عبدالله المزهر

من سينقي وماذا سيُنقى!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 26 يونيو 2016

Sun - 26 Jun 2016

الحديث عن جريمة قتل مراهقين لوالديهما سيكون حديثا قاصرا مهما بلغ وقليلا مهما طال، وما زلت حتى هذه اللحظة وأنا غير مصدق وقوعها، ليس لأنها لم تحدث ولكن لأني عاجز عن استيعابها.

حاولت قراءة ردود الفعل حول هذه الفاجعة ولم أجد جديدا موضحا ولا قديما مفيدا، وكل ما وجدته هو سفاهة «الفريقين» إياهم ومحاولة كل فريق تحميل الآخر مسؤولية وقوع مثل هذه الجرائم. لا أحد يبحث عن جذور المشكلة ولا أساسها ولا أحد يقدم تحليلا خاليا من التشفي في الفريق الآخر ومحاولة إلصاق كل رزية به.

بعد كل جريمة مشابهة يبدأ بث أغنية «تنقية التراث» المملة، لكن لا أحد يعرف أي تراث سيُنقى ولا من سينقيه ولا كيف سيحدث هذا الأمر.

هل سيجتمع أناس ثم يقررون أن مجموعة من الأحاديث والآثار لا ضرورة لها وأن عددا من الكتب لا تصلح للاستخدام ثم يقول لهم بقية الناس: حسنا كما تشاؤون، لن نعمل بها مرّة أخرى!

هل المشكلة «محلية» الصنع والانتشار، أم إنها مشكلة تستشري في العالم كوباء ملعون؟

هل ابن تيمية هو مرجع داعش والحشد وحزب حسن نصر الله والكيان الصهيوني وبشار وكل القتلة والمجرمين في هذا الكوكب البائس، وهل حين تحرق كتبه سيكون العالم أكثر أمنا وسلاما؟!

أظن أن طريقة الهروب للأمام لم تعد تجدي نفعا، نحن نصل إلى الجدار الأخير، حيث لا أمام.

وأظن أن العالم «المتحضر» هو من أوجد هذه البيئة القذرة التي يمكن أن تنبت نباتا قذرا مثل داعش والحشد وحزب حسن، حين يصبح القتل شريعة، والبقاء للأقوى والأكثر قدرة على القتل فإن البشر سيتحولون إلى كائنات قاتلة مجرمة أيا كانت معتقداتهم ودياناتهم، سيقتلون حتى وإن كانوا يعتنقون ديانة تحرم حتى قتل الدجاج!

ثم أما بعد:

اللهم إني أعوذ بك من شر بعض خلقك الذين يقرؤون في أول صفحة من «الكاتلوج» فيظنون أنهم من صنع الآلة وأنه لا أحد يجيد تشغيلها غيرهم!

[email protected]