مليونية حب مصرية تودع مبارك

تنحى عن الرئاسة في فبراير وبرئ من جميع القضايا وفارق الحياة في الشهر نفسه
تنحى عن الرئاسة في فبراير وبرئ من جميع القضايا وفارق الحياة في الشهر نفسه

الثلاثاء - 25 فبراير 2020

Tue - 25 Feb 2020

بعد عشرات المظاهرات المليونية التي خرجت عقب تنحيه عن الرئاسة، يعود المصريون للخروج في مليونية وداعية اليوم، عيونهم باكية، وأفئدتهم حزينة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي وافته المنية فجر أمس عن عمر يناهز 92 عاما.

يتجمع المصريون في مظاهرة حب حقيقية وهم يشيعون جثمان صاحب المواقف التاريخية من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس «شرق القاهرة»، بعدما أصر الراحل بشجاعة نادرة على أن يبقى في وطنه، ويتصدى لكل الاتهامات، ويكسب في النهاية تعاطف الجميع، بعدما برئ من كل القضايا، وتحققت أمنيته بأن يموت على أرض بلده.

أبى شهر فبراير الذي شهد تنحي مبارك عن الحكم في 2011، أن يذهب دون أن ينهي الجدل الطويل الذي أثير حول صحة الرجل الذي حكم مصر 30 عاما، وكان مثارا لجدل واسع على مدار سنوات طويلة بين مؤيد ومعارض لنهجه، رغم اتفاق الجميع على وطنيته وشجاعته.

مظاهرة حب

فيما أذاع عدد من القنوات الفضائيات المصرية أمس تسجيلا نادرا للرئيس المصري الأسبق، ظهرت كلمات الحب والتعاطف في وداع مبارك أمس، عقب انتشار خبر وفاته رسميا، ورصدت مواقع التواصل الاجتماعي آخر ظهور له في أكتوبر الماضي، بعد تنحيه قبل 9 سنوات، على «يوتيوب»، حيث تحدث عن ذكرياته عن حرب أكتوبر 1973، وكذلك ظهوره التليفزيوني في 26 ديسمبر 2018، للمرة الأخيرة أمام محكمة الجنايات خلال إدلائه بشهادته في قضية اقتحام السجون.

نعت الرئاسة المصرية الرئيس الأسبق، وكتبت على حسابها على موقع فيس بوك، :»تنعي رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن رئيس الجمهورية الأسبق السيد محمد حسني مبارك، لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة»، ولفتت إلى أن مبارك «تولى قيادة القوات الجوية أثناء الحرب التي أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية»، وتقدمت الرئاسة «بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد».

في المقابل، خصص التليفزيون المصري الرسمي عددا من برامجه للحديث عن ذكريات الرئيس السابق وأبرز مواقفه، وعلى رأسها مشاركته في حرب تحرير الكويت، وإعادة مصر للصف العربي بعد استكمال تحرير سيناء.

حزن عربي

عبر عدد من الدول العربية عن حزنها على وفاة مبارك، وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية تعزية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر فيها عن خالص التعازي، كما بعث كبار المسؤولين الكويتيين ببرقيات تعزية في وفاة مبارك.

ونعت الإمارات أمس الثلاثاء الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي وافته المنية في وقت سابق أمس الثلاثاء.

وقررت الإمارات العربية المتحدة الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد. وأصدرت وزارة شؤون الرئاسة بيانا، قالت فيه:»بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى وزارة شؤون الرئاسة المغفور له محمد حسني مبارك الرئيس المصري الأسبق الذي انتقل إلى جوار ربه».

وأضافت البيان :»لقد فقدت الأمة العربية اليوم قائدا بارزا كرس حياته لخدمة وطنه وأمته العربية ورفعة شأنها عبر مواقف مشهودة من أجل تحقيق التضامن العربي ووهب حياته لنهضة جمهورية مصر العربية الشقيقة والدفاع عن قضاياها بكل صدق وأمانة وإخلاص».

وأشادت بالجهود التي بذلها «لعودة مصر إلى اللحمة العربية بعد انقطاع دام عدة سنوات، فضلا عن دوره في تعزيز دور مصر على الصعيدين العربي والدولي» .

وكتب أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على حسابه على موقع تويتر:»الرئيس حسني مبارك رحمه الله تميز بالحكمة والشجاعة. ودوره في معركة تحرير دولة الكويت وأزمات عديدة طالت الوطن العربي، يحفظه التاريخ».

20 إشاعة

وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، تناولت العديد من المواقع والصحف أنباء عن وفاة مبارك، بعدما تراجعت حالته الصحية، لكنه ظهر على فترات متباعدة بصحة جيدة ورباطة جأش كبيرة، جسدت الإرادة التي كان عليها إبان فترة حكمه، خصوصا في السنوات الأولى.

وقضى مبارك وقتا طويلا في المستشفى العسكري، حيث كان يرقد في العناية المركزة وتدهورت حالته الصحية، وأبلغ الأطباء الأسرة أن حالته حرجة جدا بعد توقف أغلب أجهزة الجسم الحيوية عن العمل صباح أمس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وكشف علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق قبل أيام أن والده يوجد داخل غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات العسكرية، بعد إصابته بوعكة صحية، فيما أجرى الرئيس الأسبق جراحة في يناير الماضي للتخلص من بعض المشكلات في الأمعاء الناجمة عن فتاق قديم، نافيا ما تردد عن إصابة الرئيس الأسبق بورم في المعدة.

ونعت القوات المسلحة المصرية مبارك في بيان جاء فيه: «تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك الذي وافته المنية، وتتقدم لأسرته ولضباط القوات المسلحة ولجنودها بخالص العزاء، وندعو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته».

وأعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن تعازيه لوفاة الرئيس الأسبق مبارك، مشيدا بمسيرته الوطنية وبدوره البارز في حرب أكتوبر المجيدة، التي أعادت العزة والكرامة للأمة العربية، كما نعاه مجلس النواب المصري كأحد قادة حرب أكتوبر، وكذلك البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط.

محمد حسني مبارك


  • ولد في 4 مايو 1928.



  • ولد في قرية كفر المصيلحة بالمنوفية.



  • يعتبر الرئيس الرابع لمصر خلفا للرئيس محمد أنور السادات.



  • تخرج عام 1949 في الكلية الجوية وتدرج في المناصب العسكرية.



  • كان قائدا للقوات الجوية المصرية خلال حرب أكتوبر 1973.



  • استكمل خطة استعادة سيناء وخاض معركة تحكيمية لاستعادة منطقة طابا بسيناء.



  • تولى رئاسة مصر على مدار ثلاثة عقود من 1981 إلى 2011 حيث تنحى بعد مظاهرات شعبية.



  • حوكم مبارك في العديد من القضايا، وتمت تبرئته منها جميعا.