نور عادل حكيم

فيتامين (د) ومنع التجوال!

الأربعاء - 01 أبريل 2020

Wed - 01 Apr 2020

مع ظروف انتشار مرض كورونا المستجد ومع ضرورة التزامنا في البقاء داخل منازلنا، نحن معروضون لخطر نقص فيتامين (د) في الجسم، بسبب عدم التعرض لأشعة الشمس، وإن كان نقصه شائعا من قبل فالآن الوضع أكثر خطورة.

كما هو مثبت في إحدى الدراسات البريطانية فإن الإنسان معرض لنقص في فيتامين (د) بصورة كبيرة في فصل الشتاء بسبب غياب أشعة الشمس، كما أن النوم المنتظم والتعرض للشمس بصورة منتظمة مهمان جدا في المحافظة على التواتر اليومي الذي له علاقة مباشرة في تحفيز إنتاج فيتامين (د).

ولتفادي مشكلة زيادة نقص فيتامين (د) أو التقليل من خطورتها، يتطلب من جميع الفئات العمرية التعرض لأشعة الشمس إن كانت هناك فرصة لذلك من خلال الخروج في الفناء المنزلي أو الأسطح الخارجية، ويفضل كشف جزء كبير من الأيدي والأرجل وتعريضه مباشرة للشمس، كما أن الجلوس أو الاتكاء بشكل مائل أفضل من الوقوف بشكل عمودي، لتحفيز الجسم على الاستفادة القصوى، ومنها عدم الإلزام للبقاء فترة أطول تحت الشمس.

ويشير بحث أجري في الرياض إلى أن الوقت المثالي والآمن لتصنيع فيتامين (د) بكميه كبيرة بالتعرض للشمس في فصل الصيف هو ما بين الـ 9 والـ 10:30 صباحا، وما بين الثانية والثالثة بعد الظهر، أما في فصل الشتاء فهو ما بين الـ 10 صباحا و الـ 2 بعد الظهر، علما أنه لا يحتاج الإنسان للتعرض لمدة طويلة، فقد أثبت أن الوقت اللازم للتعرض للشمس في بريطانيا لتصنيع كمية كافية من فيتامين (د) في الجسم خلال فتره الصيف مع كشف 35% من جسم الإنسان هو 13 دقيقة فقط يوميا.

لنفترض أننا نحتاج مدة مماثلة وربما أقل قليلا، حيث إن مملكتنا معرضة للشمس بشكل أقوى بسبب قلة الغيوم في فصل الصيف، علما أننا نحتاج التعرض دون حواجز زجاجية أو قماشية أو مستحضرات جلدية، والتي تحجب الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لتصنيع فيتامين (د).

وعلى الرغم من صعوبة وصول جسم الإنسان إلى احتياجه اليومي المقترح من فيتامين (د) عبر الغذاء فقط، إلا أنه ينصح بمحاولة استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين (د)، مع المداومة على التعرض اليومي للشمس، علما أن الأغذية التي تحتوي على قدر عال من فيتامين (د) هي: أسماك البحر، خاصة سمك الرنجة وأبوسيف والسالمون والتونة، كما أنه يتوفر في البيض والحليب والكبد، وفي بعض الأغذية المنتجة والمدعمة بفيتامين (د) كحليب البقر الطبيعي المدعم بفيتامين (د)، والحليب طويل الأجل، وحليب البودرة، وبعض أنواع رقائق الذرة والقمح للإفطار، مع مراعاة قراءة النشرة البيانية على المنتجات للتأكد من احتوائها على فيتامين (د).

أما إذا كان يصعب التعرض للشمس على كل حال فينصح بضرورة تناول المكمل الغذائي، خاصة إن كان الشخص يعاني من نقص الفيتامين بحسب تحاليل عند مختصين.

المحافظة على نسبة فيتامين (د) في المعدل الطبيعي ضروري جدا للوقاية من الأمراض، وكذلك للوقاية من أمراض الرئة المزمنة، حيث إن الالتهابات الرئوية أقل شيوعا لدى الأشخاص الذين لديهم فيتامين (د) معتدل أو مثالي مقارنة بالأشخاص منخفضي هذا الفيتامين.

الاهتمام بمعالجة نقص فيتامين (د) في جسم الإنسان لا تقل أهمية عن الاعتناء به في حالة تعرضه لوعكة صحية، حيث إن تبعات نقص الفيتامينات قد تكون مضاعفات غير محمودة لا سمح الله، نتمنى من الله أن يلطف بشعوبنا العربية والإسلامية في ظل هذه الجائحة المنتشرة.