أنس شفي

«الإعلامي».. محاولة لتصحيح المسمى

الاثنين - 02 مارس 2020

Mon - 02 Mar 2020

إذا كنت أحد نجوم ومشاهير برامج التواصل الاجتماعي على الأرجح أن مسماك هو إما صانع محتوى إبداعي أو فنان أو ربما مجرد وجه إعلاني وعارض أزياء، وإذا كنت أحد الزملاء ممن يحملون شهادة في أحد تخصصات الإعلام أو ممن يعملون في الحقل الإعلامي، أنت بالتأكيد لديك مسمى وظيفي أو مهني دقيق تستطيع التعريف بنفسك به أو مسميات عدة في بعض الأحيان، أما إذا أردت التعريف بنفسك بشكل غير مهني ولا احترافي حتى وإن كنت متخصصا في الإعلام فيمكنك اختيار لقب «الإعلاميـ/ـة».

الإعلام في الأساس قطاع كأي قطاع آخر، فيه من يعمل من مختلف التخصصات، وكحال باقي القطاعات فهو لا يخلو من الدخلاء الذين اقتحموا بعض الوظائف فيه بشراء شهادة أو بالواسطة أو حتى بمهارات ينافسون بها الدارسين بكل جدارة أحيانا، هذا فيما يخص وجود من يعمل في صناعة الإعلام وهو لا يحمل المؤهل المناسب، أما إطلاق لقب «إعلاميـ/ة» فهو خلل يتعلق بالمصطلح نفسه، كونه مصطلحا فضفاضا وغير دقيق لوصف العاملين في المجال الإعلامي، فهذا المجال يعمل فيه الفني والإداري وحتى المهندس، وأما من يعمل في الصناعة المهنية نفسها فهنالك تعدد وتفاوت أيضا في المسميات فتجد الصحفي والمعد والمصور ومذيع النشرة والمنتج.. إلخ.

كل من هؤلاء له مسمى ووصف دقيق يختلف عن الآخر، ولنضرب مثالا في مجال الصحة، فمن غير المعتاد التعريف بأحد العاملين في الصحة بـ»صحي» دون المسمى الدقيق «طبيب» «أخصائي مختبرات» «ممرض»! وإذا كنا نريد الاستدلال بجانب آخر من العالم، ففي اللغة الإنجليزية لا يوجد مرادف لمصطلح «إعلامي» بالاستخدام نفسه في لغتنا.

حاولنا مرارا انتزاع هذا اللقب ممن لا يستحقه، لكننا لم ننظر للمصطلح نفسه كلقب يفتقر للدقة مع كثرة المهووسين بالألقاب لتبرير ظهورهم الإعلامي كمتخصصين، أو نيل صفة اعتبارية للحديث في الشأن العام، وهنا مناسبة للتذكير بمشروعية طرح الأسئلة لكل من يعرّف نفسه بأي لقب كان عن الوظيفة الفعلية، والمؤهلات التي يحملها والجهات المانحة لهذه المؤهلات أيضا.

@AnsGshafi