دمى العدو

الاثنين - 27 يونيو 2016

Mon - 27 Jun 2016

يتداعى سفهاء الأحلام المراهقون الذين ابتلي بهم الزمان، الطامعون في تغيير جغرافية الأرض المتعارضة مع عقائدهم الوحدوية غير المؤمنة بتقاسيم تفريقية رسمها المستعمر، الطامحون لتأسيس دولة دينية حالمة قائمة على أنقاض الدول وتدمير حضاراتها وهدم رموزها لتذكير بعضهم بالثبات واقتراب نبوءة التحقق وكسب معركة ضمن سلسلة من أشباهها، المجتهدون بروح مغامرة ليس لديها ما تخسره في حث بعضهم بوجوب إيقاظ الغافلين من سبات الضعف والهوان وتنبيههم من غفوة الخذلان التي تعتريهم وتضعف عزائمهم لينفضوا غبار الذل الذي يؤخرهم عن الانضمام لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان متجاوزين كل الحدود لقتل أنفسهم القانطة من جمال الحياة.

وساحات الحروب بيئة خصبة ينشط فيها الاستغلاليون والنفعيون، فكما تبدع في محاولة استغلال عواطف الناس الدينية بحماسة خطبك الملتهبة وتشجعهم على إغاثة الملهوف وتزين لهم كما زين لك الشيطان سوء عملك، تستغل سذاجتك دول عظمى وقوى استخبارية كبرى تدير العالم وتحركك كخيط من خيوط لعبتها في اختلاق فوضى مجدولة لتغيير العالم بشكل يتناسب مع مصالحها، ثم تتلفك كما أتلفك غيرك من الحالمين السذج.

العالم المتشنج المتحمس لتقليص عدد أفراده بحاجة إلى فكر رشيد ينزع منه نمطه المتحيز الفاقد للعدالة ويوجهه نحو التعايش السلمي والتقارب الإنساني والقبول بحق الآخرين في عيش كريم، والتخلي عن محاكمات المخالفين بأحكام أقل عقوباتها القتل.

الاختلاف لم يعد رحمة! بل تحول إلى نقمة وعذاب وتنافس يفتقد للشرف يجر معه الصراعات والمآسي والحروب التي تخلف المزيد من الظمأ لإراقة الدماء والجروح الغائرة التي تنهك القلوب الضعيفة والأنفس البريئة وما يتبعها من ويلات تتعهد بفعلها الحروب.

والجهاد الذي تنشد عنه وتطلب من الآخرين المشاركة فيه تخلى عن مشروعه الشعبي وتحول بفعل التحول المدني والواقع المعيشي إلى مشروع سياسي يقدر المصلحة فيه ولي الأمر المتمكن من فهم عالم السياسة الغامض وأسراره وخباياه، وأهل السياسة دائما أدرى بشعابها.