54 هاربا يشغلون طهران عن كورونا

السلطات الأمنية تبحث عن 56 هاربا وتواجه تمردا كبيرا كورونا يتسرب داخل الزنازين ويصيب الآلاف بحالة ذعر اشتباك بين المعتقلين والحراس يسفر عن حرق أحد السجون إسماعيلي كشف عن إجازة تستمر شهرا واستثنى السياسيين
السلطات الأمنية تبحث عن 56 هاربا وتواجه تمردا كبيرا كورونا يتسرب داخل الزنازين ويصيب الآلاف بحالة ذعر اشتباك بين المعتقلين والحراس يسفر عن حرق أحد السجون إسماعيلي كشف عن إجازة تستمر شهرا واستثنى السياسيين

الاثنين - 30 مارس 2020

Mon - 30 Mar 2020

تشهد سجون إيران إضرابا وتمردا واشتباكات مع الحراس والجهات الأمنية، في أعقاب انتشار أنباء عن وصول فيروس كورونا المستجد إلى داخل السجون وإصابة عدد من المعتقلين.

واندلعت أعمال شغب داخل سجن «عادل أباد» في شيراز، وحدثت اشتباكات مساء أمس الأول بين السجناء والحراس في محاولة للتمرد والهروب، وتحدث عدد من المواقع الإخبارية عن فرار عدد من السجناء، فيما أكدت قوات الأمن أنها سيطرت على الوضع.

أصوات النار

ونقلت قناة «الحدث» فيديوهات نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر عشرات العناصر الأمنية المدججين بالسلاح وسيارات الشرطة والأمن يطوقون محيط السجن، بينما قال مغردون إن أصوات إطلاق النار سمعت من داخل السجن.

وكشفت مقاطع أخرى إغلاق الشوارع المؤدية إلى محيط سجن عادل آباد في شيراز، مركز محافظة فارس، جنوب إيران، وهو من أكبر سجون البلاد، حيث يضم أكثر من 10 آلاف سجين، فيما أكدت وكالة «إيسنا» للأنباء أن قوات الأمن سيطرت على الوضع وأخمدت التمرد الذي حدث في قاطعين من السجن، كما نقلت الوكالة عن رئيس المحاكم في محافظة فارس، كاظم موسوي، قوله إن سجناء القاطعين اللذين حصل فيهما التمرد هم فئة الجرائم الثقيلة والخاصة وقد اشتبكوا مع حراس السجن.

تكسير الكاميرات

وأشار موسوي إلى أنهم قاموا خلال الاشتباكات بتحطيم بعض الأعمدة وتكسير كاميرات المراقبة، لكن مع دخول قوات الأمن الخاصة والشرطة إلى داخل السجن أصبح الوضع تحت السيطرة، كما أكد أنه لم يصب أحد من السجناء أو من الحراس وقوات الأمن خلال الاشتباكات، كما لم يتمكن أي سجين من الهروب.

وبالتواكب مع ذلك شهد عدد من السجوات حالات تمرد خلال الأيام الماضية هي سجن مهاباد، بمحافظة كردستان غرب إيران، وسجن « ألوند» بمحافظة همدان، وسط البلاد.

وهرب 80 سجينا خلال تمرد سجن سقز، بمحافظة كردستان ، وحصلت حالات تمرد أخرى في سجون تبريز وبارسيلون في خرم آباد وأوليغودارز، خلال الأسبوع الماضي.

البحث عن هاربين

وأعلنت إيران أن قوات الأمن تبحث عن 54 معتقلا فروا من سجن سقز غرب البلاد، وفق ما أفادت وكالة أنباء «إرنا» بعدما تفشى فيروس كورونا بشكل واسع في البلاد، وعقب الإعلان عن الإفراج عن 85 ألف سجين.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في النيابة العامة العسكرية في محافظة كردستان قوله إن ما مجموعه 74 معتقلا فروا، الجمعة، من سجن سقز، موضحا أن 20 منهم أعيدوا إلى السجن بعدما سلم بعضهم نفسه فيما ألقي القبض على البعض الآخر، كما تم توقيف أربعة من حراس السجن على خلفية عملية الهروب الجماعي.

وأفادت وكالة أنباء «إرنا» قبل أيام بأن 23 معتقلا فروا من سجن خرم آباد، عاصمة محافظة كردستان، إثر أعمال شغب اندلعت ليلا خلال فرز الحراس السجناء المشمولين بقانون العفو الصادر بمناسبة رأس السنة الإيرانية.

حرق السجن

وقال ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن عددا من السجناء تمكنوا من الهرب بعد حرق قسم من السجن، واشتبكوا مع الحراس الذين فتحوا النار عليهم في سجن همدان.

ونقلت قناة «در تي في» المعارضة عن مصادر محلية في همدان قولها إن «معتقلين في سجن ألوند بالمحافظة أقدموا على التمرد والمواجهات مع قوات الأمن خشية تفشي فيروس كورونا المستجد داخل السجن»، مضيفة أن «قوات الأمن قامت بإطلاق النار على السجناء الهاربين الذين تمكنوا من الفرار داخل الأزقة»، مبينة أن «العدد الدقيق للهاربين وكذلك للمصابين من السجناء لا يزال غير معروف».

تناقضات إيرانية

وناقضت إيران نفسها مجددا، بعدما أعلنت السلطة القضائية الإيرانية أنه «سيتم الإفراج عن نحو 10 آلاف معتقل في البلاد بموجب قانون العفو الذي أصدره المرشد علي خامنئي».

وأوضحت السلطة القضائية حينها أن التدبير يهدف إلى «خفض عدد السجناء نظرا للظرف الدقيق الذي تشهده البلاد»، من دون أي إشارة إلى فيروس كورونا المستجد.

وأكد المتحدث باسم السلطة السلطة القضائية، غلام حسين إسماعيلي، للتلفزيون الرسمي أنه سمح لما مجموعه مئة ألف معتقل بالخروج لمدة أسبوعين خلال عطلة النوروز، رأس السنة الإيرانية، والتي تمتد من 19 مارس ولغاية 3 أبريل، وذلك بهدف تخفيف اكتظاظ السجون وتقليص مخاطر تفشي كورونا.

وأشار إلى أنه تم تمديد هذا الإذن حتى 19 أبريل، أي حتى نهاية الشهر الأول من السنة الإيرانية.

ممنوع للسياسيين

يشار إلى أن السلطة القضائية الإيرانية كانت قد منحت إجازة لنحو 85 ألفا من مجموع أكثر 280 ألف سجين بسبب مخاوف من انتشار كورونا، لكنها استثنت أغلب السجناء السياسيين على الرغم من مناشدات منظمات حقوق الإنسان والنشطاء.

وناشدت منظمة العفو الدولية في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، السلطات الإيرانية، بأنه يتعين عليها «الإفراج الفوري وغير المشروط» عن مئات من سجناء الرأي وسط بواعث قلق خطيرة بشأن انتشار كورونا في السجون.