كيف نصمد أمام كورونا؟
السبت - 21 مارس 2020
Sat - 21 Mar 2020
يبدو أن فيروس الكورونا covid 19، كلما زاد انتشارا ذكرنا بهشاشة الإنسان وهشاشة وضعيته في هذا العالم، وجعلنا كذلك ندرك أهمية «السلوك السليم» بمعنى أخلاقية الفعل المطلوب.
لقد انطلقت الكارثة في البداية في مدينة ووهان الصينية، وكانت مأساة بأتم معنى الكلمة، إذ سقطت نتيجتها أرواح كثيرة رغم الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها العملاق الصيني، إلا أن معظم الناس في العالم لم يدركوا خطورة هذا الوباء إلا حين باغتهم في بلدانهم، وكانوا يرونه بعيدا جدا عنهم.
هذا الوباء يفتح أعيننا اليوم على المخاطر المحدقة بصحتنا وبالمحيط الملوث الذي نعيش فيه منذ مدة.
الفيروس والاقتصاد
الاقتصاد كذلك سيعاني من تفشي هذا الفيروس الذي سيجعلنا نعيد حساباتنا ونراجع تحليلاتنا، إذ كنا نتصور أن القرارات الاقتصادية الكبرى تقودها فئة تتحكم في الأرقام وتدير الخوارزميات.
لكن الطابع المباغت وغير المتوقع لهذا الفيروس الذي أجبر الطائرات على عدم الإقلاع وجعل إنتاج الأدوية في خطر، جعلنا نعي أن الاقتصاد الذي يعود أصله الاشتقاقي إلى oikos التي تعني «بيت» يأتي في مرتبة ثانية، أي بعد صحة الإنسان.
هذا يبين لنا كذلك أن العالم لا يخضع لأشياء معقولة فحسب أو أشياء تحت السيطرة، ولكن العالم يتحدد بطبيعة الهواء الذي نتنفسه والغذاء الذي نتناوله. يذكرنا هذا الفيروس بأن الصحة هي الشرط الأساسي للحرية.
علاقتنا بالآخر
هذا الوباء يمكن أن يقع نقله عن طريق المصافحة (جسم حي ) أو حين نلمس مادة جامدة. إنها مضرة غير مرئية تنقل من جسم إلى جسم آخر، فتجعلنا نصطدم بهذا الآخر أو الغير. فنكتشف أنه بمقدورنا أن نلحق الضرر بغيرنا، وأننا في النهاية مسؤولون عن أفعالنا بصفة مطلقة، في حين كان أولى بنا أن نشعر بهذه المسؤولية تجاه الآخرين من قبل حتى بالنسبة للذين لم يولدوا بعد. هذا نبهتنا إليه الأزمة المناخية من قبل هذا الفيروس، ولكن من اعتبر بذلك؟
يمكن في هذا الإطار أن نذكر بمسؤولية الإنسان في ظهور إنفلونزا الطيور، إثر اتباعه طريقة التربية المكثفة، وهذا يعني أنه حتى طريقتنا في التعامل مع الحيوان والبيئة أو الآخر تحدد حياتنا ومستقبلنا، لذلك لا بد من توخي الأخلاق الطبية، إنها ضرورية.
كما أن هذه الأزمة الصحية تذكر الإنسان بأنه ينتمي إلى عالم أرحب من المصالح الفردية، وأن كل القرارات التي تتخذ في هذا العالم لها انعكاسات على الأجيال المقبلة، ولا بد من مراعاتها.
فنحن لدينا تراث طبيعي وثقافي ثمين وعلينا المحافظة على هذا الموروث، وليس من حقنا التفريط فيه.
سلوك غير مبال بالفيروس
هناك العديد من الأفراد في العالم قد عبروا بتصرفاتهم عن عدم اكتراثهم بما يقع اليوم نتيجة covid 19، إذ يواصلون الخروج والتنزه واللقاءات ويتمادون في تقبيل بعضهم البعض، ويعتبرون أن هنالك مبالغة في التعامل مع هذا الفيروس، وهذا أمر طبيعي، إذ كل المجتمعات تطور نوعا من آليات الدفاع النفسية في مناخ متوتر وتحت الضغوطات، أي عندما تتعدد الأشياء المخيفة وتحيط بنا من كل صوب، فإن الإنسان يحاول تصغير الأمور وتبسيطها، فيعتقد أنها بعيدة عنه، ولن تحصل له، ولا تحصل إلا للآخرين.
لكن يجب علينا اليوم أن نعي في هذه المرحلة التهديدات التي يمكن أن تداهمنا، والتي لم نكن ننتظرها، وألا ننسى أن البشر مترابطون.
كيف سنعيش في زمن covid19؟
علينا أن نتحمل مسؤولياتنا على أكمل وجه، لا أن نتهرب منها، فلا للهلع ولا للفزع، ولكن في الوقت نفسه لا نهون المسألة أو ننكر خطورتها، علينا أن نكون عمليين، وأن نتخذ الاحتياطات اللازمة لكيلا تنتشر العدوى أكثر، أن نعبر عن شكل من التمدن: نقبع في بيوتنا ونحد من تواصلنا مع الآخر قدر المستطاع.
وستكون لهذه الأزمة لا محالة نهاية ككل الأزمات، لكن علينا أن نتعلم منها إذ هي تبين لنا بكل وضوح هشاشة الإنسانية.
علينا أن نتساءل ونحن في فترة هذا الحظر الصحي: كيف يمكن أن نعيش بطريقة أسلم حين تمر هذه الجائحة؟
لعلنا سنهتم بصحتنا أكثر، لعلنا سوف نعدل عن السفر إلى أقاصي العالم حين ندرك تقلص CO2 نتيجة توقف الرحلات الجوية؟ ربما سنتوصل إلى خلق وسائل تجعل العيش أفضل في كوكب يحتوي على 8 مليارات ساكن دون أدنى مخاطرة بالتوازن الإيكولوجي والصحي للأرض.
لقد انطلقت الكارثة في البداية في مدينة ووهان الصينية، وكانت مأساة بأتم معنى الكلمة، إذ سقطت نتيجتها أرواح كثيرة رغم الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها العملاق الصيني، إلا أن معظم الناس في العالم لم يدركوا خطورة هذا الوباء إلا حين باغتهم في بلدانهم، وكانوا يرونه بعيدا جدا عنهم.
هذا الوباء يفتح أعيننا اليوم على المخاطر المحدقة بصحتنا وبالمحيط الملوث الذي نعيش فيه منذ مدة.
الفيروس والاقتصاد
الاقتصاد كذلك سيعاني من تفشي هذا الفيروس الذي سيجعلنا نعيد حساباتنا ونراجع تحليلاتنا، إذ كنا نتصور أن القرارات الاقتصادية الكبرى تقودها فئة تتحكم في الأرقام وتدير الخوارزميات.
لكن الطابع المباغت وغير المتوقع لهذا الفيروس الذي أجبر الطائرات على عدم الإقلاع وجعل إنتاج الأدوية في خطر، جعلنا نعي أن الاقتصاد الذي يعود أصله الاشتقاقي إلى oikos التي تعني «بيت» يأتي في مرتبة ثانية، أي بعد صحة الإنسان.
هذا يبين لنا كذلك أن العالم لا يخضع لأشياء معقولة فحسب أو أشياء تحت السيطرة، ولكن العالم يتحدد بطبيعة الهواء الذي نتنفسه والغذاء الذي نتناوله. يذكرنا هذا الفيروس بأن الصحة هي الشرط الأساسي للحرية.
علاقتنا بالآخر
هذا الوباء يمكن أن يقع نقله عن طريق المصافحة (جسم حي ) أو حين نلمس مادة جامدة. إنها مضرة غير مرئية تنقل من جسم إلى جسم آخر، فتجعلنا نصطدم بهذا الآخر أو الغير. فنكتشف أنه بمقدورنا أن نلحق الضرر بغيرنا، وأننا في النهاية مسؤولون عن أفعالنا بصفة مطلقة، في حين كان أولى بنا أن نشعر بهذه المسؤولية تجاه الآخرين من قبل حتى بالنسبة للذين لم يولدوا بعد. هذا نبهتنا إليه الأزمة المناخية من قبل هذا الفيروس، ولكن من اعتبر بذلك؟
يمكن في هذا الإطار أن نذكر بمسؤولية الإنسان في ظهور إنفلونزا الطيور، إثر اتباعه طريقة التربية المكثفة، وهذا يعني أنه حتى طريقتنا في التعامل مع الحيوان والبيئة أو الآخر تحدد حياتنا ومستقبلنا، لذلك لا بد من توخي الأخلاق الطبية، إنها ضرورية.
كما أن هذه الأزمة الصحية تذكر الإنسان بأنه ينتمي إلى عالم أرحب من المصالح الفردية، وأن كل القرارات التي تتخذ في هذا العالم لها انعكاسات على الأجيال المقبلة، ولا بد من مراعاتها.
فنحن لدينا تراث طبيعي وثقافي ثمين وعلينا المحافظة على هذا الموروث، وليس من حقنا التفريط فيه.
سلوك غير مبال بالفيروس
هناك العديد من الأفراد في العالم قد عبروا بتصرفاتهم عن عدم اكتراثهم بما يقع اليوم نتيجة covid 19، إذ يواصلون الخروج والتنزه واللقاءات ويتمادون في تقبيل بعضهم البعض، ويعتبرون أن هنالك مبالغة في التعامل مع هذا الفيروس، وهذا أمر طبيعي، إذ كل المجتمعات تطور نوعا من آليات الدفاع النفسية في مناخ متوتر وتحت الضغوطات، أي عندما تتعدد الأشياء المخيفة وتحيط بنا من كل صوب، فإن الإنسان يحاول تصغير الأمور وتبسيطها، فيعتقد أنها بعيدة عنه، ولن تحصل له، ولا تحصل إلا للآخرين.
لكن يجب علينا اليوم أن نعي في هذه المرحلة التهديدات التي يمكن أن تداهمنا، والتي لم نكن ننتظرها، وألا ننسى أن البشر مترابطون.
كيف سنعيش في زمن covid19؟
علينا أن نتحمل مسؤولياتنا على أكمل وجه، لا أن نتهرب منها، فلا للهلع ولا للفزع، ولكن في الوقت نفسه لا نهون المسألة أو ننكر خطورتها، علينا أن نكون عمليين، وأن نتخذ الاحتياطات اللازمة لكيلا تنتشر العدوى أكثر، أن نعبر عن شكل من التمدن: نقبع في بيوتنا ونحد من تواصلنا مع الآخر قدر المستطاع.
وستكون لهذه الأزمة لا محالة نهاية ككل الأزمات، لكن علينا أن نتعلم منها إذ هي تبين لنا بكل وضوح هشاشة الإنسانية.
علينا أن نتساءل ونحن في فترة هذا الحظر الصحي: كيف يمكن أن نعيش بطريقة أسلم حين تمر هذه الجائحة؟
لعلنا سنهتم بصحتنا أكثر، لعلنا سوف نعدل عن السفر إلى أقاصي العالم حين ندرك تقلص CO2 نتيجة توقف الرحلات الجوية؟ ربما سنتوصل إلى خلق وسائل تجعل العيش أفضل في كوكب يحتوي على 8 مليارات ساكن دون أدنى مخاطرة بالتوازن الإيكولوجي والصحي للأرض.