ماذا بعد فيروس كورونا؟
الخميس - 02 أبريل 2020
Thu - 02 Apr 2020
فلاسفة كثيرون اليوم يعلقون على هذا الوباء: الكورونا فيروس (كوفيد 19)، ويِؤكدون الأبعاد الكونية والتغيرات التاريخية التي سوف تعقب هذه الجائحة من أمثال جورجيو أغامبن الإيطالي والمجري بيتر سلوتردايك ونعوم تشومسكي الأمريكي وجاك اتالي في فرنسا وغيرهم.
يكاد يكون هنالك كذلك إجماع بين علماء السياسة والاقتصاد والاجتماع والنفس على أن الإنسانية تمر بمرحلة حاسمة وخطيرة من تاريخها وسوف تتغير الحياة رأسا على عقب، إلى درجة أن تاريخ الإنسان سينقسم إلى ما قبل الكورونا وما بعده.
أكد ابن خلدون من قبل في كتاب العبر والمبتدأ والخبر أن الحافز الأساسي لكتابته التاريخ هو خشيته من ضياع أخبار الأجيال التي انقرضت مع الطاعون، فانكب على حفظ الذاكرة للأجيال القادمة، إذ لو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن الطاعون الأسود قد ضرب القارة الأوروبية وشمال أفريقيا بين سنتي 1348 و1352 وقضى على ثلثي سكان أوروبا وكل ثروتها من المواشي، مما أجبر سكان الأرياف والمزارعين على النزوح إلى المدن التي أنشؤوها، خاصة في إيطاليا وهولندا فازدهرت بذلك الصناعات التقليدية والتجارة. ولعل هذا الوباء هو الذي قضى فعلا على النظام الإقطاعي وأدى إلى بروز عصر النهضة الأوروبية.
حين ظهرت الأنفلونزا الإسبانية سنة 1918 في كل من أمريكا وأوروبا وآسيا وقتلت نحو 100 مليون نسمة أي أضعاف ما أتت عليه الحرب العالمية الأولى، أدى ذلك بدوره إلى تغيرات جيوسياسية كبيرة، حيث تصاعدت الأنظمة الشمولية والشعوبية في معظم دول العالم، والتي غالبا ما تستغل مشاعر الإحباط والغضب التي تسببها الحكومات السابقة التي تثبت فشلها على حماية مواطنيها من الكوارث فتنقض على السلطة السياسية، ويبدو جليا أنها ستحدث تغيرات كبيرة بعد الكورونا، إذ ستنهار العديد من الحكومات خاصة منها التي لم تتمكن من السيطرة على الأوضاع، والتي لم تنجح في الحفاظ على أرواح مواطنيها ولا على لقمة عيش الناجين منهم.
مقابل ذلك فإن الأنظمة الغربية والشركات المتعددة الجنسيات ستلجأ لدرء الصدع الاقتصادي إلى بدائل كثيرة توفرها لها التكنولوجيات المتقدمة، ستسرح الملايين من العمال، وربما تستبدلهم بروبوتات وأدوات وآليات الذكاء الاصطناعي وحواسيب المعطيات الكبرى، مما سيخلق أزمات اجتماعية حادة، وهذا يعني أن الكورونا لن يتسبب في الضحايا والموت فحسب، بل سيؤدي إلى تغيرات جوهرية في الفكر والثقافة والتصورات الكبرى التي تحكم سلوك الفرد والجماعة.
هذا الفيروس بما يشكله من خطر فناء مشترك يؤذن بقيام حرب بين الصين ودول البريكس (البرازيل، روسيا الهند والصين وجنوب أفريقيا) من جهة ودول العالم الغربي والولايات المتحدة من جهة أخرى، وسيكون الاتحاد الأوروبي أكبر ضحية لهذه الحرب، وسيكون له تداعيات كبرى على الخارطة الجيوسياسية العالمية، لكنه سيجبر الإنسان على مراجعة كل مفاهيمه حول البيئة والصحة والأولويات الاقتصادية والسياسية، وحتى بناء التصورات الثقافية والأيديولوجية.
يكاد يكون هنالك كذلك إجماع بين علماء السياسة والاقتصاد والاجتماع والنفس على أن الإنسانية تمر بمرحلة حاسمة وخطيرة من تاريخها وسوف تتغير الحياة رأسا على عقب، إلى درجة أن تاريخ الإنسان سينقسم إلى ما قبل الكورونا وما بعده.
أكد ابن خلدون من قبل في كتاب العبر والمبتدأ والخبر أن الحافز الأساسي لكتابته التاريخ هو خشيته من ضياع أخبار الأجيال التي انقرضت مع الطاعون، فانكب على حفظ الذاكرة للأجيال القادمة، إذ لو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن الطاعون الأسود قد ضرب القارة الأوروبية وشمال أفريقيا بين سنتي 1348 و1352 وقضى على ثلثي سكان أوروبا وكل ثروتها من المواشي، مما أجبر سكان الأرياف والمزارعين على النزوح إلى المدن التي أنشؤوها، خاصة في إيطاليا وهولندا فازدهرت بذلك الصناعات التقليدية والتجارة. ولعل هذا الوباء هو الذي قضى فعلا على النظام الإقطاعي وأدى إلى بروز عصر النهضة الأوروبية.
حين ظهرت الأنفلونزا الإسبانية سنة 1918 في كل من أمريكا وأوروبا وآسيا وقتلت نحو 100 مليون نسمة أي أضعاف ما أتت عليه الحرب العالمية الأولى، أدى ذلك بدوره إلى تغيرات جيوسياسية كبيرة، حيث تصاعدت الأنظمة الشمولية والشعوبية في معظم دول العالم، والتي غالبا ما تستغل مشاعر الإحباط والغضب التي تسببها الحكومات السابقة التي تثبت فشلها على حماية مواطنيها من الكوارث فتنقض على السلطة السياسية، ويبدو جليا أنها ستحدث تغيرات كبيرة بعد الكورونا، إذ ستنهار العديد من الحكومات خاصة منها التي لم تتمكن من السيطرة على الأوضاع، والتي لم تنجح في الحفاظ على أرواح مواطنيها ولا على لقمة عيش الناجين منهم.
مقابل ذلك فإن الأنظمة الغربية والشركات المتعددة الجنسيات ستلجأ لدرء الصدع الاقتصادي إلى بدائل كثيرة توفرها لها التكنولوجيات المتقدمة، ستسرح الملايين من العمال، وربما تستبدلهم بروبوتات وأدوات وآليات الذكاء الاصطناعي وحواسيب المعطيات الكبرى، مما سيخلق أزمات اجتماعية حادة، وهذا يعني أن الكورونا لن يتسبب في الضحايا والموت فحسب، بل سيؤدي إلى تغيرات جوهرية في الفكر والثقافة والتصورات الكبرى التي تحكم سلوك الفرد والجماعة.
هذا الفيروس بما يشكله من خطر فناء مشترك يؤذن بقيام حرب بين الصين ودول البريكس (البرازيل، روسيا الهند والصين وجنوب أفريقيا) من جهة ودول العالم الغربي والولايات المتحدة من جهة أخرى، وسيكون الاتحاد الأوروبي أكبر ضحية لهذه الحرب، وسيكون له تداعيات كبرى على الخارطة الجيوسياسية العالمية، لكنه سيجبر الإنسان على مراجعة كل مفاهيمه حول البيئة والصحة والأولويات الاقتصادية والسياسية، وحتى بناء التصورات الثقافية والأيديولوجية.