هبة قاضي

لن تخرج إلا بصفقة

دبس الرمان
دبس الرمان

السبت - 25 يونيو 2016

Sat - 25 Jun 2016

في أجواء استباقية مليئة بالحماس، وغامرة بالألوان الغنية والتصاميم الحديثة، وبحضور لافت فاق كل التوقعات وتفاعل تجاوز كل المعتاد، انطلق ملتقى صفقة في أولى إطلالاته معلنا ولادة منبر جديد بفكر حديث في مدينة مكة المكرمة.

ملتقى صفقة هو عبارة عن منصة لمشاركة الأفكار، اكتساب المعارف، تبادل المنافع، والتقاء الجهود. حيث ستجد في مكان واحد مجموعة من الأنشطة التي تغطي المحاور الأساسية لتطوير الفكر العملي. وقد كان محور هذا العام هو (الأعمال بفكر القرن الواحد والعشرين)، والذي يهدف إلى التطوير في التفكير من خلال تعريف الزائرين بتقليعات القرن الحالي وما يحتاجونه للمواكبة والاستباقية. ودلالات شعار هذا العام والتي تتمركز حولها المواضيع والأنشطة هي المعرفة، الابتكار، القيمة المضافة، العولمة، والتقنية.

وقد ركز اليوم الأول (التقصي) على نشر الوعي واستثارة التحفيز في الجمهور بما يساعدهم على اللحاق بركب تقليعات زمانهم، وسد تلك الفجوة العميقة ما بين مخرجات التعليم وما بين ممارسات الحياة العملية. ثم يأتي اليوم الثاني (المفاوضات) ليعطي الزوار الأدوات والمعارف اللازمة التي تساعدهم على التعامل مع ما اكتسبوه في اليوم الأول من أفكار جديدة. ثم اليوم الثالث والأخير (إتمام الصفقة)، والذي يعزز مكتسبات اليوم الأول والثاني من خلال عرض التجارب الحقيقية ومشاركة الممارسين للأعمال لقصصهم بكل شفافية وصراحة وبعيدا عن التنظير.

كل هذا من خلال مجموعة من الأنشطة المختلفة، أولها مسرح المتحدثين، ثانيها صالة صفقة، ثالثها دكان صفقة، رابعها مسرح الأفكار والذي سبقته حمله ترويجية على قنوات التواصل الاجتماعي من خلال تفعيل هاشتاق ملتقى صفقة لمشاركة الأفكار ودحض المعتقدات القديمة بأخرى جديدة.

لم يكن الطريق مفروشا بالورود، فالعقليات القديمة والأعراف المجتمعية اعتادت التسيد والاستئثار بالساحة. ولم تكن البنى التحتية مستعدة لاستيعاب الرؤى الطموحة والأفكار الجديدة، بل بالعكس كان الطريق مزدحما بالعراقيل والصعوبات. وكانت البنى التحتية متواضعة وكأنها تقول قيدوا رؤاكم، وحدوا طموحاتكم، ولسان حالها يردد ذلك المثل الشائع «مد رجلك على قد لحافك».

وكان التشكيك والتخويف والتهويل كمعاول تهوي بكل قوتها على جدار الثقة والطموحات، محاولة وأدها في مهدها، ولكن ملتقى صفقة أثبت أن الجهود إذا ما اتحدت فإنها لا يمكن أن تذهب سدى، وأن السعي لمنفعة الناس نور باهر يجهر في وجه كل ظلام، وأن المحتوى القيم ملك متوج على عرش التأثير والتغيير. والأهم أن النوايا إذا ما أخلصت لله كانت طاقة إيجابية تخرج من القلب فتصل بصدقها لكل الناس.

[email protected]