فواز عزيز

إعلام التعليم بين الحوكمة والبيروقراطية

الاحد - 08 مارس 2020

Sun - 08 Mar 2020

• أكثر وزارة تستطيع أن تنجح في الإعلام هي وزارة التعليم، لكنها أكثر وزارة تفشل في الإعلام!

• حاول أن تحصي ما يلي:

كم إعلاميا في وزارة التعليم؟ ربما آلاف!

كم متحدثا إعلاميا في وزارة التعليم وإداراتها وجامعاتها؟ نحو 100 متحدث إعلامي، ومع كل متحدث فريق إعلامي.. وفي كل مدرسة منسق إعلامي، ولدينا أكثر من 30 ألف مدرسة!

كم حسابا في مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكم موقعا على الانترنت تابعة لوزارة التعليم؟ لا تعد ولا تحصى، بداية من حسابات المدارس مرورا بإدارات التعليم وحساباتها المتعددة، وصولا إلى الوزارة وأقسامها ومسؤوليها!

• والنتيجة لا شيء، سوى تغريدات خبرية أو عبارات إنشائية، وإعادة نشر «رتويت» لحسابات «الوزير» و»الوزارة» و»المتحدثين الإعلاميين للوزارة»!

• قبل أيام، رعى وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ ورشة عمل «تطوير سياسات وإجراءات العمل الإعلامي بوزارة التعليم»، وحضرها عدد من قيادات الوزارة، ومديرو الإعلام والاتصال ومساعدوهم في إدارات التعليم في المناطق والمحافظات، وأعلن الوزير بدء تطبيق دليل «حوكمة» حسابات شبكات التواصل الاجتماعي لوزارة التعليم «تويتر، انستقرام، سناب شات، فيس بوك، يوتيوب»، بهدف توضيح الإجراءات، وتحديد المسؤوليات، والحد من التداخل في الصلاحيات، وتفعيل المتابعة ومراقبة الأداء، وضمان سلامة المحتوى الاتصالي من أي اجتهادات، أو تجاوزات، وذلك بدءا من المدرسة، ونادي الحي، ومكتب التعليم، وإدارة التعليم، ومرورا بحسابات المتحدثين الرسميين للتعليم العام والجامعي، وانتهاء بحسابات القيادات العليا في الوزارة.

• يبدو أن وزارة التعليم بدأت تشعر بالفوضى التي يعيشها إعلامها، لذلك كانت ورشة العمل المختصة بالشأن الإعلامي في الوزارة برعاية وحضور الوزير بنفسه، وهذه أولى خطوات الإصلاح إذا لم تعرقلها بيروقراطية الوزارة كما هي عادتها في كثير من المشاريع التطويرية طوال السنوات الماضية!

• في أغسطس 2015 كتبت مقالا بعنوان «عين وزارة التعليم» في صحيفة «الوطن»، قلت فيه: قبل سبع سنوات - من ذلك الوقت - كانت وزارة التعليم تعمل على إطلاق قناة فضائية تربوية، وكنت لا أشك في نجاح المشروع في ذاك الوقت؛ لأن وزارة التعليم تمتلك أكبر عدد من الإعلاميين، وتشهد لقدراتهم الصحف والفضائيات والإذاعات. إلا أن السنوات مضت ولم تظهر القناة، ولم تحضر الوزارة حتى على التلفزيون الرسمي ببرنامج بسيط. كنت أقول: نحن في عصر الإعلام الجديد، ووزارة التعليم لا تمتلك من الإعلام إلا مجلة شهرية «راقية» - كنت أقصد المعرفة، ولو حولت إلى «فضائية» لنجحت وكسبت كثيرا، ونفعت كثيرا.

• مضت 5 سنوات وتلاشى حتى وجود تلك المجلة الراقية «المعرفة» التي لا أعرف أين اختفت؟

• كنت أجزم - وقتها - بأن وزارة التعليم كانت قادرة على إطلاق قناتها التلفزيونية منذ سنوات، إلا أن «الكسل» و»البيروقراطية» قتلا المشروع، ثم اضطرت الوزارة وحولت مشروع «التلفزيون» إلى بدائل تعليمية، عبارة عن 12 قناة تعليمية تقدم دروسا كان يفترض أن تكون بقوالب متطورة واحترافية تجذب الطالب للتعلم الذاتي، لكنها قدمت دروسا بمستوى متدن من الجودة، مما جعلها بلا مُشاهد.

• شخصيا كنت وما زلت أجزم بأن الوزارة قادرة على تقديم إعلام تربوي لو استعانت بكوادرها الكثيرة التي تعتمد عليها أقوى وسائل الإعلام، ولو تخلصت من البيروقراطية والكسل.

(بين قوسين)

• في كثير من دول العالم بعض الجامعات لها «صحيفة» ومحطة «إذاعية» تدار بكوادر الجامعة طلابا وموظفين، وهي خط إنتاج للكوادر الإعلامية ضمن «المصنع البشري/ الجامعة»، إضافة إلى أنها تبرز إنجازات الجامعة للطلاب والمجتمع.. حتى عندنا لكل جامعة «صحيفة» لكنها خاصة لمكاتب مسؤولي الجامعة الذين تنشر صورهم فيها!

fwz14@