورونا قد يكون ناتجا عن هجوم بيولوجي أمريكي». كما رأى في حينه، بحسب ما أفادت وكالة «إيسنا» للطلبة الإيرانيين، أن «إيران تخوض الآن حربا ضد فيروس كورونا الذي قد يكون نتيجة هجوم بيولوجي يستهدف الصين وإيران أولا ومن ثم سائر النقاط».

وأبدى سلامة بعد أسابيع استعداد طهران لمساعدة الولايات المتحدة في مواجهة كوفيد - 19. وقال في كلمة له بثها التلفزيون الإيراني في 25 مارس»في حين يعاني الأمريكيون من تفشي كورونا وغير قادرين على حماية شعبهم، فأنا أقول لهم إن كان الشعب الأمريكي بحاجة إلى مساعدة فإننا مستعدون لهذا الأمر، لكننا لسنا بحاجة إلى مساعدتكم».

لا لرفع العقوبات

وفي الجانب الأمريكي حث نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق جاك كين، الرئيس ترمب على الحفاظ على العقوبات المفروضة على إيران حتى مع تفشي فيروس كورونا المستجد، موضحا أن طهران لم تكن بهذا الضعف من قبل.

وأشار في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، إلى أنه على على الولايات المتحدة ألا تتخلى عن العقوبات على الإطلاق، بل على العكس، عليها بحث فرص زيادتها، لأن الإيرانيين لم يكونوا أبدا كما هم الآن، بحسب تعبيره.

وقال كين إن تفشي كوفيد 19 أدخل الشعب الإيراني في مأزق وهم يكافحون في مواجهة الأزمة، كاشفا أن النظام في طهران كان قبل تفشي كورونا محبطا للغاية من الرئيس ترمب، وغدا اليوم أكثر من ذلك، معللا بأن السلطات لم تتعامل مع الوباء بحكمة وشفافية ولم تحم

سكانها.

تصاعد التوتر

وتصاعدت الأعمال العدائية بين إيران والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة بعد مهاجمة إيران الملاحة البحرية العالمية، والرد الأمريكي بمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أوائل يناير الماضي، بعد هجوم صاروخي في أواخر ديسمبر الماضي أودى بحياة مقاول أمريكي في شمال العراق، لتتوالى بعد ذلك الهجمات، ومن بينها هجوم على السفارة الأمريكية في بغداد.

وعاد الوضع للتوتر بشكل كبير في الأيام الماضية بعد الهجمات العنيفة التي قامت بها إيران والميليشيات التابعة لها على القوات الأمريكية في العراق، ومعسكرات التحالف الدولي، مع توقع مزيد من الهجمات.