هبة زهير قاضي

اللي فات مات

السبت - 07 مارس 2020

Sat - 07 Mar 2020

أشارك أحيانا في بعض الأيام العالمية بمقالات سابقة، ولكن ما حصل معي هذا العام بخصوص يوم المرأة كان مختلفا. فبعد مراجعة لمجموعة من المقالات وجدت أنني لم أستطع إيجاد مقال واحد يصلح لإعادة نشره في يوم المرأة لعام 2020.

والسبب ببساطة هو ذلك الشوط الطويل والمسافة المهولة والقفزة الشديدة العلو التي اجتازتها المرأة في مجال القوانين والأحوال الاجتماعية والعملية، والتي نقلتها في ظرف عامين إلى مكان متقدم مقارنة بأمم وحضارات وبلدان احتاجت عقودا وأزمانا لتصل للمكان نفسه. وعليه قررت مشاركتكم مجموعة اقتباسات من مقالات سابقة عن المرأة، وذلك لنتأمل معا فيما كناه قبل سنوات قليلة، لكنه اليوم يبدو حين نقرؤه وكأنه عالم آخر وأزمان بعيدة.

- مقال (مصيدة التوقعات) 17 يناير 2014

«كانت وما زالت المرأة معشوقة الجماهير الأولى، يتفنن الآخرون في مساءلتها ومتابعتها ورصد حركاتها وتقرير مصيرها، بحجة أنها شخصية مهمة ولجمهورها المحب حق عليها! وبما أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك، فهي دائما منتقدة! فإن كانت طموحة وجدية فهي مسترجلة! وإن كانت أنثوية وبسيطة فهي تافهة!».

- مقال (الهوية المنقبة) 10 مايو 2014

«لن أنسى ذلك الموقف الذي جاءتنا فيه إحداهن بكرت العائلة وجواز السفر ليثبت هويتها، وحين المراجعة اكتشفنا أنه منتهي الصلاحية. لتنفجر المرأة باكية بأنها لا تريد جلب زوجها لأنه يبتزها ولا تستطيع تجديد الجواز إلا عن طريقه. أتذكر جيدا أنني جلست بجانبها لأخفف عنها، لأجد نفسي أبكي على حالنا معشر النساء معها».

- مقال (الإدارة المنقبة) 19 أبريل 2014

«إن الإدارات النسائية - في أغلبها للأسف - عبارة عن كيانات مزيفة، تلعب فيها النساء دور الدمية القماشية التي يحركها الرجال من خلف الكواليس. فما بين نماذج إدارية تستمتع بالانحناء لنيل الرضا على حساب إداراتها وموظفاتها، ونماذج أخرى تكافح وتعاني لإثبات استقلاليتها وحقها في إدارة مسؤولياتها، تسقط الموظفات والعميلات ضحايا مشهد آخر من مشاهد خصوصية المجتمع السعودي، الذي لن تجد له شبيها في أي مكان آخر في العالم».

- مقال (انتخابات النساء.. عربة أمام الحصان) 06 سبتمبر 2015

«بل لا أعرف ما هي حقوقي التي يجب أن أرشح أحدهم ليطالب بها، ولا واجباتي التي يجب علي الإيفاء بها مقابل الحقوق التي أستحقها، بل لا أعرف لماذا يجب أن أكتب هذا المقال عن واجب خروج المرأة للانتخاب وأنا لا أعرف لماذا يخرج الرجل للانتخاب أصلا! أكاد أرى ملامح الامتعاض من النخبة، فكيف لك أن تجرئي على مثل هذا الجهل بأمور بلدك».

- مقال (تعالي أوصلك) 05 فبراير 2016

«وحين أوصلتها لبيتها التفتت إلي بوجه مليء بالإحراج والامتنان، وقالت (لا أعرف كيف أشكرك)، ابتسمت لها ببساطة وأنا أقول (عزيزتي نحن النساء يجب أن نساند ونساعد بعضنا، ففي ظل ظروفنا الصعبة من المحتمل جدا في المرة القادمة أن أواجه نفس مشكلة المواصلات وسأحتاج أحدا مثلك ليوصلني)».

- مقال (كوني مسرورة في القارورة) 08 مارس 2016

«لذا عزيزتي المرأة لا تسمحي لأحد بأن ينتزع منك أنوثتك، ولا تسمحي لقسوة الظروف وقصور القوانين أن يجبراك على أحد خيارين، إما التنازل عن حقك بضعف أنثوي، أو المطالبة به بعنف ذكوري، بل تذكري أن القوة لفظ أنثوي، فتعلمي وتثقفي وكوني واعية لتسترديه برقي إنساني، لا تسمحي للظروف القاسية والمظالم والتعسفات أن تنسيك أنك قبل كل شيء خُلقت للاحتواء، سواء احتواء طفل أو احتواء شعب، فالمهارات اللازمة للاثنين واحدة».

- مقال (السعوديات كائنات بشرية) 29 سبتمبر 2017

«حان الوقت لعبور جسر الدهشة والشعور بالرغبة في إثبات التواجد، إلى فضاءات التميز والإبداع، واستحقاق الوجود بجودة العمل وتميز الإنجاز. لنخفف قليلا من التمجيد واللهاث وراء أي خبر، ولنركز على انتقائية كلماتنا وتعاملاتنا مع إنجازات المرأة بأن نعاملها كنوعية وأثر وليس كغرابة وندرة. فأكثر ما نحتاجه الآن كنساء هو الاندماج، الدعم النوعي، تساوي الفرص، عدالة الحقوق».

- مقال ( ع. م) 02 مايو 2017

«أخذت (ع) تقص قصتها التي بدأتها بأنها كانت كاتبة في إحدى الصحف المعروفة، ولكن باسم مستعار وذلك مراعاة لعائلتها، ولكنها في النهاية توقفت عن الكتابة تماما بسبب رقابة أهلها المتعسفة لما تكتب. أما (م) فكانت تجلس في آخر المجلس ولكن تعليقاتها الذكية وصياغتها الجميلة للجمل والكلمات في تعليقاتها جعلتني أمازحها قائلة (لا بد أنك شاعرة)، لترد بصوت ظاهره الهدوء وباطنه الأسى (فعلا أنا شاعرة ولكن عائلتي قامت بتمزيق أشعاري وحرمت علي كتابة الشعر ونشره لأن ذلك يعتبر عارا في عرف قبيلتنا)».

- مقال (سعوديات بدون سعوديين) 15 أكتوبر 2017

«ولنقس على ذلك كل الدورات والبرامج (الأونلاين)، حيث يقول أصحابها بأنه أحيانا في مقابل مئة امرأة هناك رجل واحد، نعم رجل واحد فقط يتعلم ويطور مهاراته ووعيه بالحياة في مقابل مئة امرأة. وقد تحدثت وقتها أننا مقبلون على أزمة تطور المرأة فكريا وعاطفيا على الرجل بمراحل عدة. وسيؤدي ذلك بالطبع إلى فجوات في التفاهم والانسجام إن كانا أصلا موجودين، وإلى انتهاء الحياة في حال لم يكونا موجودين أصلا».

- مقال (من هذه المرأة في يوم المرأة؟) 07 مارس 2018

«تحولت بعض النساء إلى رجال في تصرفاتهن وتحملهن للأعباء والمسؤوليات، بينما تحولت الأخريات إلى كائنات هلامية تعيش في عوالم الأوهام لتستفيق فجأة متحسرة على ما فرطت فيه، وتائهة ما بين طبيعتها الفطرية وطبيعة مجتمعها وما بين المتغيرات الحديثة».

- مقال (المرأة الوحيدة في الغرفة) 12 نوفمبر 2018

«نعم هناك نساء خلقن بطبيعة تميل إلى الأمومة الكاملة، ويتقن للتفرغ التام لدورهن كزوجات وأمهات وراعيات للأطفال، وهناك نساء قويات الشخصية ولديهن من القدرة على تحمل المسؤولية ومتابعة التفاصيل ما يجعلن مديرات ومسؤولات في غاية الإخلاص والإتقان، كما أن هناك نساء مبدعات، وقائدات ملهمات ولديهن من الأفكار والعطاءات ما يدفع بعجلة المجتمعات وتتغير به مسارات البشرية للأفضل».

- مقال (لسنا نعاجا ولستم ذئابا) 09 ديسمبر 2019

«لذا كوني متأكدة عزيزتي أن المرأة القوية والواثقة من نفسها كإنسان كامل الأهلية هي من تعطي الانطباع بكيف يجب معاملتها، فتضع الحدود وتفرض احترامها على الآخرين رجالا ونساء».