عادي ماجد الزبني

علاج كوفيد-19

الاثنين - 23 مارس 2020

Mon - 23 Mar 2020

تعودنا في مجتمعاتنا أنه في حال حدوث ظاهرة أو حدث جديد تنهال في شبكات التواصل عديد من التفسيرات لها، ما بين منطقية وغير منطقية، ولا يتوقف الموضوع عن هذا الحد، وإنما يتطور إلى ظهور توصيات وتوجيهات للتعامل معها من أشخاص مجهولي الهوية، إضافة إلى أن المصدر مجهول والإثبات العلمي للادعاءات غير متوفر.

هذا ما حدث مع ظهور جائحة كوفيد 19 التي أربكت العلماء في العالم، وأظهرت لنا علماء من نوع آخر لا نعرف لهم مكانا ولا مؤهلا! يخوضون ويلعبون بصحة الناس ويفتون بما لا يعلمون، وقابل ذلك جهود توعوية كبيرة تقودها وزارة الصحة ودعم وسائل الإعلام الرسمية، فقد أثبتت الوزارة تميزها وجدارتها في مواجهة الجائحة من خلال الإجراءات الاحترازية الناجحة في التصدي للفيروس، والحملات التوعوية المنظمة والنفي المستمر لجميع الشائعات التي تنتشر بين حين وآخر، إضافة إلى الوعي المجتمعي الرفيع الذي ساهم أيضا في الحد من انتشار المرض.

ومن الواقع الذي عايشناه خلال الفترة الماضية انتشار مقاطع فيديو ومقاطع صوتية كثيرة تتحدث عن الفيروس وطريقة الإصابة به وطريقة العلاج والوقاية منه، وجميعها من أشخاص غير معروفين وغير معتمدين رسميا، وقد يكونون غير مؤهلين علميا للحديث عن المرض، إضافة إلى أن المصدر لجميع المقاطع مجهول ولا ينتمي لأي جهة صحية أو منظمة معتمدة.

وقد وصل كثير من مقاطع الفيديو لأشخاص يرتدون الزي الرسمي المعتمد للأطباء، دون التحقق من هويتهم المهنية، الأمر الذي جعل أحد الأشخاص يفكر في طريقة احترافية لكشف حقيقة كثير من المقاطع عندما ظهر بمقطع فيديو وهو يرتدي البالطو الطبي الأبيض، ويحمل سماعة ويتحدث عن الفيروس بمعلومات مغلوطة، وفي نهاية المقطع اعترف بأنه ليس طبيبا، ولا ينتمي إلى القطاع الصحي بأي صلة، وأن ما قدمه مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة، ونصح الجميع بعدم الانجراف خلف المقاطع غير الصادرة من الجهات الصحية المعتمدة.

وقبل تسجيل أي حاله في السعودية تداول المجتمع عديدا من المقاطع الصوتية لمدعي الطب البديل، يروجون لخلطات أو أعشاب تعالج الفيروس، ولا أدري متى وأين تم تجريب الخلطات وتأكيد فعاليتها! ومن المقاطع الصوتية اللافتة للنظر ادعاء أصحابها أنهم شاهدوا في المنام رؤى تتحدث عن علاج نهائي للفيروس، ويشرحون مكونات العلاج وطريقة تحضيره والطريقة الصحيحة لاستخدامه.

ومن الوصفات الطبية التي تقبلها الجميع ولم يعارضها الطب المقاطع التي نشرها بعض المحتسبين (جزاهم الله خيرا)، والتي تحث الجميع على الالتزام في الإكثار من الاستغفار والأذكار التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي مقاطع مقبولة وتتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف، ولا يدعي أصحابها أنها علاج للفيروس، إنما أتت تذكيرا بالتضرع إلى الله، فهو خالق الفيروس والقادر على القضاء عليه.

حتى هذه اللحظة لم يتم التوصل إلى علاج للمرض، ندعو الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وفي الختام أوجه دعوة للجميع في أخذ المعلومات والتوجيهات والنصائح فيما يخص كوفيد-19 من المواقع والحسابات الرسمية لوزارة الصحة.

amalzabne@