فواز عزيز

أزمة «كورونا».. بين النجاح والعزلة

السبت - 04 أبريل 2020

Sat - 04 Apr 2020

الأزمات تكشف واقع الحال والإمكانات المتوفرة والقدرات على استغلال الإمكانات.. فمن نجح؟ ومن أدى الواجب؟ ومن دخل في «عزلة» وكأنه بلا دور ولا مسؤولية؟

في أزمة كورونا نجحت الحكومة السعودية في اتخاذ إجراءات احترازية عديدة، كان لها الدور الأكبر في السيطرة على الوضع قبل تفشي الفايروس، وخروج الأمر عن السيطرة وإحداث آثار سيئة على النظام الصحي والوضع الاقتصاد، كما حدث في عديد من دول أوروبا وما يحدث الآن في أمريكا، وتحديدا في نيويورك من تفش للفايروس حتى بلغ عدد الإصابات أرقاما يصعب على القطاعات الصحية التعامل معها معا، وتسبب بنقص في الأدوات والمستلزمات الطبية في بعض مستشفيات تلك الدول!

• من مؤسسات الدولة التي نجحت:

1. وزارة الصحة: أداء راق، احتياطات مبكرة، خدمات صحية منزلية و»عن بعد» بكفاءة، شفافية ومصداقية إعلامية، تجاوب وتفاعل سريعان، توعوية متواصلة.

2. وزارة الشؤون البلدية: رقابة عالية، حملات تعقيم وتنظيف.

3. وزارة التجارة: نشاط رقابي، مصداقية ووضوح إعلامي، تقارير تجارية يومية لتوفر السلع الغذائية وتوجيه المتسوقين للأوقات المناسبة للبعد عن الزحام، آليات وأنظمة جديدة وطارئة للتباعد الاجتماعي أثناء التسوق.

4. وزارة الداخلية: أثبتت أنها كانت سباقة في الخدمات الالكترونية، إذ إن إغلاق أماكن العمل في كثير من الإدارات التابعة لها لم يخفض الإنتاجية وإنجاز المعاملات، كما تولت بمؤسساتها الأمنية مهام الجانب الأمني الكبير والحساس خلال «منع التجول»، مما أدى إلى نجاح تنفيذ القرار باحترافية عالية.

5. وزارة الإعلام: عمل احترافي عبر «غرفة العمليات الإعلامية لمتابعة مستجدات كورونا»، بتقديم الأخبار المحلية والدولية وتقارير الرصد والتحليل واللقاءات التلفزيونية، وترجمة كثير منها إلى اللغات الأجنبية، إضافة إلى تميز كبير لاحظته في قناة «الإخبارية» التي أثبتت كفاءة الإعلام السعودي بكوادره، وحساب «التواصل الحكومي» الذي يقدم كل محتوى إعلامي مهم بقوالب حديثة وإخراج فني راق.

6. وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات: قدمت البنية التحتية والأساسية، لسير العمل عن بعد وتقدم الخدمات الالكترونية والتعلم الالكتروني.

7. كثير غير ما سبق من مؤسسات الدولة التي قدمت عملا راقيا ومحترفا ولا تزال.

• مؤسسات الدولة قدمت دورها باحترافية، وبقي دور المواطن في مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعدم المخالطة والاستمرار في التباعد الاجتماعي، حتى نقضي على وجود الفايروس بيننا، فالأرقام أثبتت أن أغلب الإصابات ليست من القادمين من خارج البلاد - رغم أنه كان سبب بداية الانتشار - بل أكثر المصابين حاليا بسبب المخالطة.

(بين قوسين)

• الجامعات تعيش في «عزلة» عن الحدث العالمي، ولم يكن لكليات التخصصات الصحية أي دور، وكأن تعليق الدراسة تعليق للأبحاث والدراسات، وتعطيل وظائف الجامعة «الثانية: البحثية، والثالثة: خدمة المجتمع» بعد أن تحولت وظيفتها «الأولى: التدريس» إلى الكترونية.

• جائحة «كورونا» فرصة ثمينة لكليات الطب والتخصصات الصحية لأن تعمل وتمارس الأبحاث وتدرب طلابها على البحث العلمي، وتبرز الكفاءات فيها، لكنها لم تفعل ذلك، رغم أن وزارة التعليم أقامت في 25 فبراير الماضي ملتقى «مشاريع التعاون الدولي البحثية للأمراض المعدية»، تحت شعار «نحو تنمية بحثية مستدامة» وتطرق إلى «كورونا»، بحضور كل الجامعات!

• وعلى ذكر الجامعات، المتابع للأخبار كل يوم يشاهد في بداية أخبار كورونا بأمريكا اسم جامعة «جون هوبكنز» التي تقدم المعلومات الطبية والإحصاءات عن المرض، وأصبحت مصدرا إخباريا، كما خصصت صفحة على موقعها لمستجدات ذلك!

• لا أطمح أن تكون لدينا مثل جامعة «جون هوبكنز»، بل أطمح أن أرى جامعاتنا تستغل إمكانات وقدرات باحثيها وأساتذتها وطلابها فيما يخدم المجتمع والوطن في هذه الظروف.

• جامعاتنا لم تتنافس في تقديم البحوث العلمية والدراسات الطبية، لكنها تتنافس في إعادة نشر منشورات وزارة الصحة حول كورونا!

fwz14@