دراسة جامعية مبكرة!
الخميس - 12 مارس 2020
Thu - 12 Mar 2020
نشر المعهد الأمريكي للبحوث (AIR) تقريره في فبراير الماضي، والذي ذكر فيه نتائج إحدى الدراسات التي نفذها المعهد خلال السنوات الماضية على 2400 طالب وطالبة في مرحلة الثانوية في الولايات المتحدة. نصف هؤلاء الطلاب تم قبولهم في الجامعات الأمريكية بشكل مبكر (سأشرحه لاحقا) أثناء دراستهم للمرحلة الثانوية، حيث يتيح هذا القبول لهم فرصة التسجيل بعدد ساعات جامعية معينة تناسب وقتهم واهتماماتهم أيضا. وأظهرت نتائج الدراسة تفوق هؤلاء الطلاب بجوانب عدة على نظرائهم الذين لم تتح لهم فرصة الدراسة الجامعية المبكرة، ومن ضمنها جانب الالتزام الدراسي، والتفوق، والتخرج خلال أربع سنوات.
الدارس في الجامعات الأمريكية عند التقديم عليها يظهر له مساران متاحان للتقديم. المسار الأول يكون التقديم لغرض الحصول على شهادة علمية، سواء كانت بكالوريوس، أو ماجستير، أو دكتوراه. أما المسار الثاني، وهو محور اهتمام هذا المقال، فهو التقديم لدراسة مواد فقط دون الحصول على شهادة علمية (Non-degree program).
هذا المسار يتيح للطالب تسجيل أي من المواد العامة، أو المواد التي غالبا لا يوجد لها متطلبات، ليدرسها ويحصل على سجل أكاديمي فقط يذكر اسم المادة ودرجتها التي حصل عليها الطالب، وبالتالي تجد عددا من الطلاب تجمعهم قاعة دراسية واحدة، ولكن اختلفوا بمسارات القبول، فهذا طالب انتظام وآخر معلم يريد تطوير نفسه بتخصصه، ويجلس بجانبهما طالب ما زال في المرحلة الثانوية. مع الأخذ بالاعتبار أن الطالب باستطاعته معادلة هذه المواد لاحقا عند قبوله بأي جامعة لمرحلة البكالوريوس إذا ما توفرت شروط المعادلة. هذه المرونة ستعطي الطالب تجربة كافية للحياة الجامعية، وتكون بديلا مناسبا لبرنامج السنة التحضيرية الذي أرهق كاهل جامعاتنا السعودية.
ومن جانب آخر، أود التنبيه إلى أن هذه المرونة ليست حصرا على طلاب المرحلة الثانوية فحسب، بل ذهبت لأبعد من ذلك، فقد أتاحت الفرصة كذلك لعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في أمريكا بأن ترسل موظفيها لمقاعد الدراسة في الجامعات لدراسة مواد معينة لغرض التطوير.
فمثلا تجد مؤسسة حكومية أو خاصة ترغب بتطوير أدوات الإحصاء لدى موظفيها، فتسجلهم وتتكفل بمصاريف دراستهم لهذه المواد. والمدارس أيضا ليست ببعيدة عن ذلك، فكثير من المدارس الأمريكية استغلت هذه الفرصة لتطوير أداء معلميها وجعلتهم باقين على اطلاع بآخر مستجدات تخصصاتهم العلمية.
لقد مضى على دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم لتصبحا وزارة التعليم ما يقارب خمس سنوات، وكان الغرض من الدمج توحيد الرؤى والأهداف ولغلق الفجوة ما بين هاتين الوزارتين، وكان الأمل وقتها أن يتخرج طالب المرحلة الثانوية مؤهلا للمرحلة الجامعية دون الحاجة للمرور بسنة تحضيرية ترهق الجامعات.
ولهذا نتمنى بأن يكون النظام الجديد للجامعات ذا مرونة كافية تعطي الصلاحية للجامعات بأن تتيح مسار الدراسة الجامعية المبكرة للطلاب والطالبات الراغبين بدراسة مواد معينة، تناسب اهتماماتهم وتطلعاتهم وتجعلهم مستعدين للحياة الجامعية المقبلة، وربما تساعدهم أيضا في مرحلة اختيار التخصص.
وعليه نأمل أن تكون جامعتنا السعودية جامعة لكل أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم، لكي يساهموا جميعهم في نهضة هذا الوطن وتحقيق رؤيته الطموحة. وأخيرا، ختم المعهد الأمريكي تقريره بالتأكيد أن الأثر الإيجابي للدراسة الجامعية المبكرة لم يكن حصرا على الطلاب، وإنما امتد إلى الاقتصاد والمجتمع أيضا.
@SaadMaghamsi
الدارس في الجامعات الأمريكية عند التقديم عليها يظهر له مساران متاحان للتقديم. المسار الأول يكون التقديم لغرض الحصول على شهادة علمية، سواء كانت بكالوريوس، أو ماجستير، أو دكتوراه. أما المسار الثاني، وهو محور اهتمام هذا المقال، فهو التقديم لدراسة مواد فقط دون الحصول على شهادة علمية (Non-degree program).
هذا المسار يتيح للطالب تسجيل أي من المواد العامة، أو المواد التي غالبا لا يوجد لها متطلبات، ليدرسها ويحصل على سجل أكاديمي فقط يذكر اسم المادة ودرجتها التي حصل عليها الطالب، وبالتالي تجد عددا من الطلاب تجمعهم قاعة دراسية واحدة، ولكن اختلفوا بمسارات القبول، فهذا طالب انتظام وآخر معلم يريد تطوير نفسه بتخصصه، ويجلس بجانبهما طالب ما زال في المرحلة الثانوية. مع الأخذ بالاعتبار أن الطالب باستطاعته معادلة هذه المواد لاحقا عند قبوله بأي جامعة لمرحلة البكالوريوس إذا ما توفرت شروط المعادلة. هذه المرونة ستعطي الطالب تجربة كافية للحياة الجامعية، وتكون بديلا مناسبا لبرنامج السنة التحضيرية الذي أرهق كاهل جامعاتنا السعودية.
ومن جانب آخر، أود التنبيه إلى أن هذه المرونة ليست حصرا على طلاب المرحلة الثانوية فحسب، بل ذهبت لأبعد من ذلك، فقد أتاحت الفرصة كذلك لعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في أمريكا بأن ترسل موظفيها لمقاعد الدراسة في الجامعات لدراسة مواد معينة لغرض التطوير.
فمثلا تجد مؤسسة حكومية أو خاصة ترغب بتطوير أدوات الإحصاء لدى موظفيها، فتسجلهم وتتكفل بمصاريف دراستهم لهذه المواد. والمدارس أيضا ليست ببعيدة عن ذلك، فكثير من المدارس الأمريكية استغلت هذه الفرصة لتطوير أداء معلميها وجعلتهم باقين على اطلاع بآخر مستجدات تخصصاتهم العلمية.
لقد مضى على دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم لتصبحا وزارة التعليم ما يقارب خمس سنوات، وكان الغرض من الدمج توحيد الرؤى والأهداف ولغلق الفجوة ما بين هاتين الوزارتين، وكان الأمل وقتها أن يتخرج طالب المرحلة الثانوية مؤهلا للمرحلة الجامعية دون الحاجة للمرور بسنة تحضيرية ترهق الجامعات.
ولهذا نتمنى بأن يكون النظام الجديد للجامعات ذا مرونة كافية تعطي الصلاحية للجامعات بأن تتيح مسار الدراسة الجامعية المبكرة للطلاب والطالبات الراغبين بدراسة مواد معينة، تناسب اهتماماتهم وتطلعاتهم وتجعلهم مستعدين للحياة الجامعية المقبلة، وربما تساعدهم أيضا في مرحلة اختيار التخصص.
وعليه نأمل أن تكون جامعتنا السعودية جامعة لكل أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم، لكي يساهموا جميعهم في نهضة هذا الوطن وتحقيق رؤيته الطموحة. وأخيرا، ختم المعهد الأمريكي تقريره بالتأكيد أن الأثر الإيجابي للدراسة الجامعية المبكرة لم يكن حصرا على الطلاب، وإنما امتد إلى الاقتصاد والمجتمع أيضا.
@SaadMaghamsi