عادي ماجد الزبني

السعودية تحاصر كورونا الجديد

الخميس - 12 مارس 2020

Thu - 12 Mar 2020

تولي حكومتنا الرشيدة زوار الحرمين الشريفين عناية كاملة منذ الساعات الأولى لوصولهم إلى المملكة. وكرست الدولة كل الإمكانات لتوفير الأمن وسبل الراحة لهم حتى يتمكنوا من أداء مناسكهم في يسر وسهوله.

وفي ظل الظروف الصحية المحيطة الناتجة عن انتشار فيروس (كورونا الجديد) الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه وباء، وحفاظا على سلامة الجميع، أقرت الجهات المسؤولة في السعودية أخيرا تعليق العمرة موقتا كإجراء احترازي، لضمان عدم تفشي المرض بين ضيوف الرحمن، ويأتي هذا الإجراء متوافقا مع نصوص الشريعة الإسلامية. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله «فر من المجذوم كما تفر من الأسد»، والحديث الصحيح الآخر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا»، وأكد هذا المعنى أيضا ما ورد في الحديث الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يوردن ممرض على مصح». ولاقى هذا القرار التأييد الكامل علماء المسلمين والدول الإسلامية والمراكز الإسلامية في شتى دول العالم.

ومن هنا يتضح لنا جليا حرص ولاة الأمر حفظهم الله على سلامة الجميع واتخاذهم القرارات المناسبة في الوقت المناسب، فالأعداد الكبيرة التي تزور الأماكن المقدسة في الدقيقة الواحدة وقربها من بعضها تجعل من الوضع أكثر خطورة في انتشار الفيروس، فمصاب واحد أثناء زيارة واحدة يمكن أن ينقل الفيروس إلى آلاف الزوار من جميع دول العالم، ومنهم إلى آلاف آخرين وإلى دول متعددة، الأمر الذي قد يخرج عن السيطرة عالميا.

إن خطورة هذا الفيروس وسرعة انتشاره أجبرتا جميع الدول على اتخاذ قرارات صارمة للتصدي له مثل إيقاف الرحلات، وإيقاف التأشيرات، ومنع الدخول... إلخ.

واستمرت السعودية بمحاصرة كورونا الجديد من خلال منع السفر من وإلى المملكة عبر الدول الموبوءة، وإغلاق جميع المنافذ البرية، هذه الإجراءات أسهمت بشكل كبير في الحد من وصول الفيروس إلى السعودية، ولم تسجل حتى الآن إلا حالات قليلة جدا.

وفي هذا الصدد نشيد بجهود وزارة الصحة وتكثيفها الحملات التوعوية للتعريف بالفيروس، وطرق الوقاية منه، واتخاذها الإجراءات الوقائية المشددة في المنشآت الصحية وجميع منافذ القدوم والعبور البرية والجوية والبحرية، والشفافية في إعلان المستجدات عن الحالات المكتشفة إذا وجدت، وعمل الحجر الصحي للمصابين والمخالطين.

وأحب التنويه إلى ضرورة تشديد الرقابة الميدانية على الصيدليات الخاصة من قبل إدارات الالتزام في المناطق، لمراقبة توفر وأسعار المعقمات والكمامات التي تستخدم للوقاية من المرض، حيث تشير المصادر إلى نفادها من الأسواق وارتفاع أسعارها بقيمة مضاعفة. ومنع استغلال العاملين فيها الظروف لمضاعفة الكسب المالي غير المشروع. وعلى وزارة التجارة أيضا مضاعفة جهودها بمراقبة نقاط البيع التي توفر مستلزمات الوقاية.

ولا يفوتني أن أوجه التحية إلى جميع أبطال الصحة في الميدان لمواجهة هذا الوباء وغيره. حفظ الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين من الأوبئة والأمراض.

amalzbne@